رأس صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الليلة قبل الماضية الاجتماع الاول للجنة العليا لاوقاف جامعة الملك سعود. وكان في استقبال سموه بمقر الجامعة مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان وعدد من المسؤولين بالجامعة. وناقش الاجتماع عدة موضوعات كان من بينها وثيقة الوقف التي أعدتها جامعة الملك سعود بالاستفادة من التجارب العالمية وبالتحديد من أحد الخبراء بجامعة هارفرد الى جانب عرض المرحلة الاولى من برنامج (أوقاف الجامعة) الذي يطمح الى أن يكون رافداً لموارد الجامعة المالية وتمكين الجامعة من تحقيق المزيد من الابداع والتميز في البحث والتطوير وبناء مجتمع المعرفة. وقد بارك صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز برنامج (أوقاف الجامعة) وأثنى عليه وعده أحد البرامج الرائدة الاستراتيجية. وعقب الاجتماع التقطت الصور التذكارية لسموه مع أعضاء اللجنة العليا لاوقاف الجامعة. حضر الاجتماع صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية وأعضاء اللجنة العليا لاوقاف الجامعة من المسؤولين ورجال الاعمال. من جانب اخر أكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان أن برنامج (أوقاف الجامعة) يأمل أن يكون لديه مبلغ 25مليار دولار خلال 20عاماً المقبلة بهدف تعزيز موارد الجامعة الذاتية وتمويل برامج البحث والتطوير التقني واستقطاب وتحفيز وتكريم الباحثين والمبدعين والموهوبين والمتميزين ورعايتهم ودعم المستشفيات الجامعية في علاج الامراض المزمنة تمويل معامل الجامعة الخارجية وتعزيز أعمال البر والتكافل الاجتماعي ومساعدة الايتام والارامل من منسوبي الجامعة وزيادة الاستفادة من موارد الجامعة. وكشف في تصريح صحافي أن جامعة الملك سعود تعكف حاليا على دراسة وتطوير عدة مشروعات في مواقع مختلفة تستهدف عدة شرائح منها ما هو موجه لقطاع الاعمال ومنها ما هو موجه للابحاث والتطوير ومنها ما هو ذو طابع خدمي صحي وآخر تجاري مشيرا الى أن قيمة تلك الاوقاف تقدر بنحو 25مليار دولار. وأوضح أن باكورة تلك المشروعات عبارة عن وقف متعدد الاستخدامات باسم (أبراج الجامعة) تقدر تكاليفه ب 500مليون ريال على أرض تزيد مساحتها على ( 000ر 180) متر مربع في موقع مميز في مدينة الرياض. ولم يخف أن الجامعة استطاعت حتى الآن جمع أكثر من 150مليون ريال لهذا المشروع. وأكد أن الجامعة أدركت حاجة مجتمعنا الماسة الى سلوك منهج علمي متميز في مجال التعليم العالي لمواجهة المتغيرات العالمية السريعة والعمل على تشجيع البحث العلمي والتعاون مع القطاع الصناعي والحكومي من خلال نهج ابداعي فكري وتقني ومنهجي يمكن أن يستقطب أساتذة وطلاب قادرين على الاداء والابتكار في مجالات العلوم والتقنية بالتعاون مع القطاعات الحكومية والتجارية والصناعية استجابة لمتطلبات التنمية وحاجات المملكة المستقبلية. ورأى مدير جامعة الملك سعود ان أنشاء مشروعات مميزة تنتهج أفضل الاساليب المتطورة يتطلب رصد مبالغ كبيرة بصفة مستمرة حتى يكون لدى الجامعة نخبة من الاساتذة والطلبة وتتوفر لديها أيضا أفضل المناهج والبرامج التعليمية كما الحال بالنسبة للجامعات العالمية المرموقة. وقال ان رصد واستمرارية توفر المخصصات المالية اللازمة للجامعة يقوم بدور أساسي في مستوى التعليم وتخصصاته لتتمكن الجامعة من أداء رسالتها. وكشف أن الجامعة بصدد تطوير خطة استراتيجية للمشاريع التي تنوي تنفيذها داخل المدينة الجامعة وخارجها من خلال بناء شراكات استراتيجية مع مطورين متخصصين تسهم الجامعة بمواردها لدعم المشروعات فيما يتولى المطورون انشاء تلك المشروعات المتوافقة مع احتياجات وخطط الجامعة بما يضيف قيمة نوعية للمدينة الجامعية وممتلكات الجامعة ويحقق عوائد مجزية تسهم بدعم أنشطة الجامعة. وأشار الدكتور العثمان الى أن برنامج الاوقاف يهدف الى تعزيز الموارد المالية الذاتية للجامعة والمساهمة في الانشطة التي تدعم البحث والتطوير أسوة بالجامعات العالمية المرموقة لتحفيز الابداع والتميز وتمويل برامج البحث والتطوير وتعزيز اقتصاديات المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة واستقطاب الباحثين المتميزين والمبدعين والموهوبين ورعايتهم وزيادة الاستفادة من موارد الجامعة البشرية وبنيتها التحتية اضافة الى دعم مستشفيات الجامعة في علاج الامراض المزمنة وتمويل معامل الجامعة الخارجية في كل من سنغافورة والصين وفرنسا وبريطانيا والهند والولايات المتحدة الاميركية والمانيا والقيام بأعمال البر الاخرى. وبين أن الاستثمارات المستهدفة حاليا لخدمة برنامج أوقاف الجامعة تنقسم الى مرحلتين قصيرة المدى أولاها تتمثل في تحديد مشروع أبراج الجامعة فيما خصصت للمرحلة الثانية مساحة نصف مليون متر مربع باستثمارات تصل الى نحو 3مليارات ريال ضمن وادى الرياض للتقنية. وقال تلك استثمارات نوعية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات (ا ي سي تي) حيث بدأ بالفعل في ذلك من خلال تحالف استثماري كونسورتيوم سوف يعلن عنها خلال الاشهر القليلة المقبلة. وعبر عن تشرف البرنامج بلجنته العليا للاوقاف برئاسة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا للاوقاف التي تضم عددا من أصحاب السمو الامراء ورجال المال والاعمال مشيراً الى أن جميع الاعضاء المشاركين في هذه اللجنة سبق وأن تبرعوا للجامعة في برامجها التطويرية. وأكد أن الجامعة حينما حددت الرقم 25مليار دولار لم تفكر أن تجمعه في يوم وليلة انما وضعت لها خطة طويلة المدى على مدار 20سنة. وقال حتى تكون جامعة الملك سعود رائدة ينبغي أن تكون ميزانيتها لا تقل عن 5مليارات سنوياً. وأشار الى أن الجامعة قامت بالتوقيع مع أكثر من 82جامعة ومركز بحوث عالمي في أكثر من 13دولة متقدمة الى جانب الارتباط مع 14عالما فائزا بجائزة نوبل وبباحثين متميزين مثل البروفسور مجدي يعقوب في مجال القلب والبروفسور كازانوفا من فرنسا. وأفاد معاليه أن الحجر الاساس لاول برج من الوقف سيوضع في الاسبوع الاول من رمضان المقبل بعون الله تعالى مفيدا أن تم الحصول على 15بالمائة من التمويل في أول اجتماع.