انتقد الشيخ عبدالله بن محمد الشراحيلي رئيس مركز هيئة الروضة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة جازان قصور بعض فئات المجتمع في القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل حسب مسؤولياته وصلاحياته المحددة شرعاً ونظاماً، وقال: لاحظنا من خلال عملنا قصور فئة من أفراد المجتمع في القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخاصة درجة النصيحة وهي في مقدور كل أحد، فلو أن كل فرد قام بذلك لتلاشى كثير من المنكرات.جاء ذلك في حواره مع صفحة (الرسالة) ونترككم مع بقية حوارنا معه. البطاقة الشخصية الاسم: عبدالله بن محمد يحيى الشراحيلي. العمر: 35سنة العمل الحالي: رئيس مركز هيئة الروضة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة جازان ولي في الخدمة في هذا الجهاز المبارك 13سنة. زيارة مراكز الهيئة * هناك فئة من الناس لم تفهم أو تجهل عمل رجال الهيئة مما أوجد بيئة خصبة لترويج الأقاويل وتسويقها فما تفسيركم لسبب ذلك؟ ولماذا؟ - بحمد الله تعالى إن مجتمع هذه البلاد بإيمانه القوي وعقيدته الراسخة يؤمن إيماناً كبيراً بأهمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا من أهم أسباب الأمن والاستقرار الذي تميزت به هذه البلاد، ولولا فضل الله تعالى أولاً وآخراً ثم القيام بتطبيق الشريعة الإسلامية الصحيحة ومنها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لرأينا ما لا تحمد عقباه من شركيات وبدع، ومنكرات عظيمة. ولكن بفضل الله تعالى وإيماناً من قادة هذه البلاد بأهمية هذه الشعيرة ومكانتها في الدين فقد أولوا هذه الشعيرة عناية بالغة واهتماماً كبيراً من لدن المؤسس لهذا الصرح الشامخ - الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، وأبناؤه البررة من بعده كذلك. وأنتهزها فرصة لأدعو كافة شرائح المجتمع لزيارة هيئات ومراكز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للوقوف عن كثب على أعمال رجال الهيئة وجهودهم المثمرة بحمد الله في المجتمع. تحصين الناشئة *كيف نحصن الناشئة من التيارات الوافدة؟ - الشباب هم عماد الأمة ومستقبلها الواعد وهم رأس مالها البشري، ونحن نرى في عالم يموج بالفتن وبالتيارات الفكرية وحملات منظمة وشرسة تستهدف شبابنا المسلم، تهدف من خلالها إلى طمس هويتهم الإسلامية وإبعادهم عن التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. ومرحلة الشباب من أهم مراحل العمر ومن أخطرها على الإنسان لذا فإن على الشباب أن يعوا الخطر الداهم وأن يتمسكوا بما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه سلف هذه الأمة، كما وأن عليهم الالتفاف حول العلماء والصدور عن رأيهم. وعلى العلماء والدعاة والمصلحين العمل على تحصين الشباب ضد هذه التيارات الوافدة ببيان خطرها على الفرد والمجتمع وترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة في أذهانهم وتزويدهم برصيد من تعاليم الدين وتبصيرهم بمقاصد الشريعة ووسطيتها واعتدالها بعيداً عن التطرف والانغلاق. درجات الإنكار *ما درجات إنكار المنكر؟ وهل قام المجتمع بجميع شرائحه بما يجب عليه كل حسب استطاعته؟ - درجات إنكار المنكر لا تخفى على أحد وهي الواردة في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وقد لاحظنا من خلال عملنا قصور فئة من أفراد المجتمع في القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخاصة درجة النصيحة وهي في مقدور كل أحد، فلو أن كل فرد قام بذلك لتلاشى كثير من المنكرات. أحوال الستر *ما الأحوال التي يمكن الستر فيها على مرتكب المنكر؟ - الستر على مرتكب المنكر وعدم إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا مطلب شرعي وهو الأصل، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ولقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ستير يحب الستر) وقوله عليه الصلاة والسلام: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)، وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة). ولكن قد يكون الستر على صاحب المنكر غير ممكن في بعض الأحوال كالذي يجاهر بالمعاصي والمنكرات، وكالذي يكون مشهوراً بالسوء، ومن كان الستر عليه يؤدي إلى استمراره وإقامته على هذا المنكر، فهؤلاء لا تتحقق فيهم المصلحة الشرعية بالستر. خطر المنكرات *ما مخاطر انتشار المنكرات على شباب المسلمين؟ - لا شك أن مخاطر انتشار المنكرات على شباب المسلمين عظيمة وضررها كبير وعاقبتها وخيمة وتجر على المجتمع ويلات كثيرة، حيث يخرج جيل لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرا، وهي سبب لضياع الهوية الإسلامية والتقليد الأعمى، وكثرة الفتن، وانعدام الأمن، وهي من أسباب إنزال العقوبات ورد الدعاء وعدم الإجابة، وضعف الأمة وانتفاء الخيرية عنها. نسأل الله التوفيق والهداية لشباب المسلمين. التردد في الإبلاغ *إلى ماذا يرجع فضيلتكم تردد البعض في إبلاغ الهيئة عن بعض المنكرات وما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟ - يرجع تردد البعض في إبلاغ الهيئة عن بعض المنكرات لأسباب من أهمها: 1- عدم اهتمام البعض بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 2- جهل البعض أن إبلاغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن المنكرات مطلب شرعي. 3- جهله بخطر المنكر على الفرد والمجتمع، وما قد يتسبب عدم الإنكار من العقوبة. 4- تخوف البعض مما يترتب على بلاغه من ظهور اسمه أمام المبلغ عنه، وليعلم الجميع أن أي بلاغ يعامل بسرية تامة ويبقى لدى المركز ولا يطلع عليه أحد. 5- تصديق البعض ما يشاع عن الهيئة من قصص وأقاويل وعدم التثبت من صحتها. ونصيحتي لهؤلاء التعاون مع جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأجهزة الدولة الأخرى في التبليغ عن المنكرات والمخالفات الشرعية حتى لا ينتشر الفساد في المجتمع ويكثر أهله، وأن بلاغاتهم محل اهتمام الهيئة ويتعامل معها بسرية تامة كما ذكرت. منكرات الأفراح * تشهد الأيام المقبلة موسم المقبلين على الزواج هل من كلمة للمقبلين على خوض في مجال استثمار الفرح في شكر الله لا في معصية الله؟ - لوحظ في السنوات الأخيرة تفشي كثير من المنكرات المحرمة شرعاً في الأفراح، فتبدأ الحياة الزوجية بأمور منكرة شرعاً وممنوعة عرفاً أودت بسعادة الكثير من الأسر، كالاختلاط والأغاني والتصوير والتعري وغيرها من المنكرات الكثيرة التي أصبحت ليالي الأفراح تعج بها، فلا غرابة أن ينتهي ذلك الزواج بالفشل الذريع والفراق السريع. لذا كان من الواجب على المقبلين على الزواج تقوى الله وجمع الناس في هذه الأفراح على ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وأن تعمر هذه الحفلات بذكر الله بدلاً من أن تقضى في اللهو واللعب، خاصة وأن هذه الليلة هي الليلة الأولى في حياة الزوجين فتكون بدايتها خيراً. فالزواج نعمة من نعم الله على عباده، فمن حق هذه النعمة أن تشكر. الدور الاجتماعي *ما الدور الاجتماعي التوعوي الذي تمارسه مراكز الهيئة؟ - للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممثلة في مراكزها دور اجتماعي توعوي كبير تقوم به على مدار العام في إرشاد الناس وتوجيههم وحثهم على فعل الخير وتجنب المنكرات. إلا أن هذا الدور ينشط خلال إجازة الصيف، حيث تقيم بعض المراكز مخيمات توجيهية توعوية لكافة شرائح المجتمع وتستضيف في هذه المخيمات العلماء والدعاة لإلقاء الدروس والمحاضرات العلمية. كما أن لها دورا توعويا سواء داخل مراكز الهيئة أو أثناء تأدية العمل الميداني في الأسواق والأماكن السياحية والعامة من نصح وتوجيه وتنبيه للغافل وإرشاد للجاهل، وتوزيع الكتيبات والمطويات.