رفع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة والمدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله على الدعم والمؤازرة التي تحظى بهما مؤسسة الملك فيصل الخيرية وجائزة الملك فيصل العالمية . وأكد سموه في كلمة استهل بها المؤتمر الصحفي الذي عقده امس عقب حفل العشاء الذي أقيم تكريما لأعضاء لجان اختيار الجائزة بمركز الخزامى في الرياض أن الجائزة تهتم بالعلم والثقافة وتوليها الكثير من الأهمية معبرا عن فخره بأن المملكة تهتم بهذا التوجه الخير . ولفت النظر إلى أن الجائزة قد هنأت الفائزين بها في الأعوام الماضية على نجاحاتهم المضطردة بعد حصولهم على الجائزة حيث فازوا بعدد من الجوائز والمناصب البارزة التي تدل على المكانة الكبيرة التي تحظى بها الجائزة والمكانة الكبيرة وقال سموه هنيئا لنا بعلمائنا وهنيئا لهم بالتقدير منهم . وعبر سمو الأمير خالد الفيصل عن شكره لأعضاء لجان الجائزة على الجهود الكبيرة داعيا الله سبحانه وتعالى أن يستمر هذا العطاء والتألق من هذه الجائزة ومن هؤلاء النخبة . إثر ذلك تلا الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين بيان الأمانة العامة للجائزة أعلن فيه أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1429 ه / 2009 م فى أفرع الجائزة ، قال فيه .. بعون من الله وتوفيقه اجتمعت لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية في الفروع الخمسة: خدمة الإسلام ، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم. وذلك في سلسلة من الجلسات امتدت من يوم السبت السابع والعشرين من محرّم عام 1430ه إلى يوم الاثنين التاسع والعشرين من الشهر نفسه الموافق للرابع والعشرين إلى السادس والعشرين من يناير عام 2009م، وتوصلت إلى القرارات الآتية: أولا: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام منح الجائزة، هذا العام (1429ه/2009م)، للجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية. وهي جمعية مصرية ومنحت الجائزة لقيامها بأعمال جليلة في خدمة الإسلام والمسلمين. ومن هذه الأعمال: 1. عملها الدؤوب ، منذ إنشائها قبل مئة عام تقريباً، على ترسيخ مفهوم الدعوة إلى الله بأن تكون خالصة لوجهه الكريم بعيدة عن أي مطامع سياسية. 2. اعتمادها في دعوتها على الكتاب والسنة؛ وذلك لنشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبيان مساوئ البدع والخرافات. 3. مشاركة علمائها في المؤتمرات والندوات الإسلامية داعين إلى وحدة الأمة والنهوض بها. 4. تعدُّد جوانب جهودها العظيمة؛ قولاً وعملاً، داخل مصر وخارجها. فمما أنجزته داخل مصر إلقاء الدروس ، وإقامة الندوات، وإقامة موقع على شبكة المعلومات لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، وإعداد الدعاة من خلال أكثر من خمسين معهداً، ورعاية الطلاب؛ لا سيما الفقراء، من داخل مصر ومن الوافدين من خارجها لطلب العلم في الأزهر، والتصدَّي فكرياً وميدانياً للحملات المغرضة ضد الإسلام والمسلمين، والقيام بمشروعات اجتماعية ؛ مثل كفالة اليتيم ، وتزويج اليتيمات ، وتشغيل أمهات الأيتام ، وإقامة مراكز طبية مجهزة تجهيزاً جيداً لمعالجة مختلف الأمراض مجانياً ، وإنشاء ما يزيد على خمسة آلاف مسجد . ومما أنجزته خارج مصر مساعدة من يحتاجون إلى مساعدة ؛ وبخاصة في فلسطين والدول الإسلامية الفقيرة في إفريقيا وآسيا. ثانيا : قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية