يأتي مشروع منشآت نادي الطائي في تعطيله وغرائبه وملابساته وأسراره ودهاليزه كنموذج حي لمعرفة حجم الفوضى ومستوى التعقيدات وكذا غياب التنسيق لدى الكثير من المشاريع والمعاملات في الكثير من القطاعات والإدارات ذات العلاقة المباشرة بالمجالات الخدماتية والتنموية، وتحديداً في منطقة حائل القابلة لهذا النوع من التجاوزات.. تخيّلوا..! المنشآت تم اعتمادها وإقرارها وإدراجها ضمن ميزانية العام قبل الماضي، وعلى أثر ذلك أقيم على هامش رالي حائل 2008م حفل وضع حجر الأساس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، لكن على الرغم من هذا كله ما زال المشروع بمخططاته وقراراته واعتماداته معطلاً وأسيراً للأدراج ومراسلات الأخذ والرد الغامضة المضحكة..! من المؤلم أن يختزل حلم الطائيين وتنقلب الملايين والقرارات والاحتفالات الرسمية إلى مجرد حجر أساس تغطيه الأتربة وغبار (الدبابات) وأدخنتها المتصاعدة التي أصبحت العلامة السياحية الفارقة، وعطر الاستقبال و(دخون) الترحيب بزوار (مشار) ومنتزه (المغواة).. ومن المحزن أن تخسر المنطقة مشروعاً حيوياً مهماً مثلما خسر الآلاف من أبنائها حقوقهم وأملاكهم في الأراضي الممنوحة لهم في المخطط المجاور لأرض الطائي للأسباب والتعقيدات ذاتها.. ليبقى الجميع يرددون بحسرة مبكية وبمرارة موجعة (يا ليل حائل ما أطولك)..!! متى نتعلَّم ولماذا لا نستفيد؟! حالياً في الصين، وقبلها في النمسا وسويسرا والدوحة وألمانيا وأثينا وسيدني وأتلانتا وبرشلونة وفرنسا، وفي غيرها من الدول وفي معظم البطولات والمناسبات الرياضية، كنا وما زلنا نكتفي بالثناء والمديح والإعجاب بحفل الافتتاح، وبحسن التنظيم، وبجمال واكتمال الملاعب والصالات.. لا نملك سوى الانبهار بما يفعله الصينيون، تماماً مثلما كنا ننبهر بما قدَّمه القطريون في أسياد 2006م، والقائمة تطول في إنتاج الإمتاع وتحقيق أعلى درجات التميز والنجاح والانضباط والالتزام في كل التفاصيل والأشياء والممارسات.. طيّب إلى متى وغيرنا يبهر ويبدع ويمتع ونحن فقط نتفرّج..؟! نذهب ونجيء بوفود حاشدة وننفق من أجلها ملايين طائلة والنتيجة لا شيء والاستفادة معدومة.. أنا لا أتحدث عن مكاسب وإنجازات وميداليات تبدو شبه مستحيلة، وإنما عن أهمية وإمكانية أن نخرج بفائدة ملموسة على صعيد الإدارة والتنظيم وحق المشاركة الشعبية في كل شيء، في التخطيط والتفكير والتنفيذ واتخاذ القرار.. وكذلك فيما يتعلّق بالتغطيات الصحافية والمواد الإعلامية والإخراج التلفزيوني، وفي دخول وتوزيع الجماهير على المقاعد المخصصة لهم.. في أسلوب حياة وتطور الإنسان وطريقة تعامله ومستوى أدائه.. أتذكّر أنني في دورة الألعاب الآسيوية في بكين عام 1990م، وكنت آنذاك موفداً لجريدة (الرياض) لم اهتم بتغطية الأحداث الرياضية ونتائجها لقيام وكالات الأنباء العالمية بهذا الدور بقدر اهتمامي برصد ومتابعة وإرسال مواد لها علاقة بطبيعة الإنسان الصيني، وتاريخ وحضارة هذا البلد المختلف والمتميِّز والمتفوق على الدول الأخرى في مجالات متعددة جديرة بالاهتمام وتستحق منا كإعلاميين أن نفهمها وننقلها ونتحدث عنها طويلاً.. فوضى الزعيم وتخبط العميد! كلّفت صفقة اللاعب المغربي نور الدين بخاري الفاشلة خزينة الاتحاد 14 مليون ريال مقابل ثلاثة تدريبات فقط كانت كافية لاكتشاف الفضيحة وأكل