يعد برنامج «أوقاف الجامعة» أحد أهم البرامج التطويرية التي ابتكرتها وتبنتها جامعة الملك سعود في رحلتها التطويرية الحالية، وما زاد من أهمية المشروع نجاح إدارة الجامعة في الحصول على موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لرئاسة اللجنة العليا لأوقاف الجامعة «وهو الأمر الذي حسبه كثيرون انجازاً جديداً يضاف إلى الانجازات العديدة التي حققتها الجامعة في الفترة الأخيرة خاصة وان الأمير سلمان عرف وطوال تاريخه انه احد الجنود المجهولين في كافة أشكال العمل الخيري الذي ينتظم كافة أرجاء البلاد فضلا عن وقوفه التاريخي مع هذه الجامعة العريقة، وتهدف الجامعة من خلال هذا المشروع لتطوير العملية التعليمية وأنشطتها البحثية حيث ستمكنها عائدات المشروع من زيادة الميزانية التشغيلية واستقطاب خبرات عالمية ودعم البنية التحتية وتوسيعها دون إثقال كاهل ميزانية الجامعة إضافة إلى توفير حصانة مادية للجامعة تضمن لها الاستقرار المالي من خلال تعزيز مواردها الذاتية، وتضم لجنة أوقاف الجامعة في عضويتها عدداً من العلماء ورجال الأعمال البارزين، ويتبنى البرنامج تمويل مشروع يتكون من (8) أبراج على ارض مساحتها (180) ألف متراً وبتكلفة إجمالية تبلغ مليارين ونصف المليار ريال (2.5مليار ) موارد ذاتية يتوقع أن يسهم برنامج «أوقاف الجامعة» في توفير مبلغ 25 مليار دولار خلال ال 20 سنة القادمة، مما سيسهم في تعزيز موارد الجامعة الذاتية وتمويل برامج البحث والتطوير التقني واستقطاب وتحفيز وتكريم الباحثين والمبدعين والموهوبين والمتميزين ورعايتهم إضافة لعدد من المشروعات الحيوية في مشروع الوادي الذي تبلغ مساحة أرضه مليوني متر مربع ضمن سور المدينة الجامعية في الدرعية. ويحظي برنامج أوقاف الجامعة بدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا للبرنامج من خلال تبنيه للبرنامج والتعريف به والمساهمة في تمويله على المستوى الشخصي. قيمة نوعية أدركت الجامعة منذ وقت مبكر حاجة المجتمع الماسة لمواجهة المتغيرات العالمية السريعة ، وأضاف يؤسس برنامج الأوقاف للعمل الخيري بمفهوم جديد وبثقافة جديدة وهذا يهدف لاستقرار الموارد المالية وبذلك تكون جامعة الملك سعود جامعة منافسة عالمياً حيث تعكف الجامعة حالياً على دراسة عدة مشروعات في مواقع مختلفة تستهدف عدة شرائح منها ما هو موجه لقطاع الأعمال ومنها ما هو موجه للأبحاث والتطوير ومنها ما هو ذو طابع خدمي صحي وآخر تجاري , وباكورة هذه المشروعات سيكون عبارة عن وقف متعدد الاستخدامات باسم “أبراج الجامعة” بمبلغ (500) مليون ريال على أرض تزيد مساحتها على (180,000) متر مربع في موقع متميز في مدينة الرياض لافتا إلى أن الجامعة جمعت لهذا المشروع حتى الآن أكثر من (150) مليون ريال، وتقدر الاستثمارات المستهدفة حاليا خدمة برنامج أوقاف الجامعة والتي تنقسم إلى مرحلتين قصيرة المدى أولاها وتتمثل في تحديد مشروع أبراج الجامعة بمقدار 500 مليون ريال على مساحة 180 ألف متر مربع والمرحلة الثانية خصصت له مساحة نصف مليون متر مربع باستثمارات تصل إلى نحو 3 آلاف مليون ريال (3 مليارات ريال) ضمن وادي الرياض للتقنية وهي استثمارات نوعية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات (آي سي تي) حيث بدأ بالفعل في ذلك من خلال تحالف استثماري (كونسورتيوم) سوف يعلن عنه قريبا وهو يعد أول استثمار يتولى زمام المبادرة والعمل على تشجيع البحث العلمي