قد لا نختلف كثيراً على أنّ الرياضة السعودية تتبوأ مكانة مرموقة على مستوى القارة الآسيوية، فالنجاحات التي حققتها المنتخبات والأندية السعودية في كثير من الألعاب تؤكد علو مكانة الرياضة السعودية في المحافل القارية. ولكن الملفت للنظر لمن لديه (بعد نظر) أنّ السعوديين لا يرأسون أي اتحاد قاري على الإطلاق، في وقت يرأس فيه الأشقاء القطريون العديد من الاتحادات الآسيوية، بما فيها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وهذا الغياب يترك أكثر من علامة استفهام وتعجُّب ويحتاج لمصارحة وكلمة صادقة، بعيداً عن تبريرات المتملِّقين ومحترفي الثناء على المسؤولين، خصوصاً حين نعلم أنّ بعض رؤساء الاتحادات الآسيوية يحملون جنسيات دول لم تحقق إنجازاً واحداً في تلك اللعبة، أو على الأقل لم تحقق مثل ما حققته الرياضة السعودية بأنديتها ومنتخباتها! ففي الوقت الذي نفخر فيه بأنّ شخصيات خليجية شقيقة ترأس اتحادات آسيوية، وترأس اللجنة الأولمبية الآسيوية، إلاّ أننا لا نجد عذراً منطقياً لغياب الشخصيات السعودية عن المناصب القيادية في الاتحادات الآسيوية ..! والتساؤلات التي أضعها أمام القارئ المتابع والمسؤول هي: هل يخفى علينا أهمية مثل هذه المناصب وتأثيرها على مستقبل الرياضة السعودية؟ أم أننا نفتقد للشخصيات المؤهلة لمثل تلك المسؤوليات؟ أم أنها مناصب حصرية يرشح لها أشخاص بمواصفات خاصة يكلفون بعدد من الأدوار دون غيرهم؟ أم أنها مشكلة قصر نظر تجعلنا منشغلين بملاحم ومعارك المنافسات المحلية ونهمل التخطيط للفوز بالمناصب القارية! أم أنها مسألة تعود للإدارة والتنظيم!! تساؤلات عديدة أجاب على أهمها السيد (إيمانويل ماراداس) المنسق الإعلامي للفيفا خلال زيارته لنادي الشباب قبل شهر، حيث يرى أنّ مشكلة السعوديين الأساسية تكمن في ضعف الدعم المقدم لمرشحيهم مقارنة بالدعم القطري الذي أوصل مرشحيهم لرئاسة عدة اتحادات آسيوية، واستغرب أن يخسر مرشح سعودي منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالنظر إلى إنجازات الكرة السعودية وإمكانياتها الفنية والإعلامية والمادية. وهنا أضم رأيي لرأيه وأقول (صح لسانك يا ماراداس) ولكني أثق بأنه لا زال للجواب بقية ومعلومات في الظل أبحث عنها عند أصحاب الرأي النيّر من القرّاء والإعلاميين، وأبحث عن الحل عند من يملكون القرار الرياضي. فليس من المنطق ومن واقع الإنجازات الرياضية، أن تسبقنا دولة شقيقة مثل قطر إلى المناصب القارية، إلاّ إذا تفوّقوا علينا في عملية التخطيط والتنظيم والدعم لمرشحيهم. وليس من المنطق أيضاً أن نهمل المناصب القارية، ثم نشتكي من عدم إنصافنا من قِبل الاتحادات الآسيوية. سقطات الياقوت الأستاذ جاسم الياقوت عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الاحتراف سابقاً، أعلن مؤخراً أنه سيحيل قضية انتقال اللاعب يوسف السالم إلى ديوان المظالم، في تجاوز صريح لمرجعيته الرياضية، وليكشف عدم معرفته للأنظمة والقوانين الدولية لكرة القدم التي تنص على أنّ أي خلاف رياضي تطبق بشأنه أنظمة الاتحاد الدولي والمحلي فالمادة 61 فقرة 2 تحظر اللجوء للمحاكم العامة ما لم ينص ذلك صراحة في لوائح الاتحاد الدولي، ونقل القضية للمحكمة مخالفة صريحة ستنعكس سلبياً على الاتحاد السعودي لكرة القدم لتكشف مؤهلات وعقلية العضو المعيّن في اتحاد القدم ولجنة الاحتراف سابقاً. ولهذا فلا عجب أن يخسر الياقوت بسبب هذه السقطات ترشيحه في انتخابات اتحاد القدم، بعد أن خسر ثقة الناخبين والمتابعين!! تصدّق والاّ أثبت لك الخلاف الشخصي مع إدارة أحد الأندية الممتازة، تؤهلك لأن تكون كاتباً رياضياً في جريدة محترمة تنبض بالحياة تماشياً مع خلاف رئيس القسم الرياضي فيها مع رئيس النادي المعني. أحد هؤلاء الكتّاب قدم دروساً في الإدارة الرياضية، وهو الذي عمل إدارياً ليوم واحد فقط، انتهى به ذلك اليوم في دورية أمنية ومحضر شرطة بسبب إساءته الأدب مع حكام المباراة ورجال الأمن في الملعب .. فهنيئا لتلك الجريدة بهذا الكاتب الفذ. [email protected]