في الوقت الذي تحتل فيه المملكة العربية السعودية مركزا متقدما في مكافحة الجريمة اذ تعد من أقل الدول نسبة في حدوث الجرائم,, الا انها تعتبر من أكبر الدول نسبة في الحوادث المرورية,, فالاحصائية الرسمية تبين ان عدد ضحايا الحوادث المرورية بلغت في عشر سنوات فقط 35037 ضحية، أي ان عدد ضحايا الحوادث في المملكة العربية السعودية تعادل عدد ضحايا الحرب في كولومبيا في نفس مدة العشر سنوات كما جاء في الجزيرة يوم الخميس 2/6/1421ه في الصفحة الأولى,,! وبلغ عدد المصابين في تلك المدة 284869 مصابا وقدرت الخسائر المادية من الحوادث المرورية ب 7,000,000,000,, أي انه في كل ساعتين قتيل و8 مصابين,, بل وصل الأمر الى ان نسبة 70% من المعاقين كانت الحوادث المرورية السبب في تلك الاعاقة,, ان هذه النسبة مفزعة وخطيرة تفتك بأفراد الوطن الواحد تلو الآخر,, ومازال العدد في ازدياد مطرد يدق ناقوس الخطر لينذر الجميع باتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذا الخطر الداهم,, والأمن مطلب هام يسعى اليه ولاة أمرنا في هذه البلاد المباركة وفقهم الله لكل خير وبارك في جهودهم وما هذه الحملة الوطنية الاعلامية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية بشعارها أمنكم هدفنا,, وسلامتكم الا مرآة حقيقية لاهتمام حكومتنا أعزها الله بأمن الوطن والمواطن,, والتي لا تألوا جهدا في خدمة المواطنين,, فهي تبذل الغالي والنفيس في سبيل الحصول على أمن وسلامة المواطن أينما حل، وأينما رحل,, وتفاعلا مع هذه الحملة الوطنية الاعلامية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية أساهم بهذه المشاركة المتواضعة والتي أسأل الله أن ينفع بها، فأقول مستعينا بالله:ان الحديث عن الأمن وخصوصا فيما يتعلق بأمر الحملة يتشعب ويطول ولكن سأجعله على قسمين لأتناول الحديث عنهما وذلك حسب ما هو موجود في اسم الحملة الحملة الوطنية الاعلامية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية فسيكون حديثي عن: القسم الأول: الأمني، والقسم الثاني: المروري, فالى ذلك التقسيم. القسم الأول: الأمن وأقصد هنا الأمن من الجريمة الجنائية وهذا القسم تعتبر المملكة العربية السعودية من أوائل دول العالم في استتباب الأمن حيث يتمتع المواطنون والمقيمون بالأمن والأمان الذي تعيشه هذه البلاد بفضل من الله سبحانه ثم بتحكيم شرع الله في من يرتكب جريمة أو من تسول له نفسه ارتكاب أي عمل يكون فيه ترويع للآمنين,, وهذه البلاد المباركة قد قيض الله لها حكاما يسهرون لخدمة المواطن ويهيئون له العيش الرغيد ويوفرون له كل ما يحتاجه في حياته الدينية والدنيوية,, وهذا ليس بغريب ولا مستغرب في بلد التوحيد دينه وأحكام الشريعة أحكامه,, وبحمد الله فبلادنا لا تعاني من الجرائم الجنائية,, وذلك لتطبيق الأحكام الشرعية واقامة الحدود التي أنزلها الله العزيز الحكيم,, فأي حكم أعدل وأقوم من حكم الله,,؟؟ ولكن يبقى لنا الحديث عن أسباب الجرائم الجنائية ان وجدت أذكر بعضها باختصار. * أصدقاء الشر وجلساء السوء وقرناء الفساد. * المخدرات وهي طريق سريع الى الجريمة، ومحطة انطلاق اليها,, فالمخدرات والجريمة وجهان لعملة واحدة. * الانفتاح الواسع على العالم فيما يخص السفاهات والنزهات التي غزونا بها من خلال الأفلام التي تأتينا عبر الفضائيات لتكون مدرسة وبائية لتعليم الجريمة وطرائقها. * المنافسات المنحرفة التي تقع بين ضعاف النفوس، لتغشى العقل، فيعمل الشيطان ويحكم حبائله، ولعل من تلك المنافسات ما يقع من بعض الأشخاص الذين يعملون في الخفاء لزعزعة الأمن وترويع الآمنين. * الفقر والجهل مع ان الفقر جامعة لتعليم الصبر من أسباب حدوث الجريمة اذا قل الوازع الديني. * أما السبب الأكثر فعالية في حدوث الجريمة أو العكس,, فهو الوازع الديني، فمتى قل الوازع كان سببا في انتشار الجريمة وخلخلة الأمن,, ومتى زاد الوازع الديني قلت الجريمة وانتشر الأمن وظهر الأمان. * القسم الثاني: الأمن المروري والسلامة المرورية، والحوادث المرورية تزعزع الأمن والسلامة المرورية لأنها استنزاف للأرواح والممتلكات ,, واليكم بعض تلك الأرقام الخيالية العالية التي خلفتها الحوادث المرورية بالاضافة للأرقام التي في بداية المقال. * 6,000,000 ريال يوميا الخسائر المادية. * قتيل، و4 مصابين كل ساعة. * تشير الاحصائيات في المستشفيات الى ان نسبة 81% من الوفيات ناتجة عن الحوادث. * 65,000 ضحية بسببها من عام 1394ه وحتى عام 1416ه. * 500,000 اصابة بنفس الفترة السابقة. * 20,000 اصابة باعطاب الحبل الشوكي. ومن الأمور المؤثرة في حدوث الحوادث المرورية ثلاثة محاور هي: الطريق، المركبة، السائق , وبالنظر الى تلك المحاور نجد ان السائق يستطيع التحكم والتعامل مع المحورين الآخرين الطريق والمركبة على مختلف الأحوال التي يمكن ان تتصف بها جودة أو رداءة,, وذلك بحكم عقل السائق وانتفاء ذلك من المركبة والطريق ، وبحكم معرفته بالأسس والتعليمات الارشادية المرورية,, فلو افترضنا حادثا ما لأصبح السائق سببا مباشرا فيه مع أسباب أخرى ان لم يكن هو السبب الرئيسي، ولا يخرج من هذا الا القليل من الحوادث,, وبنظرة عابرة لما ينشر وسمع ويعاش نجد ان أغلب الأسباب التي تنظر تخص السائق الا في حالات قليلة تكون بسبب سوء الطريق فنيا، أو لخلل طارئ اصاب المركبة والغالب انفجار الاطارات الا ان صاحب العقل يبقى طرفا في هذه الأسباب,, ولنستعرض بعض الأسباب الرئيسية للحوادث المرورية كي نقف عن قرب من تدخل السائق في كل سبب,, فمن أهم الأسباب للحوادث. 1 المخالفات المرورية، وهذه النقطة السائق هو المعني,, اذاً فهو سبب مباشر في وقوع الحادث في هذه الحالة,, وأهم تلك المخالفات. أ قطع الاشارة الضوئية. ب السرعة الجنونية داخل وخارج المدن، ويدخل تحتها السباقات المتهورة بين بعض السائقين المتهورين. ج التفحيط. وهذه المخالفات السابقة ثلاثي خطر وقنبلة ستنفجر في وجه مرتكبها وتتعداه الى غيره، فهي أخطر المخالفات وأشدها فتكا بالأرواح وخلخلة للأمن المروري. 2 الجهل وأعني به عدم الالمام بقواعد السلامة المرورية، وعدم معرفة دلائل العلامات الارشادية والتحذيرية والتنظيمية التي تقع على الطرقات والشوارع. 