السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: كان ضيف حلقة مشهورة في تلفزيون إحدى الدول الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود وقد تأسفت لفوات جزء كبير من النقاش والحديث والمحاورة التي أجزم قطعياً أنها كانت من أبرز الحلقات ومن الضيوف الذين تشرفت بهم المحطة وذلك لما يتمتع به سموه الكريم من شهرة ثقافية وأدبية وشعرية وكلمة مسموعة بين المثقفين من أبناء الوطن الكبير ومن المهتمين,, لكن أن تكون الندورة شاملة وافية لجميع الجوانب المتعلقة بسموه الكريم هي في حد ذاتها مكسب توثيقي لكل ما دار بها من نقاش. لقد تحدث سموه الكريم بعفويته المعهودة وسلاسة أسلوبه العذب بل وتواضعه وأدبه الجم الذي استأثر بحديثه اسماع المشاهدين في اصقاع الوطن الكبير في كافة الاصعدة فحاوره المذيع عن السياسة وحديث الساعة فكان الرجل الذي يتحدث بعبقرية وذكاء وفطنة والده الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود سهلاً في الحديث واضحاً في المعاني بعيداً عن التعقيد في المصطلحات أو الالفاظ الغريبة بلغة عربية سليمة واضحة المعاني يفهمها الداني والقاصي ولِمَ لا وهو فارس الكلمة الشعرية في بلادي الكريمة وهو الذي سلب الألباب في معانيه وشعره البعيد عن سفاسف الكلمات، كلماته تجد بها منتدى الرجولة ومكامن العز والكرامة،شعره الذي ردده كل من تكلم بلغة الضاد واقتنى كتبه كل من هزته العبارات العميقة في الوصف والتشبيه والسجع والجناس والطباق بلهجة البادية الشعبية الأصيلة. اما في مجال السياحة الداخلية هذه التجربة الفريدة لبلادنا فكان سموه بارعاً في الحديث واضحاً في الهدف والمعنى والمغزى عن اسسها واطرها وما لها وما عليها ونظرته المستقبلية للسياحة الداخلية والجذب السياحي في المملكة بشكل عام وفي منطقة عسير بشكل خاص والتي راهن على نجاحها بكل المقاييس والمعايير فعرف سموه الكريم أهداف السياحة فأقام لها البنية التحتية ليبدأ موسم الحصاد وبالفعل حان وقت هذا الحصاد وان لم يكن لي الشرف بزيارة المنطقة حتى هذه اللحظة التي اعد فيها هذه الاسطر المتواضعة لارتباطات عملية وما عليها من ظروف اخرى إنما بدأت الخطوات الاولى لهذا الجذب السياحي بالقوافل التي تصل الى منطقة عسير مع اطلالة كل عام تجد فيها متعتها فالهدف الاول ولله الحمد الامن والأمان وطاعة الرحمن والهدف الاخر الطبيعة الخلابة والجو اللطيف الممطر في بلد يكن اهله كل الحب والتقدير لهذه الوفود السياحية من داخل الوطن الكبير ومن دول الخليج الشقيقة,, فاكرم باهل عسير من عشيرة واهل وانعم بهم من رجال ديدنهم الشهامة والرجولة والنخوة, وتكتمل المنظومة السياحية في بلادي بالتوجيه السامي الكريم وفق قوانين منظمة واسس مرسومة. تحدث صاحب السمو الملكي الأمير خالد في حواره التلفزيوني عن بلده بعزة وكرامة وعن عروبته بكل حب وتفان لها وتمسكه بخلقه ودينه واعتز باثنين لا يفرط بهما او يساوم عليهما هما (دينه ونسبه) فنعم الدين الجليل العظيم الذي انزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قبل اربعة عشر قرناً واكتسح البلاد شرقها وغربها ووصل الى الكرة الارضية باكملها دين العزة والكرامة دين الحق الذي يجلجل في الآفاق يدعو الى كرامة وعزة الانسان في وقت عجزت عنه منظمة حقوق الانسان وغيرها من المحافظة على هذه العزة التي اكرم بها الانسان المسلم على وجه هذه البسيطة ولم لا تعجز وهي منظمة لها ميولها واهواؤها وانتماءاتها واهدافها,, اما الدين الاسلامي فهو من رب البشر القائل (تنزيل من عزيز حكيم),, نعم النسب عندما تعاهد الامام محمد بن سعود رحمه الله مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بحماية الدعوة الاسلامية في الجزيرة العربية وبفضل من الله اصبحت بلادنا خالية من البدع والشرك وقويت شوكة المسلمين وسار على هذا العهد من بعده ابناؤه حتى جدكم المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود الذي وحد هذا الكيان برباط هذه الدعوة والعقيدة الصافية من الزيغ والشرك والفساد وما تزال هذه الاسرة الكريمة تحافظ على هذا العهد ان شاء الله الى ان يرث الله الارض ومن عليها. لقد عجز القلم ووقف الفكر وتعطلت لغة الكلام وانا احاور نفسي عن اللقب الذي يطلق على سموك الكريم ايها النبيل الكريم في هذه المقالة المتواضعة وقد سبقني الكثير من اصحاب الرأي والفكر والعلم ومن هم اعلم مني,, اقول واي لقب اطلق,, هل اقول لك امير الكلمة او كما اطلق عليك فارس السيف والقلم او اقول لك امير الثقافة او امير السياحة,, كل هذه الالقاب هي قليلة بحقك ولا تنصف امثالك فانت يا سيدي الكريم برعت فيها وتحدثت عنها بكل وضوح وتمكن انها الثقة بالله اولاً ثم بقدرتك العلمية وخلفيتك الواسعة المتعمقة في كافة الجوانب فكفيت ووفيت في الحديث وانرت الطريق بعبارات يعجز المثقفون واولي الشهادات العالية والعالمية ان يجاروا هذا الحديث تالقا وحنكة وفطنة وعذوبة وليونة وقوة وفهماً وتفهماً يكفيني فخراً ان تلفزيون المستقبل اللبناني الشقيق نقل للعالم حديثك عن الوطن المتقد حباً له وخدمة له ولمواطنيه,, ويكفيني انا ايضاً فخراً ان تكون نموذجا حيا مشرفا من نماذج القيادة الغالية والحكيمة الموفقة ان شاء الله ورمزاً من رموز اولي الامر في بلادي الكريمة ننظر اليهم باجلال واكبار وتقدير ونفاخر بهم بين الامم. وفق الله هذه القيادة الحكيمة الغالية لكل خير ووقاهم شرور الحاسدين ونصرهم لخدمة دينه وإعلاء كلمته وخدمة بيته العتيق. والله الهادي الى سواء السبيل. محمد بن غازي العنزي الرياض