إذا كان الأمير عبدالرحمن بن مساعد يمارس كرئيس للهلال دوره الطبيعي والمشروع في المحافظة على حقوق ومكتسبات ناديه والدفاع عن مصالحه حينما ينتقد برمجة المواجهات الأخيرة من الدوري وتداخلها في غضون أيام معدودة مع مباريات خارجية للهلال, إلى جانب تعارض هذا الإجراء مع مبدأ تكافؤ الفرص بين الفرق المتنافسة على بطولة الدوري بسبب معسكر إعداد المنتخب لمباراة إندونيسيا, فإننا كذلك نحن كمتابعين ومحبين لكرتنا السعودية مطالبون بإيضاح أن مثل هذه الأخطاء التنظيمية سواء في برمجة الدوري أو في قرارات لجان الاحتراف والانضباط وإدارة المنتخبات وغيرها هي من أثرت سلباً في السابق وستؤثر لاحقاً على نتائج الأندية محلياً وخارجياً وعلى منتخباتنا الوطنية في مختلف استحقاقاتها.. ما حدث ويحدث للكرة السعودية أندية ومنتخبات لم يأتِ من فراغ وإنما يمثل نتاج ما يجري في أروقة الاتحاد واللجان التابعة له, الكرة في اليابان وكوريا وأستراليا ولا نقول في أوروبا لم تصل إلى هذه المرحلة في يوم وليلة, بل بالعمل بانضباط ولوائح وأنظمة وبالتخطيط باحترافية على المدى القريب والبعيد, لم يورطوا أنفسهم ويعرقلوا أنديتهم ويدمروا منتخباتهم ببطولات هامشية ضررها أكثر من نفعها, أو بقرارات فوضوية وعقوبات متناقضة تظهر وتحزم وتضرب بقوة وبيد من حديد مع ناد, وتختفي وتطنش وتعجز وترتعد فرائصها مع ناد آخر.. سر الانهيار في حائل في الوقت الذي تتقدم وتتطور فيه أندية المناطق الأخرى نجد أن رياضة حائل على النقيض منها تماما, أحوالها وأوضاعها كل سنة أسوأ من اللي قبلها, لا الطائي قادر على أن يعود كما كان صائداً وقاهراً للكبار أو بالأصح كبيراً مع الكبار, ولا الجبلين مؤهل لإسعاد جماهيره واستعادة شيء يسير من حضوره وهيبته وتاريخه, ما السبب؟ ومن يتحمل مسؤولية هذا التدهور, الإدارات المتعاقبة أم أعضاء الشرف أم الجماهير أم البيئة والأجواء التنظيمية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية الرسمية والأهلية في حائل بوجه عام؟ شخصياً لا أرى أن المشكلة بمجملها إدارية, والدليل أن التدهور لم يكن وليد الإدارتين الحاليتين ولم يرتبط بإدارة واحدة بعينها هنا أو هناك وإنما أصبح ملازما ومتزامنا مع أكثر من إدارة وفي ظروف مختلفة, كما أنها ليست مالية بوجود الداعم الدائم والمبادر بسخاء للناديين معا الشيخ الكريم الفاضل علي الجميعة وعدد آخر من أعضاء الشرف المعروفين بمواقفهم, إضافة إلى أن الأمور المالية للطائي والجبلين أفضل بكثير من أندية أخرى لها حضورها وحققت نتائج مميزة في دوري ركاء وحتى في دوري زين, هي بتصوري مشكلة فنية بدأت من اعتمادهما على اللاعبين المنسقين من كشوفات أندية من خارج المنطقة على حساب العشرات من أبناء النادي الموهوبين الصاعدين من الناشئين والشباب, وهنا تزداد المعاناة بشكل أكبر ففي الوقت الذي يشتكون فيه من شح الموارد المالية, وبدلا من التعامل مع ظروفهم بواقعية وعلى طريقة (مد رجليك على قد لحافك) وتسخير وتحويل ميزانيتهم المحدودة باتجاه تدريب وصقل وإعداد وبناء الفئات السنية, نجدهم يحملون أنفسهم وخزينتهم وأعضاء شرفهم أعباء التعاقد مع المنسقين بأرقام لا توازي ولا تحقق الفائدة المرجوة منهم, وبالتالي تستمر معاناة النادي ويخسر المال والمستوى والمستقبل.. سأعطيكم مثالا على ذلك: الطائي منذ سنوات طويلة وهو يقارع ويتفوق ويتواجد مع الفرق الشهيرة والكبيرة في الدوري الممتاز للناشئين, ما يعني أن لديه قاعدة قوية ومواهب عديدة سيكون وصولهم للفريق الأول بعد ثلاث أو أربع سنوات, لكن هذا لم يحدث فبمجرد صعودهم للفريق الأول يتم تهميشهم وعدم الاهتمام بهم ثم الاستغناء عنهم مقابل جلب عشرات المنسقين من كبار السن بملايين الريالات.. للطائيين والجبلاويين نقول: أعيدوا صياغة أفكاركم وأسلوب تعاملكم مع واقعكم وظروفكم وحاضركم ومستقبلكم, وفروا فلوسكم لأبنائكم, امنحوا أجيالكم الفرصة والثقة, فلديهم الرغبة والحافز والإرادة والقدرة على تحقيق طموحاتكم وأحلامكم.. - مذيع قناة الثقافية يسأل الأستاذ تركي الناصر السديري الحائز على جائزة وزارة الثقافة والإعلام لهذا العام: لماذا أصبح الكاتب الصحافي الرياضي العقلاني والمثقف والمتزن عملة نادرة؟ فأجاب: السبب يعود للجهات الإعلامية التي تهتم وتحتضن الأسماء الرديئة لتسويق نفسها بالغوغائية والإثارة الفارغة.. - هنيئاً لنا قبل الرئيس الزميل دباس الدوسري وعشاق فارس الخرج الكوكب صعوده لدوري ركاء وعقبال دوري الأضواء.. - نكتة بما يشبه الفضيحة أن تضع لجنة تحمل اسم الاحتراف أنظمتها على الرف وتتخذ قراراً بالتصويت ليتماشى مع أهوائها وليس لوائحها.. - كنا سنصفق ونشكر لجنة الانضباط على قراراها إيقاف حارس التعاون الثنيان ستة شهور وغرامة 20 ألف ريال لو أنها تعاملت بالمثل مع شكاوى وقضايا مماثلة غيبت ولم تبحث أو تناقش أصلاً.. - حان الوقت لإنشاء محكمة رياضية مستقلة تنصف الجميع وتضع حدا لانتقائية قرارات الاتحاد وتلاعب اللجان. [email protected]