مع اقتراب حسم الانتخابات التمهيدية لانتخابات الرئاسة الأمريكية حيث لا يفصل عن حزم الديمقراطيين أمرهم واختيار مرشحهم الذي سيواجه المرشح الجمهوري جون ماكين سوى أسابيع لإعلان المرشح الديمقراطي باراك أوباما أو المرشحة هلاري كلنتون وإن كان الأول أكثر حصولاً على الأصوات حتى الآن. نقول مع اقتراب حسم اختيار المرشحين الجمهوري والديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية بدأت المواضيع الرئيسة التي ستكون محور اهتمامات المرشحين والناخبين على حد سواء، وحتى الآن يهيمن موضوعان على الحملات الانتخابية أولهما الحالة الاقتصادية المتردية؛ فالناخب الأمريكي ينظر إلى محفظته قبل أن يحدد مرشحه، ولأن التدخل الأمريكي في العراق يلتهم جزءاً كبيراً من الأموال الأمريكية مما لن يمكِّن أي رئيس أمريكي من تحقيق أي إصلاح اقتصادي ما لم يعالج هذا التدخل، لذا فالوجود العسكري الأمريكي في العراق يزاحم الهم الاقتصادي في هموم الناخب الأمريكي، والوجود العسكري الأمريكي في العراق يشكل اختلافاً واضحاً بين الجمهوريين والديمقراطيين؛ ففي الوقت الذي يؤيد ماكين البقاء العسكري الأمريكي هناك حتى ولو مئة عام فإن الديمقراطيَين أوباما وكلينتون يؤكدان بأنهما سيعملان على إنهاء ذلك الوجود مع الحفاظ على المصالح الأمريكية. ولهذا فإن المعسكر الجمهوري يحاول أن يؤسس لقناعات تساعد على استمرار الوجود العسكري في العراق. وكشف (جورج بوش) عن (حالة إحباط) تلازمه من متغيرات الحرب في العراق، إذا ما انتهت انتخابات الخريف الرئاسية في الولاياتالمتحدة إلى خريف أشد لعنة، بعد سحب القوات الأمريكية من العراق، ويمارس (بوش) هذا الترهيب الفكري ليحرض مواطنيه ضد المرشحين الديمقراطيين وينتصر ل(سميه) و(رفيق حزبه) وربما (الأشد فتكاً منه) السيناتور (جون مكين)، لكن العارفين بأحوال السياسات الخارجية الأمريكية في واشنطن يقولون إن (مكين) مهما كانت سياساته فلن تكون أشد لعنة من سياسات أي رئيس ديمقراطي لأن الحزب الديمقراطي (متشدد) جداً في تعاطفه مع إسرائيل، وعبر الرئيس الأمريكي عن إحباطه النفسي عندما كان خائفاً مما أسماه (الخرق الاستخباري) قبل غزو العراق، وقال إنه خائف جداً من أن يفوز ديمقراطي بالرئاسة في شهر تشرين الثاني المقبل فسيسحب القوات الأمريكية من العراق قبل الأوان مما قد يقود في النهاية - حسب تخوفات بوش- إلى هجمات أخرى ضد الولاياتالمتحدة أي كهجمة الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001م، وفي مقابلة اجرتها معه مجلة (بوليتيكو politico) وبوابة الإنترنت ياهو The Internet portal Yahoo قال الرئيس الأمريكي (جورج دبليو بوش) وهو يفكر بآخر أشهره في البيت الأبيض قال إنه ترك لعبة الغولف سنة 2003م احتراما لمقتل جنود أمريكان خلال عملية حرب العراق المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، ونقلت المجلة عن بوش تأكيده بقوله: أنا لم أرد لبعض الأمهات اللواتي قتل أبناؤهن مؤخراً رؤية القائد العام للقوات المسلحة يلعب الغولف. وأضاف: أشعر بأنني مدين لكل العوائل التي يجب أن أظهر أقصى ما أستطيع من التضامن معها. وأعتقد أن لعب الغولف خلال حرب قد تعطي رسالة خاطئة وأوضح بوش أنه قرر ذلك خلال شهر آب من سنة 2003م، وبالتحديد بعد تفجير مقر الأممالمتحدة في بغداد. وسألت المجلة السياسية وبوابة ياهو الرئيس الأمريكي بما يُسأل عنه جمهور الإنترنت فيما إذا كان قد (استخدم التضليل) في اتخاذ قرار شن حرب العراق؟.. فأجاب قائلاً: التضليل كلمة قوية، فليست قيادة المخابرات الأمريكية وحدها إنما كل وحدات المخابرات التابعة لنا في العالم شاركتنا في هذا التقييم، ولذا أنا محبط بسبب الكيفية التي كانت قد كسرت فيها مخابراتنا. وأضاف بوش قوله: هل أعتقد أن شخصا ما كذب علي؟ لا، لا أعتقد ذلك، فكل ما حدث كما تعرفون إنهم حللوا الحالة ووصلوا إلى نتائج خاطئة واعترف الرئيس الأمريكي بقلقه المتزايد من ترك الحرب العراقية غير منتهية إلى خليفة ديمقراطي يأتي بعده. ويشار إلى أن (باراك أوباما) و(هيلاري كلينتون) كانا قد قالا كلاهما بأنهما سيسحبان القوات الأمريكية من العراق إذا ما فازا. [email protected]