قبل بداية الدورة الأولمبية بأيام نشرت لقاءات وتحقيقات صحفية عن أبطالنا الذي يحملون معهم راية التوحيد لرفعها في بلاد الصين ومعهم قلوب ودعوات كل المواطنين بالتوفيق، وقد تم صحفياً التركيز على نوعين من الرياضة - التي نعتقد أننا سننافس فيهما - هما الفروسية وألعاب القوى، وكانت أسماء أبطال هاتين الرياضتين تتصدر العناوين خصوصاً الفارس رمزي الدهامي والواثب حسين السبع - الذي غاب عن أولمبياد أثينا 2004 لأسباب لا تخفى عن المتابعة - وحضر في أولمبياد بكين عصبياً لدرجة افتقاد التركيز، وهذان البطلان حققا أفضل إنجاز سعودي في بكين، فالدهامي كان ضمن أفضل خمسة وثلاثين فارساً في العالم، والسبع حل في المركز الأخير بعد تأهله لنهائي الوثب الطويل، بقي أبطال غير هذين أبرزهم الصالحي - عداء مسافات متوسطة - الذي تأهل للمرحلة ما قبل النهائية من سباق 800م، والواثب محمد الخويلدي الذي خرج من الأدوار الأولى في منافسة الوثب الطويل، وبالمناسبة هو موظف بشركة أرامكو التي لم تقصر معه في منحه الإجازات المتواصلة من أجل التدريب (مجموع إجازاته في العام ثلاثة أشهر) ومع ذلك (لم تسلم الشركة) من مسؤولي اتحاد ألعاب القوى الذين أشبوعها نقداً وقدحاً مطالبين بتفريغه نهائياً للعبة، المهم أن الخويلدي حصل في بكين على المركز الأخير في التصفيات الأولية (لاحظوا الأولية) ويقال - والعهدة على ابتسامات إداريي اتحاد ألعاب القوى - إن الخويلدي مصنف عالمياً في المركز الثالث، أما الحقيقة فأخبار بكين تقول غير ذلك، أيضاً اختفت في بكين موهبة مخلد العتيبي (مسافات طويلة) وسلطان البيشي (رمي جلة). المهم أن الصور الصحفية والتلفزيونية التي أظهرت رئيس اتحاد ألعاب القوى (مسؤولوا الفروسية أقل ظهوراً) وأبطاله وهم يبتسمون قبل الذهاب إلى بكين ويتحدثون بلغة التفاؤل وأن هناك ذهباً ينتظر السعوديين، ولكن أحاديثهم لم تكن صادقة بهذا الشأن والحديث الوحيد الذي صدقواً فيه هو إشارتهم - المقتضبة - إلى ما قدمته الحكومة الرشيدة لهم من دعم مالي سخي وإمكانيات فنية تساعد على الإبداع. الحديث عن ألعاب القوى (إدارة ولاعبين) أصبح مملاً فلا إنجازات أولمبية ذهبية، وكل ما يحصده المواطن من هذا الاتحاد في كل دورة أولمبية أنه يتسمر أمام شاشات المحطات الفضائية ليصاب في النهاية بخيبة أمل وإحباط لأن هناك (حاجة غلط).. والسؤال إلى متى..؟ زواوي فين يا ناس العنوان - أعلاه - استعرته من جملة شهيرة لمعلقنا المعتزل الأستاذ علي داود يلوم فيها حارس المنتخب آنذاك خالد الدوسري عندما يصاب المرمى السعودي بهدف فيقول: (خالد فين يا ناس) وأنا أقول أين سهيل الزواوي - رئيس البعثة الإدارية السعودية في أولمبياد بكين - بعدما قرأت مقابلتين نشرتهما صحيفة الرياض الأولى مع سلطان بن نصيب - أمين عام الاتحاد السعودي لرفع الأثقال وبناء الأجسام - والثانية مع بطلنا في رفع الأثقال علي الدحيلب اللذين حملا المهندس سهيل الزواوي مسؤولية تخلف الدحيلب عن