كشف المسؤول الأول في السفارة المكسيكية في المملكة العربية السعودية بأن بلاده بدأت منذ الأسبوع الماضي في منح السعوديين تأشيرة سفر إلى المكسيك تصل مدتها إلى خمس سنوات.. وقال السفير المكسيكي في الرياض (أرتورو تريخو) بأن السفارة تعمل كل ما من شأنه تيسير إجراءات حصول السعوديين على تأشيرة دخول المكسيك التي تستغرق عادة أسبوعين على أقصى تقدير، بما فيها انتظار رد السلطات المختصة في المكسيك. وبيَّن السفير بأن أعطاء تأشيرة صالحة لهذه المدة الطويلة يعد تسهيلاً كبيراً هدفه تشجيع السعوديين لزيارة بلاده سواء للسياحة أو التجارة أو الاستشفاء، وهو ما يعتبر وسيلة لتمتين العلاقات بين البلدين في كل هذه المجالات، بالإضافة إلى تدعيم العلاقات السياسية التي أكد بأنها جيدة جداً بين البلدين، وما يؤكد ذلك اتفاقهما في كثير من المسائل التي تناقش في الأممالمتحدة، ومساندتهما لبعضهما البعض في الترشيحات الدولية المختلفة، وامتلاكهما لوجهات نظر متشابهة في كثير من المشاكل والقضايا التي تهم العالم. دعوة الأمير للمكسيك وأوضح السفير بأنه في إطار تنمية العلاقات الاقتصادية وبخاصة في المجال السياحي قام وفد مكسيكي متخصص في التطوير السياحي بزيارة للمملكة برئاسة (ميجيل جوميز مونت) المدير العام لصندوق الأمانة الوطني للتطوير السياحي في المكسيك، المعروفة اختصاراً باسم (فوناتور) التابعة للحكومة الفيدرالية المكسيكية والمتخصصة في تطوير المواقع السياحية، وعضوية اثنين من كبار مسؤولي الصندوق. وذكر السفير بأن الوفد التقى بكبار مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار الأسبوع الماضي، ووجه دعوة باسم وزارة السياحة المكسيكية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة لزيارة المكسيك خلال العام الجاري 2009م للاطلاع على مظاهر التنمية السياحية فيها، وعرض عليهم تبادل المعلومات والخبرات في تعاون مثمر للجهتين، ووضع خبرة المكسيك في تطوير المواقع السياحية تحت تصرف المملكة. وأكد السفير بأن المكسيك يمكنها المساهمة في تطوير المواقع السياحية في المملكة، لما لها من خبرات كبيرة في مجال تطوير المواقع السياحية والطبيعية والأثرية والتاريخية بدأت منذ الخمسينيات من القرن العشرين الماضي، وزادت تلك الخبرات بتأسيس صندوق أمانة (فوناتور) في أوائل السبعينيات الذي قام بتطوير منتجع كانكون الشهير عالمياً، وأوضح بأن الوفد اتصل أيضاً مع مستثمرين سعوديين معروفين باستثماراتهم الدولية في أوربا وأمريكا ودبي أبدوا اهتماماً بالاستثمار في المكسيك. وعن أعداد السعوديين الذين يتجهون للسياحة إلى المكسيك قال السفير: لا يزال عددهم محدوداً ولم يتجاوز الألف في العام الماضي 2008م، ولكنه يتطلع لزيادتهم زيادة كبيرة في السنوات القليلة القادمة، إلا أن ما يسعده حالياً هو أن كثيراً ممن قاموا بزيارة المكسيك سياحياً حتى الآن هم من نخبة المجتمع الذين منهم الأمراء وكبار الشخصيات ورجال الأعمال. ودعا السفير المكسيكي في حديثه للجزيرة كافة السعوديين للسفر بغرض السياحة في بلاده التي تُعتبر العاشرة في العالم في استقطاب السياح، والتي يمكنها أن تقدم لهم الكثير، مشيراً إلى أن السياحة فيها تستمر طوال العام بسبب جوها المعتدل. وأوضح أن بلاده يمكنها أن تقدم لهم السياحة الاستجمامية في فنادقها ومنتجعاتها الراقية، والسياحة البيئية في محمياتها الطبيعية البديعة التي تُعتبر الأولى في العالم. لدينا سابع العجائب وأضاف السفير بأن بلاده يمكن أيضاً أن تقدم للسعوديين السياحة الأثرية التي تُعتبر الأولى فيها أيضاً في العالم، وبخاصة بمدينة (شيشين إيتزا) في شبه جزيرة (يوكتان) الواقعة بجنوب شرقي المكسيك، التي يُوجد بها موقع كبير لآثار حضارة (المايا)، يزار سنوياً من قبل عشرات الآلاف من السياح، واعتبر أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة بعد أن فاز من بين مواقع عالمية كثيرة في المسابقة العالمية التي أُجريت أخيراً لإعادة تعيين عجائب الدنيا السبع. وعبَّر السفير عن إعجابه بما وصلت إليه المملكة في المجال السياحي وبخاصة أنها تمتلك فيه إمكانات ضخمة، حيث إنه بها مواقع رائعة صالحة للاستغلال السياحي سواء على شواطئ الخليج أو البحر الأحمر. وأشار إلى أنه يعرف بأن المملكة تستقبل سنوياً عدة ملايين من الزوار للأماكن المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة منهم حوالي مليوني حاج بالإضافة إلى عدة ملايين معتمر خلال السنة من الخارج، وأن الحكومة السعودية أقامت لذلك بنية تحتية ضخمة جبارة لاستقبالهم وما زالت وآخرها قطار المشاعر المقدسة من عرفات إلى مزدلفة فمنى بقيمة 6.6 مليار ريال الذي وقعت اتفاقية تنفيذه مع الصين أثناء زيارة رئيسها الأخيرة للمملكة، إضافة إلى أنها تقوم حالياً بتطوير مواقع كثيرة لتهيئتها للزيارات السياحية في مختلف أنحاء المملكة. ونظراً لقصر مدة وجوده في المملكة، حيث تم تعيينه في نوفمبر 2007م، ذكر السفير بأنه لم تتح له فرصة زيارة أجزاء كبيرة منها، لكنه زار الخبر والدمام وحائل، كما زار مرات عديدة جدة، التي اعتبرها المركز التجاري والسياحي للمملكة، فقام برياضة الغوص في بحرها الذي يعتبره أحد أجمل وأثرى بحار العالم بالأحياء البحرية.. كما قام برحلة من الهفوف إلى حدود الإمارات بالسيارة عبر الصحراء التي بهرته في تلك المنطقة برمالها ذات التشكيلات البديعة والألوان الرائعة المتراوحة ما بين الأحمر والأصفر. وعبَّر عن أمله في أن يتمكن من زيارة كل من الطائف وأبها هذه العام لما سمعه كثيراً عن جمالهما الطبيعي.