شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مساء أمس حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية الحادية والثلاثين للعام 1429ه- 2009م للفائزين بها، وذلك بقاعة الأمير سلطان الكبرى في مركز الفيصلية التابع لمؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض. وعند وصول الملك المفدى لمقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة والمدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، وصاحب السمو الأمير بندر بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير بندرالفيصل بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل. إثر ذلك عزف السلام الملكي، ثم صافح الملك المفدى -أيده الله- أصحاب السمو الملكي الأمراء، كما تشرف الفائزون بجائزة الملك فيصل العالمية بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. عقب ذلك التقطت الصور التذكارية مع خادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة، وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مكانه في المنصة الرئيسية بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. أصحاب السمو الأمراء، أصحاب الفضيلة، أصحاب المعالي حضرات الفائزين، الحفل الكريم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في هذا المساء الذي يزهو بجلال الرعاية وسمو الحضور ورقي المناسبة يعتلي فارس التطوير والإصلاح صهوة الثقافة ويصطحب معه الفكر والعلم إلى منصة التقدير ومنبر التكريم. لك الله يا عبدالله، كم أنت رائع وأنت تدعو للتفاهم والحوار والتآخي بالوفاق والتسامح بالأخلاق، لو سار الناس مسارك ونهجوا نهجك ما اختلفوا ولا تخلفوا. أيها الفائزون.. منا لكم الشكر ولعقولكم الاحترام، كيف لا وقد بذلتم جهدكم وسخرتم وقتكم ومنحتم سني عمركم لخدمة الإنسانية وإسعاد البشرية. أحباءنا الحاضرين قبولكم دعوتنا إعلان رضا نعتز به شكراً لكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إثر ذلك ألقى الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين كلمة رحب في مستهلها بخادم الحرمين الشريفين والحضور وقال: (في هذا المساء الجميل المتَّشح بكل ما يبعث السعادة في النفوس، المشمول برعاية ملك تدل أقواله وأفعاله على حرصه الشديد على بذل كل ما يستطيع للنهوض بوطنه، والرقيِّ بأمته، والإسهام فيما ينفع البشرية كلها). بعد ذلك أعلن الدكتور العثيمين أن جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام فازت بها الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بجمهورية مصر العربية، مبيناً أن من رشحها للجائزة هي الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض، وذلك تقديراً لما قدّمته من خدمات جليلة منذ إنشائها قبلمائة عام تقريباً - على نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وترسيخ مفهوم الدعوة إلى الله خالصة لوجهه الكريم بعيدة عن المطامع السياسية، واعتمادها في دعوتها على الكتاب والسنة، وتصدّيها فكرياً وميدانياً للحملات المغرضة ضد الإسلام والمسلمين، وقيامها بمشروعات اجتماعية وإنسانية كبرى لمساعدة المحتاجين داخل مصر وخارجها، وبخاصة في فلسطين والدول الإسلامية الفقيرة في إفريقيا وآسيا. ثم سلم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 1429-2009 للجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بجمهورية مصر العربية وتشرف باستلامها نيابة عن الجمعية ممثلها البروفيسور محمد المختار محمد المهدي، بعد ذلك ألقى البروفيسور محمد المختار كلمة بيَّن فيها أن الجميع في هذا الحفل المهيب يستروح عبق الإيمان والوفاء بتكريم العلماء وتقدير التفوق بكرم وسخاء، حيث تتلاقح فيه الأفكار المبدعة وتتكامل الجهود المخلصة والتجارب العلمية والعملية النافعة؛ وصولاً إلى النهضة الراشدة، تحت مظلة جائزة معطَّرة باسم الملك فيصل بن عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- عقب ذلك أعلن الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية أن جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية 1429-2009 - وموضوعها (الدراسات التي تناولت الفكر العمراني البشري عند علماء المسلمين)- قد فاز بها البروفيسور عبدالسلام محمد شدّادي، المغربي الجنسية، الأستاذ بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث رشحته للجائزة مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء. وبيّن أن منح الجائزة جاء تقديراً لجهوده العلمية في دراسة ابن خلدون بوصفه نموذجاً للفكر العمراني البشري عند المسلمين. إثر ذلك سلم خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية 1429-2009 للبروفيسور عبدالسلام محمد شدادي، ثم ألقى البروفيسور شدّادي كلمة أبرز فيها الأثر في نيل مكافأة العمل الذي كرَّس في سبيله المرء جزءاً كبيراً من حياته ومجهوداته، وقال (مهما كان الشخص، فالمرء يشعر آنذاك أن العمل الذي قام به في حالة الانفراد والعزلة يستجيب إلى حاجيات وقيم مشتركة، وعندما