قد نضيف السكَّر إلى الشاي مباشرة بعد سكبه في الكوب ... وقد نفضل غلي السكَّر والماء معاً ثم نضيف الشاي إليه .. وهو شأن من مزاجهم استثنائي عند تناول كوبٍ من الشاي؛ بالنعناع أو بدونه .. وهناك فئة تفضِّل شربه (سادة) .. وفي النهاية هي أمزجة وأذواق لا نمتلك حقّ الولاية عليها عدا الولاية الذاتية على أذواقنا وأمزجتنا .. فلا تحزن لو رفضت ولايتك على مزاجي وذائقتي .. كما وعليك أن تطمئن، فلن أحاول ممارسة حقّ الولاية والوصاية على مزاجك وذوقك، وإن بدا لي بصورة لا تتناسب ومظهرك الخارجي أو منصبك .. * * * قبل فترة أبدت لي صديقة عدم استيعابها ل (المثلوثة) وكيف يمكن (ضم) الأرز إلى الجريش إلى القرصان (الثريد)، بما يشتمل عليه من خضار ولحم .. في طبق واحد فوق بعضه بعضاً .. فقلت ألسنا في المناسبات نضيف في طبق واحد الأصناف الموجودة والمقدّمة وقتها .. وهناك ثلّة تضم المالح إلى الحلو ..!! ربما لا يستسيغ شخص طريقة معيّنة، ونجده (في الوقت نفسه) يأتي بفعل مماثل للطريقة ولكن من وجه آخر مختلف نوعاً ما .. لنصل في نهاية المطاف إلى أنّ المزاج والذّوق هو من يحدِّد ما أنت عليه من تصرُّف .. * * * يحاول بعض البشر الربط والجمع بين المزاج والذّوق والعمر .. أو بين المزاج والذّوق والجنس .. كي يصلوا إلى نتيجة هي أنّ مزاجك وذوقك الذي ظهر لي لا يناسب عمرك، فعليك أن تدعه وتغادره إلى مَن هو أصغر منك عمراً .. أو يصارحك بأنّ ما ظهر منك من تصرُّف لا يتناسب وجنسك كونك ذكراً .. أو كونكِ أنثى فدعيه .. فهل نحن مكلّفون بتتبُّع تصرُّفات البشر وأمزجته ومن ثم محاولة المقاربة بينها وبين أعمارهم وجنسهم..!!؟ بل قد يتدخّل أحدهم في مزاجك الثقافي فيفرض عليك قراءة معيّنة .. ويطالبك بالتخلِّي عن قراءة تيمت بها .. ويصف أنّ ما تقرأه لا يناسب مركزك أو وضعك الاجتماعي كونك أباً أو أماً تربي أطفالاً..!! فإلى متى نظل منشغلين بشأن الآخرين؛ منصرفين عن شأننا الخاص..!؟ قد تتمكّن من تغيير مزاج فرد .. وتنتقل بذوق فتاة إلى شط آخر .. وقد يكون تمكنك وانتقالك دائماً وربما مؤقتاً لا تلبث الأمزجة والأذواق أن تعود إلى سابق عهدها، لأنّها مقتنعة به وما دفعها نحو التغيير والانتقال هو محاولة كسب رضاك لا غير .. في حين تفشل في تغيير مزاجي والتدخُّل في ذائقتي ما لم أقتنع برأيك .. فالأمزجة في هذه الحياة منها ما يقبل المزج والامتزاج، ومنها ما هو عصي شديد العصيان. ص. ب 10919 - الدمام 31443 [email protected]