نادر العماني شاعر من طراز نادر لا يكتب الا النادر ولا يستطيع مجاراته الا النادر ويتفاعل الكل مع مفرداته الا النادر من الذين لا يتفهمون الابداع. جاء في زمن يندر فيه الابداع الا من اولئك النادرين الذين تتعلق بهم الساحة الشعبية بكل ما أوتيت من امل ومقاومة ضد السقوط بعد ان اصبحت اقصد الساحة الشعبية مسرحا لكل من هب ودب وبعد ان احتمى غليل المتابعين للساحة وبعد ان التهبت حناجرهم وهم ينادون النادرين لإنقاذ هذه الساحة جاء نادر العماني ليبرد ذلك الغليل وليبرد هموم المهتمين والخائفين من غياب الابداع بمفردات اكثر واجزل من ان تعد جاء باسلوب سلس سهل ممتنع جاء بابداع لا يجيده الا النادرون فقط وضمن هذا الابداع مفردة رأيتها تتكرر بين البيت والاخر والقصيدة والاخرى ربما لتبرّد هذا الغليان وذلك الغليل الا وهي مفردة (البرد) وهذه نماذج من أبيات نادر العماني التي تتضمن هذه المفردة: يقول: الشعر واهل الشعر والفقر والطيش والهرج (بردٍ) نوب ما (يبرد) الجاش ويكرر المفردة في بيت واحد ليقول: لا تلتحف (بالبرد) ياليل تكفى (البرد) موحش وأنت ياليل بدري ويستمر قائلاً: تراجف ضلوعي وأنا كيف أبا أدفى أحس هذا (البرد) ف ضلوع صدري ويتألق اذ يقول: ياليل (برد) الصمت مافيه مدفا الباب ساكت والدرايش تهذري ولكنه مع ذلك يأبى البرد الذي هو بمعنى البرود الزايد ليعود مطالباً بالدفء في قوله: حبيبتي ناوليني من يدينك دفا هذا الزمن (برد) ويديني بدت ترتعش أخيراً نادر العماني شهد له الكثير بالتميز والابداع وهذه المفردة لديه أحببت لفت النظر اليها والتعبير عنها وقد يلاحظ غيري غيرها ولا عجب في ذلك.