خطت المملكة في السنوات الأخيرة من القرن الرابع عشر الهجري خطوات متقدمة في كافة المجالات والقطاعات التي شارك فيها أفراد المجتمع السعودي رجالاً ونساء رغبة في تقديم ما من شأنه أن يعلي مملكتنا الحبيبة ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة ومن هنا كان للمرأة تواجد على الساحة لتثبت للعالم جدارة المرأة السعودية وقدرتها على مواكبة ما يجري على الساحة العالمية من تغيرات وتطورات بيد أن المجتمع ما زال ينظر للمرأة على أن عملها في المنزل فقط وإن خرجت فان ذلك لا يتعدى نطاق التعليم والنظر للمرأة السعودية على أنها مهيأة لوظيفة واحدة ألا وهي التدريس، وفي لقاءاتنا هذه مع بعض الموظفات السعوديات في قطاعات مختلفة نلقي الضوء على آرائهن ونظرة المجتمع لهن والصعوبات التي تواجههن لكونهن اتجهن لمجالات أخرى غير التدريس. بالعزيمة تنتهي تلك الصعوبات في البدء التقينا باحدى الأخوات في القطاع المصرفي وهي الأستاذة ابتسام السعيد رئيسة الفرع النسائي بشركة الراجحي المصرفية للاستثمار بفرع الخرج فقالت: المجال المصرفي عالم رائع عشقته منذ الصغر وعملت على أن أصل إليه رغم الصعوبات التي لا يخلو منها أي عمل ولكن بالعزيمة تنتهي تلك الصعوبات أما عن عائلتي فإنها واعية ومدركة تماماً لأهمية العمل الذي أقوم به لذا لاقيت منها التشجيع الذي ساعدني على تجاوز الصعوبات والعمل على تحقيق الذات وأنا استغرب بالفعل ممن ينظر للمرأة ولعملها في غير التدريس على أنه تجاوز لحدود الشريعة أو تجاوز للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع فإذا كانت المرأة متمسكة بالشريعة وستعمل في حدود وضوابط دينية وإن تحدثت فانها ستتحدث من وراء حجاب وفق ما حدده الله ورسوله لنا فما المشكلة عندما تطمح المرأة لأن تعمل في غير القطاع التعليمي؟! وتقول أيضاً عبير الميمان العاملة في نفس القطاع المصرفي : لزوجي بعد الله الفضل في التحاقي بالمجال المصرفي بعيداً عن نظرة المجتمع التي تنظر للمرأة على أن عملها خارج المنزل ينحصر في القطاع التعليمي فقط أما عن عملي في هذا المجال فلم ألاق ممن حولي أي رفض له بل على العكس من ذلك. ليس هناك ما يعيب انتقلنا من المجال المصرفي إلى القطاع الصحي الذي يستحق أن تفرد له صفحات وتوضح فيه حقائق تجاه العاملات فيه فكانت لقاءات الجزيرة مع موظفات بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني فكان لقاؤنا الأول مع الدكتورة أنغام ناصر المطير استشارية أطفال وهرمونات دكتوراه في طب الأطفال وحاصلة على الزمالة العربية والبريطانية تخصص دقيق للغدد والهرمونات فقالت: ولله الحمد لم يكن هناك صعوبات في انضمامي للمجال الطبي بل على العكس لاقيت التشجيع والمساندة حتى عندما أسافر للدراسة أو لحضور الاجتماعات في الخارج فإن إخوتي يسافرون معي لإنجاز ما سافرت من أجله وذلك الحال مع زوجي جزاه الله خيراً الذي وقف إلى جانبي وكان معيناً لي بعد الله في تحقيق الكثير الذي يفيدني حتى أنه يرافقني في اجتماعاتي وانتداباتي ويحثني على القراءة والاستزادة فيما يخدم مجال تخصصي وخير دليل على تشجيعه لي هو حصولي على الزمالة بعد مساعدته لي. المرأة تنافس الرجل في نجاحاته وفي مستشفى الملك فهد للحرس الوطني تتعدد وظائف المرأة فيه وتتنوع وفي إدارة الحاسب الآلي قسم الانترنت تقول خلود سليمان القاضي ماجستير تحليل أنظمة الحاسب الآلي : جئت للمستشفى وتعاملت مع العديد من الأشخاص واستطعت إثبات وجودي بجدارة في وقت قصير وهذا بالطبع بفضل الله أولاً ثم بفضل مساعدة الأهل وتشجيعهم لي خصوصاً أن والدتي تعمل هنا في المستشفى ولا أرى ما يعيب المرأة في كونها تعمل في مجالات أخرى غير المجال التعليمي بل إن المرأة أصبحت تنافس الرجل في نجاحاته وتفوقه فمجتمعي والمحيط الذي أتصل به لا يمانع إطلاقاً في ذلك بل يرى أن المرأة السعودية لها أن تثبت وجودها في أي مجال مادامت متمسكة بالشريعة وفي ظل ضوابط دينية واضحة. الترجمة خيار آخر تقول منال حسن ملا مترجمة كانت الفكرة غير مقبولة للعمل في المستشفى تمشياً مع نظرة المجتمع مع ان أختي تعمل طبيبة ولكن تظل