في ظل غياب الوعي المروري لدى بعض قائدي المركبات، تشهد بعض تقاطعات شوارعنا حوادث مرورية مميتة، تصاحبها سلوكيات سلبية تحتاج إلى معالجة، كما تشهد تلك التقاطعات كثافة مرورية تهدد عابريها الذين لا حل لديهم إلا التحلي بروح المغامر المتهور، أو التحامل والانتظار لتحيّن فرص العبور التي قد تطول لتجاوزها بسلام. قد تكون الأسباب في عدم تهيئة تلك التقاطعات: الارتجال في تحديد مواقعها، وعدم تهيئتها هندسيا، وتحري السلامة المرورية فيها، أو عدم تأهيلها بأدوات السلامة المرورية، فلا إشارات مرورية ولا تحذيرية، أو حتى مطبات اصطناعية تخفف من سرعة عابريها. ما يجعل الفوضى المرورية تعم فيها، يسهم في ذلك عدم احترام الأنظمة المروية، فتبرز سلوكيات هجومية بين السائقين الذين يحملون أرواحهم على أكفهم للخروج منها بأبسط الخسائر، والمؤسف أن الجهات المسؤولة عنها لم تقدم أدنى حلول تضمن سلامة العابرين. خبراء هندسة الطرق: تحديد معايير السلامة المرورية مهم في تصميم التقاطعات المرورية تقاطعات مميتة وتعرّف التقاطعات المرورية بأنها المنطقة التي يلتقي فيها أكثر من طريق على الارتفاع نفسه أو على ارتفاعات مختلفة، وتشمل هذه المنطقة المساحة المخصصة للسيارات وحركتها، إضافة إلى المساحة المخصصة للمشاة والجزر المرورية. وتعد التقاطعات أجزاء حرجة من شبكة الطرق من حيث السعة المرورية، وذلك بسبب تركيز أحجام المرور المختلفة، وما يرافق ذلك من إعاقة لحركة المركبات، وزيادة احتمال وقوع الحوادث عليها. ويرى خبراء هندسة الطرق، أن هناك معايير أساسية لا بد أن تؤخذ في الحسبان عند تصميم التقاطعات المرورية، ومن أهمها: بناء السلامة المرورية لفك اختناقاتها بإشارات ضوئية أو تحويلات تسهم في الانسياب المروري، والعمل على إيجاد السعة المرورية الملائمة حسب التوقعات المستقبلية المرورية للاستمرارية في الانسياب المروري بما يتناسب وشبكة الطرق المتصلة بتلك التقاطعات. ومراعاة الحركة المختلفة للمركبات على تلك التقاطعات، ولما يحدث من مسببات التعارضات المرورية مثل: الانفراج أو الخروج (Diverging)، الاندماج أو الدخول (Merging)، التبادل (Interchange)، التقاطع (Crossing). وهناك أنواع من التقاطعات المرورية التي نحن بصددها، وهي التي على شكل علامة «الصليب»، وهذه التقاطعات تحتاج إلى تكثيف التحذيرات والإرشادات المرورية فيها، والخطوط التي تحدد الطريق وإشارات الوقوف لتوضح أولوية المرور، ويمكن حل هذه التقاطعات في ظل غياب التوعية والتثقيف المروري، إما بإشارات ضوئية وإما بالتحويلات التي يتم تكثيفها الآن في كثير من شوارع الرياض. معالجة عاجلة لا أحد ينكر الجهود المبذولة للإسهام في الانسيابية المرورية وامتصاص الازدحام في شوارعنا، إلاّ أن الملاحظ أن بعض التقاطعات في بعض شوارع الأحياء ما زالت تعاني الإهمال ومنها شاهد حي وهو: تقاطع شارع محمد الدغيثر مع طريق محمد بن سعد في حي الملقا بالرياض، حيث لا يزال مهملا وشهد حوادث مميتة، ويشهد يوميا اختناقات مرورية صباح مساء، ولم تقم الجهات المختصة بحل إشكالية الفوضى فيه. وقد سبق أن قام «محرر الرياض» قبل أكثر من شهر بالاتصال بالمرور لوضع حلول لهذ التقاطع، وقد طالبه متلقي الاتصال بضرورة إعادة بلاغه عندما يكون في موقع التقاطع لتحديد الإحداثية فتم إعادة الاتصال من موقع الحدث، ولكن منذ ذلك التاريخ لم يتم تقديم أي حل، مع أن الحل لا يحتاج لخبراء، فالعابر البسيط يدرك أن الحل بإشارات مرورية، أو التعويض عنها بتحويلات كالتي نجحت إدارات المرور في إحداثها كبديل للإشارات المرورية في بعض تقاطعات شوارعنا، فأسهمت تلك التحويلات في الانسيابية المرورية في كثير منها، وتخفيف الازدحام المروري فيها، وتقليل أخطارها، وقد أسهمت تلك التحويلات في حل كثير من الاختناقات المرورية، والقضاء على الفوضى التي يرتكبها كثير من السائقين فيها، إلا أن بعض تلك التقاطعات لا تزال مهملة وتنتظر الحلول والمعالجة العاجلة. فك اختناقات التقاطعات بإشارات ضوئية أو تحويلات يسهم في الانسياب المروري حلول ابتكارية تعد التقاطعات المرورية مشكلة عالمية، ولما لها من أهمية، يجب تكثيف التوعية المرورية حولها، ومن أبجديات ذلك أن يعي قائد المركبة القادم من طريق فرعي ويتأهب للدخول فى طريق رئيس أن يقف حتى يسمح أولاً بمرور المركبات الآتية على الطريق الرئيس، ولا يدخل إلا بعد تأكده من عدم تعريض المرور فيه للخطر. ومن المفترض أن يعي قائد المركبة أيضا، أن أولوية المرور في تقاطعات الطرق غير المنظمة برجل مرور أو بواسطة إشارات أو علامات المرور أن تكون على النحو التالي: أولا الأفضلية للمركبات التي دخلت فعلاً في التقاطع، ثانيا للمركبات الآتية من طريق رئيس يتقاطع بطريق فرعي، ثالثا للمركبات الآتية من اليمين أياً كان نوعها بالنسبة لأي مركبة أخرى وذلك عند تقاطع طرق متساوية الأهمية. وعلى من يلتزم بمراعاة أولوية غيره في المرور أن يبطئ سرعته بما يفيد استعداده للتوقف عند اللزوم ،ولا يجوز له استمرار السير إلا إذا أمكنه ذلك، وبعد التيقن من الرؤية والتأكد من أنه لن يعرض صاحب أولوية المرور للخطر أو يعرقله بصورة جوهرية. وبالمناسبة فقد كشفت إحدى شركات السيارات عن اختراع لإشارات ضوئية ذكية تستخدم في تقاطعات الطرق الأكثر عرضة للخطر، وأجرت عليها تجارب في شوارع روسيا، تتلخص فكرتها في استبدال إشارات المرور العادية بأخرى محدثة، وتتمثل التعديلات الجديدة في إدخال تعديلين على طريقة عمل سهم التحويل الأخضر في أسفل الإشارة الذي حالما ينطفئ تظهر بدلا منه دائرة حمراء تمنع عبور السائق. شواهد غياب الاهتمام