استطاعت أمانة منطقة الرياض أن تؤسس للمسرح الجماهيري باقتدار، وأن تصنع منه مناسبة دورية لا تغيب عنها شمس الرياض، حيث بات مسرح الأمانة علامة مضيئة من علامات العاصمة, وواجهة حضارية من واجهات البلد. حققت الأمانة بمسرحها الجماهيري طموحات الشباب, وذلك في صناعة مسرحية تهدف إلى الترفيه والفرح بالصورة التي تتناسب مع احتفالات الأمانة في عيد الفطر المبارك، وبالصورة التي يشكل فيها المسرح رافداً من روافد برامجها المتنوعة. ولا ضير أن تتصدى الأمانة للمسرح, مثلها مثل (البلديات) في العواصم المتقدمة التي تجعل من المسرح جزءاً من أنشطتها الأسبوعية والشهرية والحولية, بالشكل الذي يتناسب مع استراتيجيتها الواعية في تقديم المسرح؛ فالمسرح ليس حكراً على أحد من الناس، وإنما هو حق مشاع للجميع؛ فكل يقدمه بما يتناسب مع استراتيجيته. وعندما نتحدث عن مسرح الأمانة, فإن الجميع يقدر تلك الجهود الواعية التي تقدم بها كثير من الجهات المسرح, مثل: وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية, وجمعية الثقافة والفنون بمختلف فروعها ال(14) المنتشرة في مناطق المملكة, وجمعية المسرحيين السعوديين التي بدأت ترتب أوراقها لانطلاقة مسرحية منافسة, ووزارة التربية والتعليم التي أنهت مؤخراً برنامجاً مسرحياً متقدماً يتوقع تطبيقه هذا العام, ومهرجان الجنادرية المسرحي الذي ظل يخدم المسرح لسنوات طويلة، وكذلك مهرجان المسرح السعودي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، ومهرجان الرياض للمونودراما الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالرياض, كل تلك الجهود مجتمعة تمثل نقلة نوعية في حركة المسرح في السعودية ويضاف إليها جهود القطاع الخاص الذي بات شريكاً في حركة المسرح وداعماً قوياً لها. هذه المناشط المسرحية الكبرى عندما تتكامل فيما بينها، وهي كذلك، كفيلة بأن تجعل المسرح في السعودية يشكل أكبر تظاهرة ثقافية على مستوى البلاد, فقط نحتاج إلى ترسيخ قيمة العمل وتشجيع المسرحيين والوقوف معهم؛ فالقمة تتسع لكل البشر. [email protected]