النظرة قائمة على أن الطبيبة بوظيفتها هذه تستطيع أن تفرض احترامها على من حولها, أما أنا فلا أنكر ما واجهني من مشاكل استطعت بفضل الله تجاوزها وبعد زواجي ازدادت قناعتي بعملي بحكم أن زوجي يساندني ويثق بي ثقة مكنتني من إثبات وجودي ولم يعارض عملي إطلاقاً، وتحدثت منال عن نظرة المجتمع للمرأة السعودية العاملة في القطاع الصحي فقالت: هذه النظرة محدودة وقاصرة! وإن كنا نرغب في وجود العاملات غير السعوديات فإلى متى سنظل نحتاج إلى غيرنا ومن سيقوم بخدمة الوطن غير أبنائه؟!! فهذه النظرة المحدودة لعمل المرأة السعودية تقتل طموح القادمات وتحرم الوطن من وجود القدرات البشرية النسائية القادرة على تقديم ما يخدم وطننا الغالي. كانت هذه بعض آراء العاملات في القطاع الصحي الذي يعترض العاملات فيه العديد من الصعوبات أكثر من أي قطاع، والفتاة السعودية في القطاع الصحي خاصة ينظر إليها على أنها خارجة على العادات والتقاليد لدى كثير من العائلات باستثناء بعض من قدر أهمية هذا المجال وحاجة الوطن لأمثال هؤلاء الموظفات السعوديات وحقيقة لا ننكر الدور الذي تقوم به المرأة العاملة في كافة القطاعات المختلفة ولكننا نركز - تقديراً لما يواجههن - على المرأة السعودية العاملة في القطاع الصحي ولا ننفي تقديرنا لغيرهن لكن ثمة تضايقا يحاصر السعوديات العاملات في القطاع الصحي نتيجة مايواجههن من متاعب سواء في العمل أو نظرة المجتمع القاصرة تجاههن فبودنا أن تتغير هذه النظرة حتى يتمكن من خدمة وطنهن وتقديم المساعدة لأبناء هذا الوطن المعطاء. وهنا ننتقل من القطاع الصحي إلى خدمة المجتمع فإننا نفرد الصفحات الطوال للحديث عن دورها في خدمة وتنمية المجتمع ولكننا هنا نكتفي بالحديث عن المرأة السعودية العاملة في هذا المجال ففي مركز التنمية الاجتماعية بالدلم التقينا بالباحثة الاجتماعية بالمركز الجازي عبدالعزيز التميمي بكلوريس خدمة اجتماعية فقالت: كل شيء لابد له من صعوبة ولعل أبرز تلك الصعوبات هو التكيف مع بيئة العمل فأنا ولله الحمد رغم الصعوبات التي واجهتني إلا أنني استطعت اجتيازها وذلك بمساعدة الأهل وأنا بالطبع لا أنفي وجد النظرة القاصرة تجاه عمل المرأة في غير التدريس ولكن المرأة قادرة على تغيير تلك النظرة وإثبات أحقيتها في الانخراط في مجالات أخرى تكون فيها قادرة على العطاء وإثبات الذات مادامت متمسكة بحجابها وبتعاليم دينها الحنيف. وبعد هذه الجولة ثمة سؤال نطرحه على المجتمع السعودي: إلى متى هذه النظرة القاصرة تجاه عمل المرأة السعودية العاملة في غير القطاع التعليمي؟!! مجتمعنا ووطننا ونحن كأفراد بحاجة ماسة لأمثال هؤلاء السعوديات، بحاجة للمرأة السعودية فهي قادرة على قيادة سفن عديدة في مجالات متعددة، وفي جولتنا هذه وقفنا على بعض من انجازات المرأة السعودية ونجاحاتها وإلا كيف وصلت إلى هذه المستويات العالية وكيف كتب لها أن تثبت وجودها في ظل العولمة والتقدم؟! كل ما نحتاجه فقط هو قليل من المساعدة بعيداً عن التعصب الخالي من الواقعية تجاه المرأة السعودية العاملة ونحن نثبت للعالم أجمع تفوقنا! لقطات,, لقطات - قدم مركز المعلومات بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني خدماته التي يشكر عليها في سبيل تقديم صورة مشرفة للمرأة السعودية ممثلاً في الأستاذ فهد العصيمي. - مستشفى الملك فهد للحرس الوطني أحد الصروح العملاقة الذي يقدم خدمة المعلومات الصحية التي تفيد الجميع التي أشاد بها الكثير. - قدم مركز التنمية للخدمة الاجتماعية بالدلم جهداً طيباً وتجاوباً مع موضوع الجزيرة عن المرأة السعودية العاملة في غير القطاع التعليمي. إحدى الأخوات العربيات استغربت تواجد المرأة السعودية الرائع في كافة المجالات والقطاعات سواء الحكومية أو الأهلية وإنها توجه عتبها على وسائل الإعلام التي لم توضح هذه الصورة المشرفة والرائعة لمواطنة هذا البلد الغالي. طلبت إحدى الموظفات السعوديات العاملات في القطاع الصحي من الجزيرة الوقوف على وضع العاملة في القطاع الصحي خاصة وحل ما يواجههن وذلك بعمل لقاءات صحفية معهن، ونحن بدورنا نقول لها: لك ذلك إن شاء الله.