3 بلادة حاسة حسن التصرف أثناء حدوث المفاجآت,, وهذا يخضع لعدة أسباب منها. أ الانشغال في الجوال أو جهاز التسجيل أو المذياع. ب قيادة المركبة في وضع لا يمكن التحكم بها على الوجه المطلوب. 4 الاخطاء التي يرتكبها السائق وتتسبب بارباك سائق آخر، ومن هذه الأخطاء. أ الالتفات بالسيارة يمينا أو شمالا دون اعطاء الاشارة المنبهة لذلك. ب الخروج على سيارة لها أفضلية السير. ج الاضاءة بالنور العالي عند السير على الطرق، وعدم مراعاة من يقابله من سائقين. د التجاوز الخطأ أو مع قرب السيارة في الجهة المقابلة. ه استخدام المنبه بشدة عند الاشارة الضوئية الحمراء، مما يجعل بعض السائقين يتعدى ويقطع الاشارة ظنا منه ان الاشارة قد اضاءت باللون الأخضر. و السير ليلا على الطرق السريعة والمظلمة دون أنوار خلفية. 5 قيادة صغار السن، وهذا سبب من أسباب وجود الحوادث ووقوعها، لقلة وعيهم وادراكهم وعدم تقيدهم بالتعليمات والارشادات المرورية أو الجهل بها أصلاو وعدم المبالاة بالعواقب. 6 الحيوانات السائبة وأشدها خطرا وأكثرها انتشارا الابل والتي أدت بحياة الكثيرين ممن يسلكون الطرق الطويلة أو القصيرة وخاصة في الليل، فكم أقضت مضاجعنا، وكم يتمت من أطفال، وكم رملت من نساء، وكم,, وكم,, ومع هذا فهي ماضية في حصد الأرواح دون هوادة. عزيزتي الجزيرة: كانت تلكم بعض الأسباب التي تؤدي الى وقوع الحوادث المرورية والتي يكون فيها السائق عامل التأثير فيها سلبا وايجابا، فما هي الاجراءات الوقائية والعلاجية المساعدة والمعنية على تلافي الكثير من الحوادث,,؟؟!! ان عامل التوعية المباشر وغير المباشر وغرس مبادئ المثالية وخلق روح التنافس في المثالية عند القيادة لكل قائد مركبة ساعد قوي لنشر الصحوة المرروية والمحافظة على النظام,, وهذا ما ترمي اليه هذه الحملة الوطنية الاعلامية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية, وتفاعلا مع هذه الحملة أشارك في بعض المقترحات حول بعض النقاط فأقول: أولا: للاشارة الضوئية دور كبير في تنظيم الحركة المرورية عند التقاطعات المزدحمة، ولا أ حد ينكر أهمية وجودها في كثير من المواقع المهمة، ولكن يلحظ كثرة قطعها وعدم المبالاة بها عند بعض السائقين مما يشكل خطرا كبيرا على الأرواح، والمقترحات حول الاشارة الضوئية تكمن في. 1 العناية في تشغيلها، حيث يلحظ على بعض الاشارات سرعة تنقلها بين جهات السير المختلفة فبمجرد اضاءتها باللون الأحمر لجهة تضيء بسرعة للجهة الأخرى ودون أي فاصل وقتي بينهما مما يجعل الخطر بمن يزيد سرعته للحاق بها عند مشاهدة اللون الأصفر وفي الجهة الأخرى قد تحرك العجلون فيحدث ما لا يحمد عقباه. 2 يلحظ وجود الاشارة في بعض التقاطعات التي لا تشهد ازدحاما مما يشجع بعض السائقين لعدم احترام الاشارة لوجود المبرر عندهم وهو خلو جميع المسارات من السيارات، مما يتطلب ازالتها عن الموقع لأن وجودها في مثل هذه المواقع يزيل شيئا من الهيبة المطلوبة للاشارات الضوئية وتستبدل بمطبات صناعية,, وان لم يتوافق هذا الاقتراح مع آراء البعض تضاء الاشارة باللون الأحمر المستمر لجميع جهات التقاطع مع كتابة لوحة توضيحية يكتب فيها: بعد تأكدك من خلو الطريق من السيارات يمكن العبور بسلام ، أو استخدام الاضاءة المباشرة التلقائي فبمجرد وجود السيارة في التقاطع كما هو معمول به في بعض المدن كمدينة الجبيل الصناعية. 