يتعلَّق الأمر بجائزة ذات صيت عالمي مثل الجائزة العالمية للملك فيصل، فإن الانفعال يكون أبلغ وأشد بسبب القيمة العالية لتلك الجائزة لا على المستوى العربي فحسب، بل على المستوى العالمي). بعد ذلك أعلن الدكتور عبدالله العثيمين أن جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب 1429-2009 وموضوعها (تحقيق المؤلفات الأدبية الشعرية والنثرية المصنّفة في المدة من (300-700ه)، فاز بها البروفيسور عبدالعزيز بن ناصر المانع (السعودي الجنسية)، الأستاذ غير المتفرغ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، مفيداً أن من رشحه للجائزة هي جامعة الملك سعود وجامعة القصيم، وجامعة آل البيت والجامعة الهاشمية، والجامعة الأردنية في الأردن. وبيّن أن منحه للجائزة جاء تقديراً لجهوده العلمية المتميّزة في مجال تحقيق نصوص من التراث في الفترة المحددة لموضوع الجائزة، حيث برهن على إلمام واسع بمصادر مختلفة ومتنوعة أحسن توظيفها في تحقيق عدد من المؤلفات التراثية المهمة وضبطها وإجلاء غوامضها، متبعاً في ذلك المناهج العلمية الدقيقة في مجال صنعة التحقيق، متزوداً بالأدوات المناسبة التي تيسر للقراء المعاصرين معرفة جانب من التراث الأدبي العربي وإتاحة نصوص أساسية منه للباحثين المختصين وللمكتبة العربية. عقب ذلك سلم الملك المفدى -رعاه لله- جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب لعام 1429-2009 للبروفيسور عبدالعزيز بن ناصر المانع. إثر ذلك ألقى البروفيسور المانع كلمة عد فيها تشريفه بمنحه جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب ليس تشريفاً له فحسب، بل تشريفاً للتراث العربي الخالد ولكل من يعمل على إحيائه. عقب ذلك أعلن الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين أن جائزة الملك فيصل العالمية للطب لعام 1429-2009، وموضوعها (العلاج الموجه إلى الجزيئات) فاز بها البروفيسور رونالد ليفي (الأمريكي الجنسية)، رئيس قسم الأورام بكلية الطب بجامعة ستانفورد، مفيداً أن من رشحه للجائزة هي جامعة ستانفورد الأمريكية. وبيَّن أن الجائزة منحت له تقديراً لدراساته الرائدة في مجال العلاج المناعي للسرطان، حيث طوَّر وسائل فاعلة لتشخيص الأورام اللمفاوية وعلاجها بواسطة الأجسام المضادة أُحادية النسيلة، وأسهم بدور أساس في إنتاج أول عقار مناعي ناجح لعلاج تلك الأورام، كما استحدث وسائل تمنيعية مبتكرة لتحفيز الجهاز المناعي لمكافحتها ذاتياً داخل جسم المريض. ثم سلم -أيده الله- جائزة الملك فيصل العالمية للطب لعام 1429-2009 للبروفيسور رونالد ليفي، إثر ذلك ألقى البروفيسور رونالد ليفي كلمة عبر فيها عن تشرفه بقبول هذه الجائزة التي منحته إياه مؤسسة الملك فيصل، ويشاركه فيها علماء سابقون، إضافة إلى العديد من الأطباء المخلصين الذين يقومون بعلاج مرضى السرطان، ويساعدون في إيصال العلاج الجديد إليهم. إثر ذلك أعلن الدكتور عبدالله الصالح العثيمين أن جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم لعام 1429-2009، وموضوعها: (الفيزياء) فاز بها مشاركة البروفيسور السير ريتشارد هنري فريند (بريطاني الجنسية)، والبروفيسور راشد عليفتش سنييف (الروسي الجنسية). وبيَّن أن البروفيسور فريند، أستاذ كرسي في الفيزياء بجامعة كمبردج ورئيس مجلس العلوم الطبيعية وأن من رشحته للجائزة الجمعية العلمية الملكية للكيمياء بلندن. عقب ذلك سلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم لعام 1429-2009 للبروفيسور ريتشارد هنري فريند، ثم ألقى الفائز بالجائزة كلمة أكد فيها أن الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية في العلوم يشكلون مجموعة فذة من العلماء المبدعين، فيما أوضح الدكتور عبدالله العثيمين أن البروفيسور راشد عليفتش سنييف (الروسي الجنسية) الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم لعام 1429-2009 مشاركة هو عالم رئيس في معهد أبحاث الفضاء بالأكاديمية الروسية للعلوم ومدير معهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية بألمانيا ورشحته للجائزة كل من أكاديمية تتارستان للعلوم، ومعهد الفلك بأكاديمية أوزباكستان للعلوم. إثر سلم خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم لعام 1429- 2009للبروفيسور راشد عليفتش سنييف، ثم ألقى الفائز بالجائزة كلمة بعد عبر فيها عن تشرفه بأن يُضاف اسمه إلى قائمة العلماء المتميّزين الذين فازوا بجائزة الملك فيصل للعلوم خلال واحد وثلاثين عاماً الماضية. بعد ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حفل العشاء المعد بهذه المناسبة. إثر ذلك عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الملك المفدى مقر الحفل مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير. حضر الحفل ومأدبة العشاء صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، وصاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، وأصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وضيوف الجائزة وكبار المسؤولين.