المقلب.. مثله تعاقد الهلال مع اللاعب السويدي كريستيان ويلهلمسون بما يقارب ال(40) مليون ريال ولموسمين لا غير، هذه وتلك تؤكّدان بالحقائق والأرقام أن الأمور الإدارية في الأندية الكبيرة لا ترتكز في موضوع التعاقدات على قياسات واضحة ومعايير فنية ومالية منطقية مقنعة، ففي الحالة الأولى خسر الاتحاد الملايين والسمعة والجهد واللاعب، وفي الثانية دفع الهلال هذا المبلغ غير المسبوق على لاعب ليس في مصاف النجوم العالميين، ولا قيمته الفنية تجعله جديراً بتحطيم أرقام التعاقدات السعودية. غير ذلك نجد أن هذه الأخطاء الإدارية الفادحة تتكرر في نادي الهلال وبنفس المعايير والقياسات من خلال تجديد عقود لاعبين غير مؤهلين حالياً للاستمرار في الكشوفات الزرقاء على حساب نجوم صاعدين وبمبالغ طائلة مثل فهد المفرج وحسن العتيبي وحتى نواف التمياط الذي لم يعد يملك شيئاً من سابق نجوميته وإمكاناته وحيويته، الأمر الذي يدل على أن هنالك خللاً إدارياً واضحاً، وفي تدابير ومواقف تؤثِّر على مسيرة الهلال، وتنعكس سلباً على برامجه وطموحاته وكذلك استحقاقاته المحلية والخارجية.. كارثة لا تحتمل السكوت! اطلعت على ما نشرته (الجزيرة) حول قضية الرشوة الموجهة ضد أحد لاعبي المجزل، وما ترتب عليها من شكوى تقدّم بها رئيس نادي الغوطة، والمرفق بها تسجيل إثباتها وخطاب من لاعب الغوطة عبد الله هوساوي وتأكيده على أنه تلقى اتصالاً من لاعب المجزل عبد الله عناب طالباً منه التخاذل في مباراة الفريقين أو عدم المشاركة.. المهم وبعيداً عن الخوض في تفاصيل الحادثة، وعن تأييد طرف على حساب آخر.. نحن أمام كارثة أخلاقية قبل أن تكون رياضية، وتمس وتشوّه صورة ومكانة الرياضة السعودية ولا تقف فقط عند حدود الناديين.. لذلك وحتى لا تبقى معلّقة كما القضايا الأخرى وآخرها ما تقدّم به نادي الجبلين حيال مباراة الخليج والفيصلي، نرى أنه من الضروري الإسراع في تشكيل لجنة تحقيق من اتحاد الكرة ومن وزارة الداخلية للتوصل إلى حقيقة ما حدث، ومعاقبة المذنب سواء في حالة ثبوت أن هنالك محاولة رشوة بالفعل، أو حينما يتأكّد للجنة أن دعوى لاعب الغوطة باطلة واتهامه غير صحيح وبالتالي معاقبته، إضافة إلى أن العقوبة لا تنحصر بهذا اللاعب أو ذاك وإنما يجب أن تشمل الأطراف التي ساهمت في توريط لاعب المجزل أو لاعب الغوطة.. أعود للتأكيد على أنها قضية خطيرة جداً لا يجوز تجاهلها، وحتى لو ارتبطت بفريقين من الدرجة الثالثة إلا أنها تؤثِّر على عموم الرياضة السعودية، وعدم الاهتمام بها وحسمها بأسرع وقت لربما ينتج عنه مستقبلاً حوادث أخرى ومشاكل أكبر وأخطر.. * * * * الآمال والتطلعات السعودية في أولمبياد بكين تتجه نحو نجوم ألعاب القوى وفرسان الذهب.. * ما حكاية الإصابات اليومية للاعبي المنتخب الأول؟ وهل لذلك علاقة بضغط وكثافة وفوضى المباريات وتداخل المسابقات أثناء الموسم؟! * كعادته.. ها هو الشباب يعسكر ويتعاقد ويتألق ويتحرّك في كل الاتجاهات بهدوء تعجز عنه أندية الضجيج والإزعاج على لا شيء.. * حذارِ من العقوبة، فما حدث لحمادجي من انتكاسة وإخفاق في الوحدة بعد اختطافه بالقوة وانتقاله المشبوه من الطائي سيتكرر مع أحمد عباس في النصر..! * المباريات الرسمية هي وحدها التي تستطيع أن تصدر أحكاماً موضوعية صادقة على نجاح أو فشل معسكرات الأندية.. [email protected]