منح الجائزة، هذا العام (1429ه / 2009م ) ، وموضوعها " الدراسات التي تناولت الفكر العمراني البشري عند علماء المسلمين " ، للبروفيسور عبد السلام محمد شدادي ( المغربي الجنسية ) ، الأستاذ بالمعهد الجامعي للبحث العلمي، جامعة محمد الخامس، الرباط. وقد منح الجائزة تقديراً لجهوده العلمية على مدى سنوات طويلة في دراسة ابن خلدون نموذجاً للفكر العمراني البشري عند المسلمين، موضحاً مرتكزاته ومضامينه ومصطلحاته وأقسامه، فقدم عملاً متميزاً بالتنوع المعرفي الرصين، وأغنى دراساته بالمقارنة مع النظريات الاجتماعية الحديثة، مخاطباً الأوساط العلمية العالمية باللغتين الفرنسية والانجليزية. وتجلى كل ذلك في كتابه "ابن خلدون: الرجل والمنظَّر للحضارة" باللغة الفرنسية، وفي بحوثه الكثيرة في الموضوع نفسه. ثالثا: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب منح الجائزة، هذا العام (1429ه / 2009م) ، وموضوعها " تحقيق المؤلفات الأدبية الشعرية والنثرية المصنّفة في المدة من 300 – 700ه " ؛ للبروفيسور عبد العزيز بن ناصر المانع ( سعودي الجنسية ) ، الأستاذ غير المتفرغ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود. وقد منح البروفيسور المانع الجائزة تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في مجال تحقيق نصوص من التراث في الفترة المحددة لموضوع الجائزة ؛ إذ برهن على إلمام واسع بمصادر مختلفة ومتنوعة أحسن توظيفها في تحقيق عدد من المؤلفات التراثية المهمة وضبطها وإجلاء غوامضها ، متبعاً في ذلك المناهج العلمية الدقيقة في مجال صنعة التحقيق ، متزوداً بالأدوات المناسبة التي تيسر للقراء المعاصرين معرفة جانب من التراث الأدبي العربي وإتاحة نصوص أساسية منه للباحثين المختصين وللمكتبة العربية. رابعا : قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب منح الجائزة، هذا العام (1429ه/2009م)، وموضوعها "العلاج الموجه إلى الجزيئات"؛ للبروفيسور رونالد ليفي (الأمريكي الجنسية) رئيس قسم الأورام بكلية الطب في جامعة ستانفورد. وقد اختير البروفيسور ليفي لنيل الجائزة ، لدراساته الرائدة والمتميزة في مجال العلاج المناعي للسرطان ، حيث اكتشف منذ ثلاثين عاما أجساما مضادة تستطيع أن تميز بين الخلايا السرطانية وخلايا الأورام الحميدة. هذا الاكتشاف أدى إلى ايجاد وسيلة فاعلة لتشخيص علاج الأورام اللمفاوية . فقد استطاع البروفيسور ليفي في عام 1980م أن يثبت بأن الأجسام المضادة أحادية النسيلة يمكن استخدامها لعلاج المرضى المصابين بأورام لمفاوية. واستجاب الكثير من هؤلاء المرضى لهذا العلاج ، فأصبح العقار الذي استحدثه شائع الاستعمال ، كما استحدث البروفيسور ليفي، أيضا ، وسائل علاجية أخرى تعتمد على تحفيز الجهاز المناعي لمكافحة خلايا السرطان في جسم المريض وذلك باستخدام لقاح ضد الأورام السرطانية. خامسا : قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم منح الجائزة، هذا العام (1429ه/2009م)، وموضوعها "الفيزياء"؛ للبروفيسور ريتشارد هنري فريند (البريطاني الجنسية)، أستاذ كرسي كانديش في الفيزياء بجامعة كمبردج ورئيس مجلس العلوم الطبيعية، والبروفيسور راشد عليفتش سنييف ( الروسي الجنسية )، وهوعالم رئيس في معهد أبحاث الفضاء في الأكاديمية الروسية للعلوم ومدير معهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية في ألمانيا. ولقد أنجز البروفيسور فريند عملاً رائداً