تفيد دراسة حديثة بأن المواليد الذين يتواجدون مع القطط بُعيْد ولادتهم بقليل، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الأكزيما الجلدي. ولكن الباحثين الأمريكيين الذين قاموا بالدراسة وجدوا أيضاً أن تواجد هؤلاء الأطفال في نفس البيئة مع كلبيْن أو أكثر يرفع قليلاً من نسبة المناعة لديهم. وقد أثار البحث لدى تقديمه في المؤتمر العالمي لجمعية الأمراض الصدرية الأمريكية ردود أفعال مختلفة. وقال خبراء آخرون إن من المبكر اعتماد نتائج هذه الدراسة، ونصحوا آباء والأمهات بعدم التخلي عن حيواناتهم الأليفة خشية أن يُصاب الأطفال بالحساسية من التعامل معها عندما يكبرون. وكان فريق البحث الأمريكي برئاسة الدكتورة أزميرالدا موراليس بجامعة أريزونا في تكسون، قد تابع حالة 486 طفلاً منذ ولادتهم. وجمع العلماء معلومات عن عدد الحيوانات الأليفة في منزل كل طفل، ثم تابعوا الحالة بعد عام من ولادة الأطفال للتعرف على مدى إصابة المواليد بالأكزيما. ووجد الباحثون أن 27% من المواليد الذين يعيشون في بيت به قطط، أُصيبوا بمرض الأكزيما مع بلوغهم العام الأول من العمر. بينما أثبتت الدراسة أن نسبة 13,2% فقط من بين ال 76 بيتاً يتواجد فيها كلبان أو أكثر هي التي أُصيب فيها المواليد بالأكزيما. وقالت الدكتورة موراليس إن دراسات سابقة بينت أن نشأة الأطفال مع الحيوانات الأليفة يحميهم من الإصابة بأمراض الحساسية، وأن فريقها توقع بلوغ نفس النتائج. وقالت موراليس إن الحيوانات الأليفة يوجد بها مركب يسمى إندوتوكسين،وبتعرض الإنسان لهذا المركب من سن صغيرة، تزيد مناعته ضد أمراض الحساسية. ولكنها قالت إن البحث الجديد يضيف الكثير من التساؤلات حول العلاقة بين الحيوانات الأليفة والإصابة بالأكزيما والحساسية. ودعت موراليس إلى القيام بمزيد من البحث في هذا المجال، نظراً لتضارب المعلومات والأبحاث حوله. وحذَّرت الدكتورة سو لويس جونز إخصائية الأمراض الجلدية والمتحدثة باسم الهيئة البريطانية للأمراض الجلدية من اعتماد نتيجة هذه الدراسة حيث لا تزال أسئلة كثيرة تُثار حولها. وقالت الدكتورة سو إنه نظراً لتضارب المعلومات والآراء، يجب الحذر في التخلي عن الحيوانات الأليفة تماماً لأن هذا من شأنه أن يصيب الأطفال بالحساسية إذا ما تعاملوا معها في المستقبل. بينما أعلنت متحدثة باسم منظمة حماية القطط عن دهشتها لنتائج البحث، وقالت إن الدراسات السابقة تشير إلى أن الأطفال الذين يمتلكون حيوانات أليفة يكونون أقل عرضةً للإصابة بأمراض الحساسية فيما بعد. د. يارا حافظ