مع صدور ترشيحات مديري ووكلاء المدارس ,, تلك رسالة لمعشر المعلمين,, وهمسة من أجل الثبات فوق دائرة المهنة الجليلة. اسمح لي أيها المعلم أن أحيي فيك ارتباطك بالرسالة الأصيلة وانتسابك لميدانك المليء بالركض كوفاء في زمن العقوق ,, مضيت ترسم محاور دورك المكلل بالبذل: بناء العقول ,, غرس القيم ,,تكوين الشخصية,, رعاية المواهب,, تقديم التجارب ,, ولم تزل تحمل في يدك ريشة المعرفة لتلون عقول طلابك,. أتسمح لي,, زميل المهنة ورفيق الدرب أن أقف ضد التيار السائد لدى شريحة واسعة من المعلمين لألامس هاجساً ملحا في أذهانهم منذ أن تطأ أقدامهم أرض التدريس وهو البحث عن قناة العبور في مسلسل نزوح متواصل إلى أجواء العمل الإداري المدرسي أو الإشراف التربوي عبر تطلع موسوم باللهفة وكأن التدريس استحال إلى همّ مرحلي أو مهنة طارئة يمارسها المعلم على أمل تجاوزها إلى فضاء عامر بالراحة والاسترخاء كما يتوهم بعيداً عن صخب المجتمع المدرسي وأعبائه المتزايدة,. لماذا لا يكون التدريس منجزاً ومطمعاً بحد ذاته؟, بل ومكتسباً تظلله روح القناعة والرضا والشعور بقيمة الرسالة وشرف المهنة؟,, ليغدو غاية نبيلة وهدفاً كريما ,, أليس المعلم ,, هو رجل الميدان والقائم بالتربية؟ أليس التدريس مشروعاً جميلاً بضاعته المبادئ الكريمة وهدفه التربية الصالحة ومكسبه شباب نافع له حضور فاعل في خريطة المجتمع,. كما أن للمهنة السامية ثماراً مباركة أخرى حيث تظل المعلومات والمعارف نابضة بالحركة والحياة والتوهج في ذهن المعلم لأنه قريب منها متصل بها نازح بين تضاريسها الرحبة يحمل بذورها لتنبت شجراً مثمراً في عقول طلابه,, فإذا ابتعد عن التدريس ذابت معارفه وذبلت معلوماته,. نعم إن العمل الإداري المدرسي و الإشراف التربوي مجالان تربويات لهما دورهما الكبير في خريطة التربية والتعليم لكن لابد من تنسيق العملية ليُتركا لأهل الخبرة والتجربة لان هذين المجالين قد سحبا كثيرا من المعلمين المميزين القادرين على الإفادة والإجادة والتوهج. ويبقى التدريس هو الميدان الأهم فهو مضمار التربية ومجال البناء فلماذا يستبد ببعض المعلمين هاجس الراحة فيصبح التغيير حلماً لدى ثلة كبيرة منهم,؟! اطمئنوا فلن يصدأ المعلم ولن تستطيع قوافل الملل والرتابة ان تؤثر في عزيمته أو تحجم عطاءه أو تعطل طاقته,, عفواً أيها المعلم الفاضل: قف بشموخ فوق أرض رسالتك الأصلية حاملاً أدوات التربية و خرائط المعرفة و بذور العلم ,, واعلم بان المجتمع لم يزل يحتفي بالمعلم ويفتح له أبواب التكريم والتقدير ,, نعم إن المجتمع لا يريد أن يفقد التدريس رموزه القادرة وعناصره المؤهلة وأصواته الفاعلة,, التي تعي دورها في مباشرة العقول ورعاية فلذات الأكباد وإعداد الأجيال ,, ولم تزل تتوهج على سواعدهم المباركة ملامح العطاء شغفاً بالعلم وحبا في التربية,, عذراً: أنصت إلى وقع خطا طلابك فستجد من يبحث عنك ويفتش عن دوائرك المضيئة. محمد بن عبدالعزيز الموسى