المشاركة في منافسات رفع الأثقال لوزن 69كغم، لأن أسباب تخلف البطل السعودي عن المسابقة التي جاء من أجلها خطأ إداري عاد بالسلبية على المشاركة السعودية وأصاب بطلنا بخيبة أمل وكان مؤلماً لكل مواطن غيور على مصلحة وطنه. معاناة الدحيلب علي الدحيلب رباع سعودي شاب يملؤه طموح برفع علم بلاده في المحفل العالمي ويحدوه الأمل بترديد النشيد الوطني على منصة التتويج، واجه قصة غريبة ليست من نسج الخيال وليست افتراءات ليالي صيفية رطبة وليست مسلسلا مكسيكياً أو تركياً أو حتى فيلماً هندياً، قصة واقعية واجهها هو ومدربه، قصة تقتل الطموح وتئد التطلعات وتسجل نقطة سوداء في سجل إدارة البعثة، وبمنظور عام هي مأساة إن خرج الإداريون منها وعلى رأسهم الزواوي، والحريول دون مساءلة، وهي مأساة إن تم وضع اللوم على الدحيلب أو حُمل هو ومدربه وزر عدم المشاركة. والقصة باختصار أن الدحيلب ومدربه وصلا إلى بكين ولم يكن أحد في استقبالهما (خطأ إداري أولي) وباجتهادات شخصية وصلا إلى مقر البعثة السعودية، ثم أخبرا أن مشاركة الدحيلب في منافسات رفع الأثقال ستكون يوم الثلاثاء إلا أن الموعد تغير إلى يوم الاثنين (وهنا الكارثة الإدارية) فلم يتم تبليغ بطلنا بالموعد الجديد وفاته قطار المنافسة فهل ما تعرض له البطل ورياضة رفع الأثقال السعودية في بكين إهمال أو عدم مبالاة أو تعمد، فإن كان إهمالاً وعدم مبالاة فهذه كارثة، أما إن كان تعمداً - والتفكير في هذا السبب إثم - فالمصيبة أعظم. الحديث مؤلم ويطول ولن أزيد فالرياضيون - إن شاء الله - موعودون بعد عودة البعثة بكشف الحقائق. غيض من فيض * يقال إن الإداريين السعوديين في بكين أكثر من اللاعبين. * كانت فضية صوعان وبرونزية العيد قبل ثمانية أعوام هي آخر عهد الرياضة السعودية بالميدليات الأولمبية. * ثمانية أعوام والنتيجة صفر. * لماذا ذهبنا إلى بكين.. اللاعبون لمحاولة المشاركة والإدارية للفرجة. * إداريو وفدنا الأولمبي يحقنوننا بالآمال قبل المشاركة. * إداريو وفدنا الأولمبي يتحولون إلى (فص ملح وداب) أثناء المشاركة. * السؤال (وين يروحون؟). * مواهب سعودية وأموال مبذولة وإمكانيات فنية ومنشآت وأجهزة ومعسكرات داخلية وخارجية، والنتيجة لم ينجح أحد. * هذه الأيام يتحدثون عن طلوع نجم (سهيل) فلكياً، وإدارياً غاب (سهيل) في بكين. * قبل السفر إلى بكين كنا نأمل بذهبيات سعودية. * وبعد أن فقدنا الأمل في بكين تحولت تطلعاتنا إلى أشقائنا العرب. * في أولمبياد سيدني 2000م حصلنا على ميداليتين وفشلنا في أولمبياد أثينا والآن في بكين فهل كان تخطيطنا سليماً. * الفارس عبدالله شربتلي يقول إنه لم يكن هناك برنامج إعداد، فكل فارس استعد بطريقته. * لماذا فشلنا في بكين.. السؤال سهل والإجابة صعبة. * منغوليا - أغلبنا لا يعرف موقعها على الخريطة - حصلت على ميدالية ذهبية. * وأخيراً . الحرف : رسالة جوال: أدري الرسايل تالي الليل إزعاج بس الوله لازاد ما يعرف أوقات [email protected]