في مجال فيزياء وهندسة الأجهزة شبه الموصلة المصنّعة من مواد بلاستيكية. واستحدث تقنية لتصنيع هذه الأجهزة عن طريق الطباعة المباشرة تختلف اختلافاً جذريا عن تقنيات التصنيع التقليدية، ممهداً بذلك الطريق لتطوير تطبيقات عديدة للأجهزة البلاستيكية. أما البروفيسور سنييف فقد أنجز عملاً رائداً ومساهمة أساسية في مجال الفيزياء الفلكية، حيث سمحت أبحاثه النظرية حول خلفية الاشعاع الكوني بتأسيس قاعدة للمشاهدات الفلكية واستكشاف بنية الكون والمجرات. ويعتبر عمله المتعلق بالثقوب السوداء والنجوم الثنائية حاسما في تطوير مجال الأشعة السينية الكونية. وكشف الدكتور عبدالله العثيمين خلال تلاوته لبيان الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية عن موضوعات الجائزة للسنة القادمة ( 1430ه/2010م ) والتي تتمثل في : - فرع الدراسات الإسلامية وموضوعها " الدراسات التي تناولت الوقف عند المسلمين ". - فرع اللغة العربية والأدب وموضوعها" الدراسات التي عنيت بالفكر النحوي عند العرب". - فرع الطب وموضوعه " علاج أمراض تآكل المفاصل بدون استخدام الجراحة التجميلية ". - فرع العلوم وموضوعه " الرياضيات ". وقال في ختام البيان إن الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية تحمد الله على توفيقه ، وتشكر أعضاء لجان الاختيار الكرام والخبراء والمحكمين الأفاضل على ما قاموا به من جهود عظيمة ، كما تشكر كل من تعاون معها من المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية بالترشيح ، وتتقدم بالتهاني الخالصة للفائزين ، آملة أن يمد الله العاملين في حقول الخير بالعون والرعاية . بعد ذلك أجاب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز على أسئلة الصحفيين ففي سؤال عن موعد تسليم الجائزة هذا العام بين سموه أنه سيعلن عنه خلال الأيام القليلة القادم إن شاء الله تعالى مشيرا إلى أنه بعد إعلان الجائزة بشهر أو شهر ونصف . وعن اقتراح وضع ثمان جوائز لفرع العلوم أشار سموه إلى صعوبة إيجاد جوائز متعددة للعلوم ضمن جائزة الملك فيصل العالمية فيما الجوائز الأخرى منفردة . وأشار سموه في إجابته على اقتراح يتمحور حول استحداث فرع جائزة يختص بالبيئة والمحافظة عليها أن هناك جائزة عظيمة تهتم بهذا الجانب وهي جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه التي توازي جائزة الملك فيصل العالمية مؤكدا أن أمر إنشاء فروع جديدة للجائزة يعود إلى هيئة الجائزة وهي التي تقرر. ولفت سموه النظر إلى أن المنح الدراسية التي تمنحها المؤسسة مستمرة وهي تحمل اسم الأمير سلطان وتحولت إلى جامعة الفيصل مبينا أن هناك منح أخرى في مدارس الملك فيصل. ورحب سموه باستقطاب الجامعات السعودية للفائزين بالجائزة للتدريس في جامعاتها . وعن اختيار جمعية للفوز بالجائزة قال سمو الأمير خالد الفيصل إن هناك معيار واحد يطبق على المؤسسة وعلى الفرد وهو أن يكون المرشح لهذه الجائزة قدم قام بعمل بالفعل يتعدى العادية ويرقى إلى مستوى التميز ، وأن من ارتقى إلى هذا المستوى فهو يستحق الجائزة سواء كان مؤسسة أو أفرادا . أما الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين فقد أكد في ختام المؤتمر الصحفي أن الذين يتقدمون من دون جهات معتمدة الغالب أن لا تقبل أعمالهم وذلك بهدف أن يكون الترشيح من جهات علمية تعطي مبررات الترشيح . حضر المؤتمر وحفل العشاء أصحاب السمو الأمراء والمسئولون وأساتذة الجامعات والمثقفون.