سحب جون ماكين المرشح الجمهوري المرجح في انتخابات الرئاسة الامريكية تصريحا قال فيه انه سيخسر الانتخابات التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني اذا لم يقنع الامريكيين بأن واشنطن تنتصر في حرب العراق. وقال ماكين للصحفيين الذين يرافقونه في الحافلة التي يستخدمها في حملته الانتخابية أمس الاول الاثنين "لم أقصد انني سأخسر (الانتخابات) بل قصدت انها قضية هامة في حكم الناخبين الامريكيين. "من غير المعتاد ان أسحب تصريحا أدليت به." وكان ماكين وهو مؤيد قوي لحرب العراق قد قال في وقت سابق من أمس انه سيخسر الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة اذا لم يقنع الرأي العام الامريكي بأن الجيش الامريكي يحقق نجاحا في العراق. ويرى غالبية الامريكيين الان ان غزو العراق عام 2003كان فكرة سيئة ولا يؤيدون الطريقة التي شن بها الرئيس الامريكي جورج بوش الحرب. ويدعو المرشحان الديمقراطيان اللذان يتنافسان على الفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة وهما السناتور باراك أوباما والسناتور هيلاري كلينتون الى سحب القوات الامريكية من العراق. وكرر ماكين وهو طيار سابق في البحرية الامريكية أسر في حرب فيتنام مرارا خلال حملته الانتخابية ان سحب القوات الامريكية من العراق قبل الاوان سيكون بمثابة استسلام ويعطي المتطرفين فرصة دعائية للترويج لفكرة انهم انتصروا. وأعلن ماكين من قبل ان القوات الامريكية قد تبقى في العراق 100عام وهو تصريح قوبل بانتقادات من جانب الديمقراطيين المعارضين. وأبدى ماكين أمله في انخفاض حجم الخسائر في الارواح بين الجنود الامريكيين في العراق مع تولي القوات العراقية مسؤولياتها الامنية. وخلال التصريحات التي أدلى بها أمس الاول في الحافلة التي يستخدمها في حملته الانتخابية اشار ماكين الى ان القوات الامريكية مازالت باقية في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية. واستطرد "سننجح في العراق وسيتولى العراقيون مسؤولياتهم. سينسحب الامريكيون. لكن قد يكون للامريكيين مثلما هو الحال في دول عديدة اخرى ترتيب أمني للمستقبل البعيد." من جانب آخر حذرت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون من انعدام خبرة منافسها باراك اوباما في مجال السياسة الخارجية، معتبرة ان هذا الامر يشكل خطرا في عالم خطير. وقالت كلينتون في خطاب خصص للسياسة الخارجية "معي، لا يحتاج الاميركيون الى التساؤل عن مدى فهمي للمشكلات وعما اذا كنت احتاج الى وصفة لاعلم ماذا سافعل في حال اندلاع ازمة او اذا كان علي العودة الى مستشارين ليوضحوا لي القضايا العالمية". وتركز كلينتون على موضوع السياسة الخارجية استعدادا لمعركتين انتخابيتين فاصلتين في اوهايو (شمال) وتكساس (جنوب) في الرابع من اذار/مارس، وذلك بعدما تراجعت امام اوباما الذي حقق احد عشر فوزا منذ "الثلاثاء الكبير" في الخامس من شباط/فبراير. وتعليقا على تصريحات اوباما الذي ابدى استعداده للقاء الرئيسين الكوبي او الايراني "من دون شروط"، قالت المرشحة الديموقراطية انها "لن تسجل على المفكرة الرئاسية لقاءات مع رؤساء ايران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا من دون شروط مسبقة"، واصفة هؤلاء الرؤساء بانهم "ديكتاتوريون". واضافت كلينتون التي كانت تتحدث في جامعة جورج واشنطن "لا يمكننا ببساطة اضفاء طابع شرعي على انظمة مارقة او اضعاف الهيبة الاميركية عبر القبول بلقاءات على المستوى الرئاسي من دون شروط". وكان اوباما اكد ان على الولاياتالمتحدة الا تخشى التحدث مع اعدائها، داعيا الى التحضير بعناية لاتصالات على الصعيد الرئاسي.