إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا على فراقك يا أبا عبد الرحمن لمحزونون، فقد فجعنا يوم الاثنين 21-7-1430ه بوفاة العلامة الكبير والفقيه صاحب الفضيلة عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين. عالم قضى وقته بطلب العلم وتدريسه ونشره. لقد كان الشيخ مثالاً للعالم الباذل لعلمه نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، فنفع الله به الأمة. وله تلامذة درسوا على يديه الفقه والعقيدة وشتى فنون المعرفة. بعد هذه الحياة الحافلة بالنشاط والدعوة والتعليم والفتوى والمشاركات الدعوية والعلمية، ودع الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الحياة الدنيا بعد مرض ألم به. جعله الله تكفيراً وتصحيحاً ورفعة في الدرجات، وأسبغ الله عليه وابل المغفرة والرضوان وجعل مآله إلى أعالي الجنان ووالدينا ووالديهم وجميع علماء المسلمين والمسلمين أجمعين. غفر الله للشيخ عبد الله الجبرين فلقد كانت وفاته ثلمة في الدين ونقصاً في العلم، خلف الأمة خيراً بعد وفاته.. وجعل مثواه بحبوحة جنانه. ذرفت عيون الصالحين على فقد هذا العالم، ودمعت قلوب المحبين على رحيله، لكن لا نقول إلا ما يرضي الله. وهاهي الجموع اجتمعت في الرياض ظهر الثلاثاء لتوديع هذا العالم وفاء لحقه واعترافاً بفضله، وصدق الإمام أحمد رحمه الله حين قال لأهل البدع: (بيننا وبينكم يوم الجنائز). فكم من داع له باك، كم من عين دامعة وألسنة تلهج بالدعاء له بالمغفرة والرضوان، فاللهم استجب دعاء من دعا وتضرع واجبر كسر من قلبه في فراق الشيخ قد انصدع. رحمك الله شيخنا وأجزل مثوبتك ورفع درجتك وأدخلك في الصالحين. اللهم ارحمه وارفع درجته في المهديين، اللهم نور له في قبره واغفر ذنبه وأقل عثرته وتجاوز عنه، اللهم عافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم ألبسه الحلل وأسكنه الظلل واجعله من الآمنين يوم الفزع الأكبر.