والتعاون مع القطاع الصناعي والحكومي من خلال نهج إبداعي فكري وتقني ومنهجي، ومشروع الأوقاف يمكن أن يحقق كل هذه الأهداف وذلك من خلال استقطاب أساتذة وطلبة قادرين على الأداء والابتكار في مجالات العلوم والتقنية بالتعاون مع القطاعات الحكومية والتجارية والصناعية استجابة لمتطلبات التنمية وحاجات المملكة المستقبلية، منوها إلى أن إنشاء مثل هذه المشروعات المتميزة يتطلب رصد مبالغ كبيرة بصفة مستمرة حتى يكون لدى الجامعة نُخبة من الأساتذة والطلبة وتتوفر لديها أيضاً أفضل المناهج والبرامج التعليمية كما الحال بالنسبة للجامعات العالمية المرموقة، مؤكدا أن الجامعة بصدد تطوير خطة إستراتيجية للمشاريع التي تنوي تنفيذها داخل المدينة الجامعية وخارجها من خلال بناء شراكات إستراتيجية مع مطورين متخصصين تسهم الجامعة بمواردها لدعم المشاريع ويتولى المطورون إنشاء تلك المشاريع المتوافقة مع احتياجات وخطط الجامعة بما يضيف قيمة نوعية للمدينة الجامعية وممتلكات الجامعة ويحقق عوائد مجزية تسهم بدعم أنشطة الجامعة. خدمة للبشرية اكد الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحركان أمين عام أوقاف الجامعة أن المشروع انطلق فعليا منذ اجتماعه الأول والذي اشتمل على عرض لوثيقة أوقاف الجامعة التي عرفت بقدرات وإمكانيات الجامعة، مشيرا إلى أن الوثيقة اشتملت على تعريف برؤية ورسالة أوقاف الجامعة والأهداف التي تطمح الجامعة إلى تحقيقها ومنها تمويل برامج البحث والتطوير التقني بما يخدم البشرية ويعزز اقتصاديات المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة للوطن وتعزيز موارد الجامعة الذاتية أسوة بالجامعات العالمية المرموقة لتحفيز الإبداع والتميز على كافة الأصعدة، واستقطاب وتحفيز الباحثين والمبدعين والموهوبين والمتميزين ورعايتهم، وزيادة الاستفادة من موارد الجامعة البشرية والبنية التحتية والتجهيزات، ودعم المستشفيات الجامعية في علاج الأمراض المزمنة، وتمويل معامل جامعة الملك سعود الخارجية في مراكز متقدمة للاستفادة من الخبرات العالمية، وأضاف وثيقة أوقاف الجامعة كذلك ماهية الوقف ومشروعيته وأنماط الموارد الوقفية وأهمية الأوقاف العلمية وعلاقتها بالمؤسسات التعليمية من منظور تاريخي ومعاصر إضافة إلى تجارب الجامعات العالمية في كلٍ من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وكندا واستراليا وآسيا من ناحية حجم الوقف وأسلوب إدارته حيث تدار هذه الأوقاف العالمية من خلال شركات استثمارية متخصصة تملكها الجامعات، واستطرد تعد المرحلة الأولى لأوقاف الجامعة مشروعاً متعدد الاستخدام على أرض تزيد مساحتها على (180) ألف متر مربع ضمن المدينة الجامعية تقع على تقاطع طريق الملك عبدالله والملك خالد حيث سيقام مشروع عقاري استثماري كبير يتكون من ثمانية أبراج أحدها فندق مرتبط بمجموعة فندقية عالمية وأبراج مكتبية وطبية وخدمات للمؤتمرات والاجتماعات والاحتفالات إضافة إلى الخدمات التجارية والأسواق، مشيرا إلى أن المساحة الإجمالية للمشروع بلغت (466,124) متراً مربعاً والمساحة التأجيرية (375,000) متر مربع ويحتوي على (11,500) ألف موقف، مؤكدا حصول اللجنة على تبرعات ستمكن الجامعة من استكمال برجين من المشروع والتي تمثل 25 بالمئة من المشروع منوها إلى توجيهات الأمير سلمان على أهمية المشروع وحثه الجميع على المساهمة اختصارا للزمن وتحفيزا لرجال المال والأعمال للمشاركة الفعالة.