نفى مسؤولون امريكيون مساء يوم الثلاثاء مزاعم بأن الرهينة الامريكي المحتجز في الفلبين جفري كريج ادواردز شيلينج عميل لوكالة المخابرات المركزية سي, آي, ايه واستبعدوا التسليم بمطالب الخاطفين من اجل الافراج عنه. وكان مفاوض حكومي في الفلبين قد اكد يوم الثلاثاء ان جماعة أبو سياف اختطفوا شيلينج 24 عاما واقتادوه الى جزيرة جولو بجنوبيالفلبين حيث ما زالوا يحتجزون ستة رهائن أوروبيين وغيرهم. ويطالب الخاطفون وهم من جماعة أبو سياف الاسلامية بالافراج عن ثلاثة اسلاميين مسجونين في الولاياتالمتحدة عقب ادانتهم بتدبير انفجار مركز التجارة العالمي بنيويورك عام 1993م وذلك مقابل الافراج عن شيلينج. وقد تمت عملية اختطاف الشاب الامريكي يوم الاثنين أي في نفس اليوم الذي تم فيه الافراج عن ستة رهائن غربيين هم امرأتان فرنسيتان وأخرى لبنانية فرنسية وزوجان افريقيان والماني. من ناحية اخرى عاد الرهينة الالماني فيرنر فاليرت 57 عاما الى بلاده مساء يوم الثلاثاء حيث سيتم اجراء فحوص طبية له لمعرفة تأثير بقائه أربعة أشهر في قبضة المتمردين على صحته. وكان فاليرت القادم من العاصمة الليبية طرابلس يرتدي قميصا تي شيرت عليه صورة الزعيم الليبي معمر القذافي الذي تردد ان حكومته دفعت اكثر من مليون دولار لجماعة ابو سياف لقاء الافراج عن كل رهينة من الرهائن الستة. وقال فاليرت الذي ما زال ابنه في قبضة ابو سياف: لقد غادرت بقلب مثقل بالاسى ولكنني لم اتخل عن ابني وكان المتمردون قد افرجوا عن زوجة الرجل قبل ستة اسابيع. وفي واشنطن استبعد فيليب ريكر المتحدث باسم الخارجية الامريكية التفاوض مع ابو سياف من اجل الافراج عن شيلينج وقال ان الولاياتالمتحدة لا تبرم اتفاقات مع ارهابيين ولكنه لم يستبعد طلب وساطة ليبيا شريطة عدم دفع فدية مالية للمتمردين. من ناحية اخرى نفى مسؤول امريكي كبير طلب عدم ذكر اسمه ان يكون شيلينج مرتبطا بأية صورة بالسي, آي, ايه او غيرها من الوكالات الحكومية الامريكية. وكان ابو أحمد صبايا المتحدث باسم جماعة ابو سياف قد صرح لشبكة راديو ميندانا وفي وقت سابق بأنه تم اختطاف شيلينج وهو من ولاية مينوسيتا الامريكية من مدينة زامبوانجا واحضر الى خولو الفور. وقال ان شيلينج اعترف بأنه عميل للمخابرات المركزية الامريكية. واضاف صبايا نحن نحذر الحكومة الامريكية بعدم الاستهانة بنا لاننا سنسبب لهم مشكلة,, بالنسبة لنا هذا الرجل يساوي عشرة رهائن أوروبيين مشيرا الى ان الجماعة لن تتردد في اعدامه اذا لم تستجب الحكومتان الفلبينيةوالامريكية لمطالبها. يذكر ان الرهائن الاجانب الذين ما زال المتمردون يحتجزونهم هم ثلاثة فرنسيين وفنلنديان والماني. وكانت ازمة الرهائن قد بدأت في 23 نيسان ابريل الماضي عندما اختطفت جماعة ابو سياف 21 سائحا وعاملا من منتجع سيبادان الماليزي للغوص ورغم ان المتمردين افرجوا عن بعض الرهائن الا انهم استمروا في اختطاف المزيد بمن فيهم صحفيون. وفي طرابلس وعد سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أول امس بنشر التفاصيل السرية للمفاوضات التي ادت الى الافراج عن رهائن في جولو من اجل نفي الاقاويل المتعلقة بدفع فدية الى الخاطفين. وقال في مؤتمر صحافي نحن لا نكذب ولا نحترم اولئك الذين يكذبون وسنصدر كتابا ابيض يتضمن جميع التفاصيل السرية للمحادثات بين مؤسسة القذافي التي يديرها ومتمردي مجموعة ابي سياف. وأضاف ان الجماهيرية لم تدفع أي فلس في هذه العملية, اني أدلي بهذا التصريح واتحمل كامل المسؤولية عنه . وقد عقد سيف الاسلام القذافي 28 عاما مؤتمرا صحافيا استثنائيا هو الاول امام وسائل الاعلام الدولية وقد افرج عن ستة رهائن يوم الاحد ونقلوا يوم الثلاثاء الى ليبيا قبل ان يعودوا الى بلدانهم. واضاف الى الذين يريدون ان يسرقوا منا هذا النصر نقول اننا سننشر هذا الكتاب لنفي الاكاذيب ومحاولات خداع الرأي العام مشيرا الى المبالغ الخيالية التي تحدثت عنها الصحافة التي غالبا ما تتحدث عن 25 مليون دولار لمشاريع تنمية في جنوبالفلبين وقال ان المبالغ الخيالية التي تحدثت عنها الصحافة غير موجودة الا في مخيلات اولئك الذين نشروها. واوضح سيف الاسلام الذي رحب بالرهينتين السابقتين الجنوب افريقيتين اللتين ما تزالان في طرابلس انه اضطر الى عدم المشاركة في الاحتفالات الرسمية التي اجريت بعد الظهر بسبب وجوده في اروشا تنزانيا لتوقيع اتفاقات السلام البوروندية. كذلك لم يشارك الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في تلك الاحتفالات وقال نجله انه لم يغادر مدينة سرت الساحلية التي تبعد 500 كلم عن طرابلس. وكرر سيف الاسلام القول مرارا ان لا طموحات سياسية لديه واكد ردا على اسئلة الصحافيين حول طموحه الى خلافة والده لست رجل سياسة والسياسة لا تهمني. وبدا سيف الاسلام متحفظا عن احتمال تدخل مؤسسته في موضوع المواطن الامريكي الذي اعلنت مجموعة أبي سياف خطفه وقال بالانجليزية التي يتقنها فلننتظر ونرى .