أوضح الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود أن برنامج (أوقاف الجامعة) يأمل أن يكون لديه مبلغ 25 مليار دولار خلال 20 سنة قادمة، بهدف تعزيز موارد الجامعة الذاتية، تمويل برامج البحث والتطوير التقني، واستقطاب وتحفيز وتكريم الباحثين والمبدعين والموهوبين والمتميزين ورعايتهم، دعم المستشفيات الجامعية في علاج الأمراض المزمنة، تمويل معامل الجامعة الخارجية، تعزيز أعمال البر والتكافل الاجتماعي ومساعدة الأيتام والأرامل من منسوبي الجامعة، زيادة الاستفادة من موارد الجامعة. وأكد الدكتور العثمان أن الجامعة تعكف حالياً على دراسة عدة مشاريع في مواقع مختلفة تستهدف عدة شرائح، منها ما هو موجة لقطاع الأعمال، ومنها ما هو موجه للأبحاث والتطوير، ومنها ما هو ذو طابع خدمي صحي، وآخر تجاري؛ تقدر قيمة هذه الأوقاف بحدود (25) مليار دولار. وباكورة هذه المشاريع عبارة عن وقف متعدد الاستخدامات باسم "أبراج الجامعة" بمبلغ (500) مليون ريال على أرض تزيد مساحتها على (180.000) متر مربع في موقع متميز في مدينة الرياض. وقد استطاعت الجامعة أن تجمع لهذا المشروع حتى الآن أكثر من (150) مليون ريال. وقال العثمان إن جامعة الملك سعود تتطلع إلى المساهمة في إنشاء مشاريع متميزة ورائدة ذات سمعة عالمية ونفع عام، ولذلك أدركت الجامعة حاجة مجتمعنا الماسة إلى سلوك منهج علمي متميز في مجال التعليم العالي لمواجهة المتغيرات العالمية السريعة، والعمل على تشجيع البحث العلمي والتعاون مع القطاع الصناعي والحكومي من خلال نهج إبداعي فكري وتقني ومنهجي يمكن أن يستقطب أساتذة وطلبة قادرين على الأداء والابتكار في مجالات العلوم والتقنية بالتعاون مع القطاعات الحكومية والتجارية والصناعية استجابة لمتطلبات التنمية وحاجات المملكة المستقبلية. وبين مدير جامعة الملك سعود أن إنشاء مشاريع متميزة تنتهج أفضل الأساليب المتطورة، يتطلب رصد مبالغ كبيرة بصفة مستمرة حتى يكون لدى الجامعة نُخبة من الأساتذة والطلبة وتتوفر لديها أيضاً أفضل المناهج والبرامج التعليمية، كما هوالحال بالنسبة للجامعات العالمية المرموقة، فإن رصد واستمرارية توفر المخصصات المالية اللازمة للجامعة يلعب دوراً أساسياً في مستوى التعليم وتخصصاته لتتمكن الجامعة من أداء رسالتها. وكشف عن أن الجامعة بصدد تطوير خطة إستراتيجية للمشاريع التي تنوي تنفيذها داخل المدينة الجامعية وخارجها من خلال بناء شراكات إستراتيجية مع مطورين متخصصين؛ تسهم الجامعة بمواردها لدعم المشاريع ويتولى المطورون إنشاء تلك المشاريع المتوافقة مع احتياجات وخطط الجامعة بما يضيف قيمة نوعية للمدينة الجامعية وممتلكات الجامعة، ويحقق عوائد مجزية تسهم بدعم أنشطة الجامعة. وأشار العثمان إلى أن الجامعة تهدف من مشروع الوقف إلى تعزيز موارد الجامعة الذاتية أسوة بالجامعات العالمية المرموقة لتحفيز الإبداع والتميز على كافة الأصعدة، وتمويل برامج البحث والتطوير التقني بما يخدم البشرية ويعزز اقتصاديات المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة للوطن، واستقطاب وتحفيز وتكريم الباحثين والمبدعين والموهوبين والمتميزين ورعايتهم، وزيادة الاستفادة من موارد الجامعة البشرية والبنية التحتية والتجهيزات، ودعم المستشفيات الجامعية في علاج الأمراض المزمنة، وتمويل معامل جامعة الملك سعود الخارجية في كلٍّ من سنغافورا (صناعة البتروكيماويات)، والصين (صناعة النانو)، وفرنسا (أمراض نقص المناعة والتقنية الحيوية)، وبريطانيا (النانو وأمراض القلب)، والهند (تقنية المعلومات)، وأمريكا (تقنية النانو)، بالإضافة إلى تعزيز أعمال البر والتكافل الاجتماعي ومساعدة الأيتام والأرامل من منسوبي الجامعة. وأضاف معالي مدير الجامعة إن الاستثمارات المستهدفة حاليا لخدمة برنامج أوقاف الجامعة تنقسم في مرحلتين قصيرة المدى أولاها تتمثل فيما أشير أعلاه وهو تحديد مشروع أبراج الجامعة بمقدار 500 مليون ريال على مساحة 180 ألف متر مربع، والمرحلة الثانية خصصت له مساحة نصف مليون متر مربع باستثمارات تصل إلى نحو 3 آلاف مليون ريال (3 مليارات ريال) ضمن وادي الرياض للتقنية وهي استثمارات نوعية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات (آي سي تي) حيث بدأ بالفعل في ذلك من خلال تحالف استثماري (كونسورتيوم) سوف يعلن عنه خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهو يعتبر أول استثمار فعلي في مشروع الوادي الذي تبلغ مساحة أرضة ميليوني متر مربع ضمن سور المدينة الجامعية في الدرعية. يشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض قد وافق على رئاسة اللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود، و التي يشارك في عضويتها نخبة من رجال المال و الأعمال. يذكر أن قيمة أوقاف جامعة هارفرد تبلغ (28.92) مليار دولار، فيما تقدر أوقاف جامعة يال بنحو(18.03) مليار دولار، وجامعة ستانفورد (14.08) مليار دولار، وفي بريطانيا تقدر أوقاف جامعة كمبردج ب(5.87) مليار دولار، وجامعة اكسفورد (5.11) مليار دولار، أما جامعة كيتو اليابانية فتمتلك أوقافا بقيمة (2.20) مليار دولار، كما تمتلك جامعة تورنتو الكندية وقف بقيمة(1.52) مليار ريال، وفي دول الشرق تمتلك جامعة ماليزيا للعلوم والتكنولوجيا (0.50) مليار دولار، وجامعة كوريا (0.20) مليار دولار، وتعتبر مثل هذه الأوقاف سمة مرتبطة بالجامعات العالمية المرموقة ووسيلة رئيسة في استقرار مواردها المالية وتلعب دورا محوريا في ريادتها وإنجازاتها العلمية العالمية.