تخرج وتفرز النتائج العكسية للمنتخبات الكثير من الأقاويل والشائعات والانتقادات والتهم الرياضية، على أي فريق أو لاعب كرة أو رئيس نادٍ، وإن كانت هذه الانتقادات تطال الأبرياء في الغالب، لكنها كثيراً ما تزيد من إصرارهم وقبولهم للتحدي، وقد يضخم الإعلام حجم صورة الاحتقان ويشعل نار التعصب في الرياضي مما يوسع دائرة الخصام فيتسع الخرق الرياضي على الراقع، وهذا شيء طبيعي ومقبول إن كان على توسط واعتدال ونطاق ضيق، كما أنه مرفوض كل الرفض إن بلغ التحامل، فمن المألوف رياضياً أن تكون هناك بعض التعديلات، ولكنه تعديل لن يكون جذرياً، والمطلوب من اللاعبين أن يستمروا في تقديم المستوى الجيد مع أنديتهم لتحقيق المطلوب مهما كانت الشائعة، ومن أمثلة ما يثار من العبارات والفتن ويشيعه الإعلام مثل (ما تعرضت له يفوق الوصف فجماهير النادي الفلاني تطاردني في كل مكان) (الفريق الفلاني، أزمة رئاسة أم أزمة رؤساء) ومثل (الهلال يساوي كل الأندية وهو مستهدف والآخرون يخطئون ولا يعاقبون يجب تغيير هيكلة لجان اتحاد الكرة وأقول لمن يسيء لياسر اتق الله). ويرقب الشارع الرياضي والمنتديات الرسمية لنوادي الكرة والكُتَّاب الإعلاميين والشعراء هذا التأجيج الرياضي والحقد والتعصب بين الرياضيين، متمنيين لاتحاد الكرة السعودية أسعد الأوقات وأنفعها، والخروج من هذه الدائرة الضيقة والمنعطف الحرج، وكل ما من شأنه التأثير على مجريات مستقبل الكرة السعودية، وأعتقد أنّ الحل الذي يراه الشارع الرياضي، يتمثل في الحكمة القائلة (الوقاية خير من العلاج) ويتم ذلك بضبط النفس، والتدخل لإيقاف مثل هذه التجاوزات الدخيلة على ملاعبنا وعاداتنا السمحة، فالتجاوزات وصلت للشتم الذي لا يعرفه الشعب السعودي المدافع عن شعار بلده المسلم المحب لهدي النبي صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) (مجمع الزوائد 8-72). وثقتنا في الإدارة الشبابية، بأنها إدارة واعية سوف تنهض وتقضي على الهنات وتقود الاتحاد الكروي السعودي بعقلية احترافية، وسوف تقوم بعمل كل ما في وسعها لحماية اللاعبين، وتعزيز أمن النوادي بأمن أضافي، كما شاهدنا من وضع حواجز ممغنطة على البوابات الرئيسية لكشف أي شخص يحمل أداة تهدد سلامة الآخرين، ونتوقع منهم فعل أكثر من ذلك. ومما يلاحظ أيضاً، ويرقبه الشارع الرياضي أن المنافسة في الدوري السعودي تكاد تنحصر بين الاتحاد والهلال والشباب وأضف لهم الأهلي، بدليل أنها من تحقق البطولات في السنوات الأخيرة، والنظرة المستقبلية للكرة السعودية تثمن وتدعو للتوسع في المنافسة بين أكبر عدد من الأندية الرياضية وبخاصة دوري المحترفين السعودي، وأن تتنافس بثوب جديد متجدد وأن لا تنحصر المنافسة بين الهلال والاتحاد والشباب، وترجع الظاهرة في الأساس للاعبي الكرة المتميزين، حيث إنّ اللاعب العالمي لا يتوقف عطاؤه عند حد معين، بل يجب عليه أن يتطور دائماً وان يبحث عن الأفضل إذا ما أراد أن يحافظ على مستواه العالمي، ويكون طبيعياً في قمة حضوره وتألقه، كما أن الجماهير لا تقبل اللاعب المتحجر الذي لا يطور نفسه لأن المركز ليس حكراً على أحد وإذا لم يطور اللاعب إمكانياته إلى الأفضل فستتجاوزه الحياة الرياضية، وسوف يأتي لاعب آخر ويحصل على الأفضلية. وفي الختام يمكن القول إن المستوى الفني الكبير للكرة السعودية قادر على المراجعة وإزالة كل المعوقات الكروية، بنفس الفعالية التي أوصلت الكرة السعودية للعالمية كما عزَّز العقلية الاحترافية التي تدير هذا العمل الجبار، والحقيقة التي لا تخفى ما نشاهده من الأداء الممتاز في اللقاءات بين الفرق والمتعة الكروية، والفضل يعود بعد الله سبحانه وتعالى للرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل وكل أفراد الإدارة الناجحة للكرة السعودية، بل المجودة والمتميزة بكل المقاييس ولمواقفها الرائعة والمطمئنة بجانب التشجيع غير المحدود وتذليل كل صعوبة، والحمد لله الكل مطمئن ومقر بنجاح الكرة السعودية بدرجة كبيرة وهذا شرف للوطن يتمناه كل مواطن في المملكة، كما يؤكد الكل أن كرة القدم في السعودية سيكون لها إن شاء الله المستقبل الزاهر على المستوى العالمي. عبد العزيز عبد الله الحميّد - مذيع القناة الرياضية السعودية