أكد الشيخ صالح الفوزان أن الإنكار العلني على ولاة الأمر، ليس من النصيحة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واصفاً ذلك ب "الفضيحة" وأنه من القسم الذي يخلّف منكراً أشد وفساداً أكبر. وأكد عدم جوازه. وقال الفوزان في رد على سائل: إن "الإنكار على الولاة علانية، هذا يلزم عليه منكر أشد، يلزم عليه فوضى، يلزم عليه تخريب، يلزم عليه تفكك المجتمع، يلزم عليه تفرق جماعة المسلمين، وهذي منكرات أشد، والعياذ بالله". وكان الشيخ الفوزان قد ورده سؤال حول فتواه الأخيرة عن خطورة الإنكار العلني على الولاة، وما يترتب على ذلك من مفاسد، حيث قال السائل: هناك من يقول: هذا من النصيحة ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فرد الشيخ الفوزان قائلاً: "هذا ليس من النصيحة، هذا من الفضيحة، نحن بينا هذا، مسبة ولاة الأمور والإنكار عليهم أمام الناس، وذكر معايبهم، هذا ليس من النصيحة، النصيحة توصل إليهم سراً بين الناصح وبين المنصوح، هذه هي النصيحة، أما إظهار هذا على الناس فهذا غش وليس نصيحة، والغش ضد النصيحة، لكن هذا من التلبيس على الناس أو من الجهل بمعنى النصيحة، الذي يقول هذا إما صاحب هوى، وإما جاهل لا يعرف معنى النصيحة، ويقول هذا من إنكار المنكر، إنكار المنكر ليس كذا، إنكار المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، باليد إن استطاع، باللسان إن لم يستطع، بالقلب في آخر شي، وقد يكون إنكار المنكر، منكراً في نفسه، إذا كان يلزم عليه حصول منكر أشد فهذا منكر بنفسه وليس من إنكار المنكر. والعلماء قسموا هذا إلى ثلاثة أقسام: إنكار يتحصل معه زوال المنكر وهذا هو المطلوب، وإنكار يتحصل معه منكر آخر، مثل المنكر الذي أنكرته، يزول هذا ويأتي بدله منكر آخر، وهذا لا يصلح لأننا لم نستفد شيئاً. والثالث أن يخلفه منكر أشد وهذا فساد ولا يجوز أبداً". وبيّن الفوزان أن "الإنكار على الولاة علانية، هذا يلزم عليه منكر أشد، يلزم عليه فوضى، يلزم عليه تخريب، يلزم عليه تفكك المجتمع، يلزم عليه تفرق جماعة المسلمين، وهذي منكرات أشد والعياذ بالله". وزاد: "يا أخي، الله جل وعلى قال لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى، قال ائتياه، لم يقل قفوا بالشوارع أو المنابر أو مجامع الناس وقولوا فرعون سوّا كذا وفرعون طاغوت، وهو طاغوت صح، لكن الله لم يقل لهما كذا، قال ائتياه فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى، هكذا التوجيه الإلهي من أكثر الناس وأشد الناس عتواً، فالطريقة الشرعية هي إيصال النصيحة إلى الوالي". وقال الفوزان: "جاء رجل إلى أحد الخلفاء وقال إني واعظك ومغلظ عليك، يستأذنه، فقال: لا، الله جل وعلى قال لأفضل منك مع من هو أكفر مني وأشد مني فرعون، قال لموسى وهارون ائتياه فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى". وطالب الفوازن وفقا لما أورده موقع سبق بالدعوة إلى الله بالحكمة، قائلاً: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، فأنت عندما تذكر مساوئ الحاكم المسلم، لليس هناك من يخلو من الملاحظات، الإنسان بشر، فإذا وقفت تذكر مساوئ الحاكم المسلم على الناس يحصل بذلك مفاسد أنت تزعم أنك تنكر منكراً وهو ليس إنكاراً، أنت لست عند الحاكم، ربما عند الناس الأعدى للحاكم والأعدى للمسلمين، ثم هم يفرحون بذلك ليشقوا عصا الطاعة ويفرقوا بين المسلمين، فلا يجوز هذا وليس من النصيحة وليس من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وكان الشيخ صالح الفوزان قد أكد في تصريحات صحافية سابقة أن "الإنكار على ولي الأمر في المظاهرات أو الأشرطة أو وسائل الإعلام خلاف السنّة، ومفضٍ إلى المفاسد والشرور"، مشيراً إلى وجوب مناصحة ولي أمر المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، لكنها تكون سراً بين الناصح وولي الأمر، بدليل حديث: (من كان عنده نصيحة لولي الأمر فليأخذ بيده ولينصحه سراً. فإن قبل وإلا فقد أدى ما عليه).