تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رسالة من أخيه فخامة الرئيس الدكتور بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة. وقام بنقل الرسالة لخادم الحرمين الشريفين ايده الله معالي وزير الخارجية السوري الاستاذ فاروق الشرع وذلك خلال استقباله له بمكتبه بقصر السلام امس. وقد نقل معاليه خلال الاستقبال تحيات وتقدير فخامة الرئيس الدكتور بشار الاسد لأخيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله . وحضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي رئيس الديوان الملكي الاستاذ محمد النويصر ومعالي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز الخويطر, من جهة أخرى يصادف اليوم الاثنين 21 جمادى الاولى 1421ه الموافق 21/ اغسطس 2000م الذكرى الحادية والثلاثين للجريمة الصهيونية التي استهدفت تدمير المسجد الاقصى المبارك في القدس الشريف المحتلة والتي تزامنت الجريمة مع جرائم اخرى سبقتها واعقبتها بقصد تهويد المدينة العربية الاسلامية وطمس هويتها بازالة اغلب الآثار العربية والاسلامية فيها. وكانت المملكة العربية السعودية باعتبارها مهبط الوحي، ومهد الرسالة المحمدية ومنبع الاسلام والدولة التي خصها الله سبحانه وتعالى بخدمة الحرمين الشريفين، كانت في مقدمة دول العالم العربي والاسلامي التي تصدت لهذه الجريمة بما هو اكثر من مجرد شجبها، اذ بادرت الى الدعوة الاسلامية العالمية لعمل موحد يتم به وقف الجرائم الصهيونية في حق المقدسات الاسلامية في القدسالمحتلة. ومنذ ذلك التاريخ تتواصل مواقف المملكة وجهودها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ايده الله دفاعاً عن حرمة المسجد الاقصى وعن عروبة واسلامية القدس الشريف، ودعماً وتأييدا لقضية الشعب الفلسطيني حتى ينال كامل حقوقه الوطنية وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس. وفي سياق هذا الدفاع والدعم السعوديين اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في عام 1992م توجيهاته الكريمة بأن تتولى المملكة كافة نفقات اصلاح وترميم قبة الصخرة، والمسجد الاقصى ومسجد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. كما دعمت المملكة تمسك المواطنين العرب باراضيهم ومقدساتهم ووقفت الى جانبهم تخفف عنهم وطأة الاحتلال والاجراءات الاسرائيلية التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضدهم. كما اضطلعت المملكة بجهود ودبلوماسية مكثفة على مختلف الاصعدة من اجل القدسالمحتلة وتعاونت في هذا الشأن مع الدول الاسلامية حتى صدر قرار مجلس الامن الدولي رقم 478 في عام 1980م الذي يطالب جميع الدول التي اقامت بعثات دبلوماسية في القدس بسبحها منها فوراً، وهو القرار الذي اجمعت مختلف الاوساط الدولية على اعتباره نصراً للدبلوماسية الاسلامية اذ احبطت المخطط الصهيوني تجاه مدينة القدس. هذا وفي اطار هذا الدعم المتواصل لقضية القدس فقد تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وايده تبرع خلال انعقاد المؤتمر الحادي والعشرين لوزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد في كراتشي بباكستان في ابريل عام 1993م بمبلغ عشرة ملايين دولار لدعم صندوق القدس. وفي فبراير عام 1994 صدرت تعليماته الكريمة الى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض، ورئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين برعاية حملة تبرعات شعبية على مستوى جميع مناطق المملكة يخصص ريعها وايراداتها لاغراض اعمار وانقاذ الاماكن الاسلامية في القدس الشريف. وتتجدد هذه المواقف التاريخية الثابتة تجاه قضية القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك في الذكرى الاليمة للمحاولة الصهيونية احراق هذا المقدس الاسلامي الشريف وتدميره وازالة اثره من الوجود.