3 يمكن الاستغناء عن الاشارة الضوئية في كثير من التقاطعات المتوسطة الزحام بدوار لما للدوار من فوائد جمة منها. أ قلة الحوادث المرورية المسجلة في واقع الدوار. ب التوفير والاقتصاد في الاستهلاك الكهربائي. ثانيا: ان المواصفات التي تستورد بها لا تتمشى مع الأنظمة المرورية في المملكة العربية السعودية لأن اقصى سرعة على الطرق السريعة حسب علمي هو 125 كم في الساعة، مع ان هناك سيارات يمكن ان تسير 260 كم في الساعة وقد تزيد,,!! فكيف يمكننا التوفيق بين هذه المواصفات وبين أنظمة المرور,,؟؟!! وحسب الاحصائيات ان عامل السرعة في الحوادث المرورية يصل الى 50% مما يعني انه بالقضاء على السرعة سنقضي على نصف الحوادث المرورية. ثالثا: اتخاذ أحكام صارمة لكل من ثبت تورطه بالتفحيط، فلا يعامل كما يعامل من يخالف بمخالفة أخرى، لأن التفحيط صدر برغبة ودون اي احتمال في السهو أو النسيان أو الخطأ بينما المخالفات الأخرى تحتمل ذلك، والاعتراف بالتعمد غير وارد,, فهل يمكن ان يقبض على متهور قام بالتفحيط ان يتعلل بالسهو أو النسيان أو,,,؟؟!! حتى نقضي على هذه الظاهرة المقيتة التي هي هدر للمال وللوقت وللجهد، وكذلك نفعل مع قضية الابل السائبة، ومن اهم هذه الاجراءات الصارمة اقصاء فيتامين واو الواسطة . رابعا: العناية بالتوعية والارشاد الجبري الذي يلزم به كل قائد سيارة ومن ذلك: أ الاهتمام والتشديد على استخراج رخصة قيادة، فلا يتم نيل الرخصة والحصول عليها الا بعد تجاوز دورة تدريبية مكثفة,, والملاحظ الآن التهاون والتساهل في هذا الأمر الا نادرا. ب سؤال كل من أراد التجديد لرخصة القيادة عن بعض اللوحات الارشادية والتحذيرية لتذكير السائقين بها عند كل خمس سنوات. خامسا: الاهتمام من قبل مركز الدوريات باختيار الأفراد المتميزين والقادرين على التعامل الأمثل مع المواطن عند ايقافه لمخالفة ما، لأن هناك الكثير من التفاوت بين المواطنين وعلى سبيل المثال فقد يستوقف رجل الأمن مسؤولاً كبيراً أو على معلمه ان كان يدرس ليلا وهكذا,, فهنا يظهر تقبل المواطن من رجل الأمن من عدمه والسبب في كيفية التعامل مع الناس والذي هو فن من أصعب الفنون,, وبهذا يأتي دور رئيس المركز في حسن الاختيار. في الختام لي همسة في اذن كل من يملك طريقا للتوجيه في هذا الموضوع من رجل اعلام أو خطيب أو رجل تربية وتعليم أو أب أو أخ أو صديق أو قريب أن يعمل كل في توعية وارشاد من تصل اليه كلمته وهذا بعض حق الوطن علينا، فالمواطن رجل الأمن الأول وبمقدوره عمل الشيء الكثير والكبير بأقل جهد وأبخس ثمن، الا ان مردوده عظيم، فلنكن وقافين عند الارشادات والتوجيهات والتعليمات والعلامة الأمنية المرورية لتبقى السلامة علامة ننعم بها,, ولنحقق المثالية الوطنية الحقة في احترامنا لأنفسنا باحترام الأنظمة المرورية وهذا أقل ما نقدمه خدمة للوطن وحماية للمواطنين,, وفق الله الجميع لما فيه خير وصلاح المجتمع وصلى الله وسلم على نبينا محمد. عبدالمحسن بن سليمان المنيع الزلفي