يحاول بعض الكتاب الاختفاء والتدثر والتزمل تحت غطاء (الترميز) ومع ذلك تتسع (الشقوق) وتكبر لتتبين (عوراتهم) وتفتضح سوءتهم ليراها ويعيها فاقد البصر والبصيرة، إن ما دعاني أو (حدني) أو أجبرني على طرح هذا الموضوع هو جملة ما استخلصته وما تبين لي وما أيقنته.. .. وأنا أتابع كتابات بعض هؤلاء الكتاب وادعائهم كذباً وبهتاناً بأنهم ضد القبلية وعنصريتها وضد كل من يقف وراء تأجيج نارها البغيضة وضد كل من يخالف الوحدة الوطنية والإجماع الوطني واللحمة الوطنية والتركيبة الفريدة والفوقية والتعالي لمجتمعنا المتجانس وضد كل قناة فضائية تمارس أحياء المومياء العتيقة بطريقه ظاهرها رومانسية حالمة وباطنها عذاب قاتل، إن بعض هؤلاء الكتاب بالغوا بالغي وبالضلال وبالضياع ومارسوا أبشع أنواع الفلسفة الفكرية والرياء والازدواجية والكذب والبهتان والتلون والتبديل في الطرح وتخندقوا وراء نظريات رنانة وشاركوا بقوة وإصرار مبشرين ومنذرين ك (نقاد ومحللين؟!) في برامج فضائية لقنوات تحرص بقوة وبشراسة على نشر ثقافة القبلية والطائفية والمذهبية والعنصرية والإقليمية والمحورية وشارك بعض هؤلاء الكتاب مشاركة فعالة وظاهرة في تلك القنوات وساهموا مساهمة فاضحة وبحركات (بهلوانية) (سيركية) مخادعة في نشر الهدم الذوقي والحسي والشعوري واغتيال الانتماء الوطني للفرد وللمجتمع ودعوا وزادوا على ذلك غيا وإصرارا وعنوة في مجالسهم الخاصة واستراحاتهم وبين أفراد جماعاتهم بطرحهم لنظريات مغايرة لما يقولونه في العلن ليبثوا سمومهم في الخفاء بكثير من المنطق الأبتر المعاكس بعيدا عن حبر المطبعة أو فلاشات التصوير وأضواء الاستوديوهات، إنها الازدواجية في المعايير والأخلاق وفي الأمانة والصدق والتردي في العطاء والتلوث في الإبداع وتنم عن عدم احترام ذهنية المتلقي وذكائه، وتمنح شعورا (بهبل وسخافة) وعجز هؤلاء الكتاب الأدعياء الذين يدعون (التنوير) الاجتماعي، إن هؤلاء الكتاب يملكون دراما سوداوية هزلية (حبكتها) القصصية غير هادفة (وسيناريوها) ركيك ومهتز وينم عن غاية وهدف سيئين ولديهم قدرة فائقة على محاولة (تسطيح) المجتمع وتضليله وإن المتلقين عندهم مجرد عوام، إن الفكر المريض الذي يبثه هؤلاء المزيفون يجب أن يوقف وألا نتريث في إيقافه لأنه لا يجب علينا أن نعيش تحت رحمة فكر يتبنى ويخضع لمن يدفع (دولارات خضر) أكثر؟! حتى ولو على حساب مبادئهم وقيمهم وأعرافهم وشهامتهم كرجال وأعمارهم التي بلغت من السنين عتيا ووطنيتهم التي يدعون، إن فكرا ساذجا يرمي المتلقي تحت حذائه الممول ومشيئته يجب عدم الاعتراف به أو تقبله ويجب نفيه وطرده ولفظه، إن من يدعون الوطنية ويبغضون العنصرية كما يدعي هؤلاء الكتاب في العلن ويعملون عكسها في الخفاء في مجالس (الحش) المشؤومة الذي يتكئون على وسائدها كل مساء في استراحات البغض والكراهية وتصنيف المجتمع إلى طبقات في الأصل وطبقات في البشرة وطبقات في اللون وطبقات في الحرفة وطبقات في العرق وأن ينعتوا بعض جماعات المجتمع وأفراده ب(عوج دخان؟!) أو (خضيريين؟!) أو أصحاب (مهن وحرفة؟!) يجب أن ترفع العصا في وجوههم ويجب أن يقال لهم إن زمن التناقض والازدواجية والخرافات قد انتهى وإن زمن المجاملات وتقبل الأشياء على ما هي عليه قد ولى ورحل وإنه يجب أن تصير لبعض هؤلاء الكتاب كامل المصداقية ولكتابتهم وجه واحد لا عدة وجوه متنافرة ومتناقضة وذات ألوان صارخة، إنه يمكن للسحر أن يفك، وللمسحور أن يتعافى ويعود مفعماً بالحياة، لكن كيف لنا أن نعالج أو نداوي نفسيات بعض هؤلاء الكتاب المريضة والمركبة من تناقض وسوء النية، إنهم أثقلونا وأتعبونا بالنظريات والتنظير وركضوا بنا طويلاً في فضاءات الأحلام ومدارات الطبيعة وخيوط المطر ونرجسية الحب وتقديس الأوطان والحنين إليها وطهارة ترابها ووجوب التغني لها والعزف لها سيمفونيات الود، لكنهم في نفس الوقت ينقلبون علينا فجأة وبرؤية واضحة مستخدمين النفاق مطية للوصول إلى المال والجاه بطريقة معاكسة واضحة ومكشوفة ضاربين بعرض الحائط كل ما نظروا به وقالوا؟! إن هذا التناقض مزعج ومرعب وبغيض ويكشف عن هشاشة بعض أولئك الكتاب وفشلهم ووهنهم في تحديد القيم الحرة والأفكار الجميلة وعدم قدرتهم على مجارات الواقع بحرفية مهنية كتابية لها شكل الصدق والأمانة في القول وفي الفعل، إن على بعض هؤلاء الكتاب (الجهلة) ذوي الازدواجية البائنة أن يكفوا عن رسم مسارات الحياة وأن يفعلوا كتاباتهم من أجل العلم والعقل بعيدا عن التناقضات الفكرية وأن يكفوا عن تصويب فوهات بنادقهم محاولين قتل جمالية التآلف والنسيج الاجتماعي في هذا الوطن العريق الأشم وأن يبعدوا كل البعد عن الجحود والنكران والصعلكة واللعب في دهاليز الطائفية والقبلية والعائلية العنصرية النتنة البغيضة وأن ينتصروا للوطن ابتكارا وتجديدا وغيرة واحتضانا وأن يرسموا له استراتيجية أكثر رقيا وتقدما وحضارة دون الالتفاف لأي ارتباطات نخبوية أو شعوبية بشكل أو بآخر ومحاولة بناء آليات العمل الوطني وفق أبجديات وتعابير وأراء صريحة وواضحة وهذا هو المسار الكتابي الصحيح المطلوب، وحتى تكون كتاباتهم مرتبطة بالحكمة والعقل بعيدا عن التسطيح والتخلف والتلون وتغيير الجلد كالحرباء.