قبل 16 يوما من الانتخابات الرئاسية الأمريكية تلقى المرشح الديموقراطي باراك اوباما دعما ثمينا من وزير الخارجية السابق في إدارة الجمهوري جورج بوش، كولن باول، بالموازاة مع إعلان حملته عن جمع 150 مليون دولار في ايلول - سبتمبر. وأثار الحدثان حماس الديموقراطيين في المرحلة الأخيرة من الحملة الرئاسية فيما أفادت استطلاعات الرأي تقدما وسطيا من 5 نقاط لصالح أوباما على مستوى البلاد.وأشاد باول رئيس الأركان السابق عبر قناة ان بي سي (بالطابع الاصلاحي) للمرشح الديموقراطي وحملته (عبر أمريكا). واعتبر أن رئاسة أوباما (ستثير حماس البلاد والعالم أجمع). وأضاف أن (أوباما أثبت حزما وسعة أفق ولديه طريقة في إدارة الشؤون ستكون مفيدة لنا). وأتى دعمه في وقت مناسب جدا لأوباما فيما تتهمه حملة منافسه الجمهوري جون ماكين بالوقوف في أقصى اليسار السياسي الأمريكي وتشكك في قدرته على جمع الأمريكيين من خارج معسكره. وباول هو أول مسؤول من العيار الثقيل في إدارة بوش يعلن رسميا دعمه للمرشح الديموقراطي. وأعلنت حملة أوباما أنه اتصل بباول لشكره على دعمه.وقال المدير الإعلامي في حملة سيناتور ايلينوي روبرت غيبس: (أوباما يتوق لتلقي نصائحه (باول) في الأسبوعين المقبلين وإذا أمكن في السنوات الأربع المقبلة). وكانت حملة أوباما أعلنت قبيل كلمة باول عن جمع 150 مليون دولار في سبتمبر، وهو مبلغ قياسي لأوباما في شهر واحد. وجمع أوباما منذ انطلاق حملته 605 ملايين دولار. ويتيح هذا التدفق المالي للمرشح الديموقراطي شن حملة دينامية في عدة ولايات أساسية وعلى الأخص تلك التي تعتبر معاقل للجمهوريين مثل فيرجينا وكارولاينا الجنوبية. وقبل ذلك أكد باراك أوباما أمام حشد زاد عن 175 ألف من أنصاره في ولاية ميسوري التي تعد معقلا للجمهوريين، أن رياح التغيير بدأت تهب على الولاياتالمتحدة. واستطرد في كلمته الإذاعية الأسبوعية: (على الأقل في أوروبا، فإن القادة الاشتراكيين المعجبين بخصمي واضحون في أهدافهم). إلا أن الديموقراطيين الذين يتقدمون بشكل كبير في الاستطلاعات على مستوى البلاد والولايات، قالوا إن ماكين يدلي بتصريحات مضللة بما في ذلك عبر مكالمات آلية تصل إلى الناخبين مباشرة تصور أوباما على أنه متشدد سري يسعى إلى تقويض الديموقراطية. وكانت ولاية ميسوري صوتت لصالح الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش في الانتخابات الرئاسية عام 2000 و2004، إلا أن أوباما أكد أن (رياح التغيير بدأت تهب على أمريكا) وذلك خلال حملته في مدينتي سانت لويس وكنساس في الولاية. وأكد أوباما ان رياح التغيير بدأت تهب (في كنساس، وفي نورث كارولاينا وفي فرجينيا وفي أوهايو)، في إشارة إلى الولايات التي دعمت بوش في الانتخابات السابقة. في المقابل تحدث المرشح الجمهوري للبيت الأبيض جون ماكين الذي يسجل تراجعا في استطلاعات الرأي، أمس عن احتمال هزيمته في الانتخابات الرئاسية في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية. فرداً على سؤال عما إذا كان فكر في هزيمته في الرابع من تشرين الثاني - نوفمبر، قال ماكين: (طبعا، أحاول التكيف مع هذا الموضوع. لكنني عشت حياة رائعة ويمكنني العودة للعيش في اريزونا وتمثيل (من انتخبوني) في مجلس الشيوخ). وأضاف أنه في حال خسارته، (لا تحزنوا على جون ماكين وجون ماكين سيحرص أيضا على ألا يكون حزينا). وفي سياق متصل يجري الجمهوريون اتصالات هاتفية بالناخبين الأمريكيين في بداية الأسبوع قبل الأخير قبل الانتخابات الرئاسية التاريخية لتوصيل رسائل تحض على كراهية المرشح الديمقراطي باراك أوباما حيث تصفه بالإرهابي وذلك في محاولة مسعورة لإحياء الحملة الانتخابية المتعثرة للمرشح الجمهوري جون ماكين. وأعادت حملة الجمهوريين ضد أوباما من خلال الاتصالات الهاتفية إلى الأذهان تكتيكات مضللة استخدمها الرئيس الأمريكي جورج بوش عام 2000م.