جاء الأمير عبد الرحمن بن مساعد ومعه (عصاه) التي يهش بها على وجه المشكلات المتأزمة والأحداث المتفرخة والمعضلات المتفاقمة والأزمات المستعصية في منظومة ناديه الخمسيني.. جاء الأمير (الراقي) بمفاهيم إدارية عصرية وأساليب فكرية حديثة ومخزون ثقافي تراكمي وعقلية متفتحة.. لإيجاد مؤسسة رياضية احترافية تنقل زعيمه من بوابتها إلى آفاق المجد وأعالي الطموح.. وبالفعل نجح في القضاء على معظم هذه المشكلات والأزمات وقاد هلاله إلى إنجازات كبيرة في الموسم الفائت بكل نجاح, ومع بداية الموسم الرياضي الحالي بدأ يرسم معالم التفوق للفريق الأزرق ويخطط لمصافحة اللقب العالمي وهو حق مشروع وأصبح قاب قوسين أو أدنى من السفر إلى العالمية وقطع تذكرتها من اليابان.. غير أن رياح الآمال وهواء الرغبة جاء عكس ما كان يطمح إليه - الأمير الخلوق - وما يتمناه عشاق الفن الأزرق.. فقرر تقديم استقالته بعد أن حاصرته الظروف من كل الاتجاهات.. قدم استقالته لأنه ناضج إدارياً وليس تهرباً من أبناء الإخفاق وأشقاء الفشل..!! استقال لأنه يرى أن هذه الاستقالة قد تكون أحد الحلول الناجعة للعودة لطريق الإصلاح والصيانة والصياغة.. طالما أنه اصطدم بالواقع المرير في ظل ضعف الدعم الشرفي وتحمله هذه المهام الجسام لوحده مع شقيقه الأمير عبد الله بن مساعد، هكذا هي قرارات القادة الكبار بقيمهم المهنية وخصائصهم الفكرية ووعيهم التنظيمي في علم الإدارة الحديثة. - فحين أعلن الأمير الشاعر استقالته وتحديداً بعد موقعة الفريق الإيراني الآسيوية وحمل راية الوداع أدركت أن ابتعاده ليس خسارة فقط لناديه الهلال وإنما للرياضة السعودية لأنه دخل من أبوابها النقية وليس من نوافذ التعصب والاحتقان وتأجيج الصراع وإثارة النزاع كما هو حال الكثير ممن ابتليت بهم حركتنا الرياضية، ساعتها أدركت أن وجود الراقي (عبد الرحمن بن مساعد).. ومن هم على شاكلته في وسطنا الرياضي بمفاهيمهم الحضارية وعقولهم المستنيرة وسمو خطابهم الرياضي.. أحدث توازناً في منظومتنا الرياضية وساهم في تنقية الأجواء من شوائب المحسوبين على الرياضة وتطهير بيئتها من بكتيريا التعصب وإرهاصات الاحتقان ورائحة الصراع الجدلي..!! يقول صاحب القيم الإدارية «عبد الرحمن بن مساعد» في لقائه التلفزيوني عبر شاشة الرياضية السعودية الذي أداره زميلنا المبدع أحمد العجلان يقول: (بعد الخسارة والخروج الآسيوي شاهدت منظر الجماهير الهلالية التي احتشدت في استاد الملك فهد الدولي وهي حزينة بخروج الفريق, فاعتقدت أن كلمة (آسف) لن تكون كافية، ولذلك خرجت وتحملت المسئولية أمام الجميع)..! إنها ثقافة راسخة.. نعم ثقافة في الشجاعة وسلوك حضاري أن يخرج على الملأ مسئول ويعلن تحمُّله كامل المسئولية.. في الوقت الذي يتشبث فيه الكثير بمواقعهم ويتمسكون بأهداب كراسيهم وهم مفلسون.. فاشلون.. متعطلون فكرياً وثقافياً وسلوكياً.. أما بطل الانتصار لسمو الأخلاق الإدارية (ابن مساعد) فقدمَ لنا محاضرة ثرية بعنوان: (نحو مفهوم القيم الإدارية والوعي الأخلاقي).. هي جديرة بمطالبته بالاستمرار في كرسي رئاسته والعدول عن قرار الاستقالة، وهذا ما أسعد العقلاء والحكماء في وسطنا الرياضي، إعلان الأمير الراقي - مؤخراً- استمراره في قيادة البيت الأزرق حتى نهاية فترته الرئاسية تقديراً لرغبة أعضاء شرف النادي والجماهير واللاعبين الذين أحاطوه وغمروه بباقات من الحب والتضامن والتقدير والإجلال.. فبادلهم بنفس الشعور والقيم وسرعة الاستجابة بكل رحابة. السديري.. ولجنة الإحصاء - بقدر ما سعدنا باستحداث لجنه منبثقة من الاتحاد السعودي لكرة القدم في الموسم الماضي تُعنى بشئون الإحصاء والإعلام الرياضي.. قبل أن يتم إعادة صياغة وفلترة أسماء أعضائها مؤخراً.. كنا نتمنى وجود أسماء لها وزنها الإحصائي وثقلها التوثيقي في العمل الرياضي التاريخي تحديداً.. فمعروف أن مثل هذه اللجان الهامة تقوم بضبط المعلومة وحفظ حقوق الأندية من العبث والتلاعب بالأرقام وصيانتها من الانحراف المعياري وقلب الواقع والتحدث بلغة الحقائق والوثائق لضمان تقديم منتج إعلامي إحصائي وتاريخي عالي الجودة وذي أهمية معيارية, وهذا العمل الاحترافي لا يمكن مصافحته إلا بوجود المتخصصين في العلوم الإحصائية والمناهج التاريخية التوثيقية التي تملك الفكر المستنير والرؤية العميقة والمعرفة العلمية والمخزون الثقافي التراكمي.. وأتصور أن وجود الخبير الإعلامي والباحث التاريخي والراصد المهني الشهير (تركي الناصر السديري) في أروقة هذه اللجنة الحيوية حتى وإذا كان كمستشار.. مطلب هام لإثراء العمل الإحصائي الرياضي وتدعيم الحقائق التاريخية وضبطها بعقول أهل الاختصاص.. فالتخصص ينبوع الإتقان. سلامات ل (عبد الله آل الشيخ)..!! تعرَّض مؤخراً حارس الشباب الدولي في حقبة التسعينيات الهجرية الخلوق جداً (عبد الله آل الشيخ) مع سائقه الخاص لحادث مروري مروع في (جدة) نتج عنه إصابته برضوض بعد أن أنقذته العناية الإلهية من مصيبة أعظم كادت أن تقع لولا لطف الله. * و- للمعلومية التاريخية - يُعتبر عبد الله آل الشيخ من الأسماء المثالية في تلك الأيام الخوالي حيث مثَّل (شيخ الأندية) في تلك الحقبة الفارطة.. واختير ضمن النجوم التي مثَّلت الأخضر في خليجي (3بالكويت) عام 1974.. وكان يُعد آنذاك من الحراس القلائل.. ممن جمعوا الخلق الرفيع والأداء العالي أكسبته رصيداً كبيراً في بنك العلاقات الاجتماعية.. ومن القلب نقول لزميلنا العزيز الوفي (أبا فراس): الحمد الله على سلامتكم.. وما تشوف شر إن شاء الله.