أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية (TASI) تداولاته الأسبوعية عند مستوى 11.543 نقطة، خاسراً 100 نقطة بما يعادل 0.85%. وقد سجلت السوق الأسبوع المنصرم أعلى نقاطها الأسبوعية عند ملامستها مستوى 11.964 نقطة، في محاولة لبلوغ الحاجز النفسي 12.000 نقطة التي عادت منها لجني أرباحها متأثرةً ببعض العوامل الأساسية في السوق كإعلان الشركات لنتائجها المالية حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها الأسبوعية عند النقطة 11.539 نقطة. وبهذا يكون المدى العام لتداولات السوق وتذبذبها الأسبوع الماضي بلغ 425 نقطة، وهو تقليص كبير لتذبذبها عن الأسبوع الذي قبله. ولعل المتابع لسوق الأسهم يجد أن حجم التداول - ورغم هذا الانخفاض - قد ارتفع بشكل جيد؛ حيث بلغ عدد الأسهم المتداولة 1.857 مليار سهم بزيادة 10.5% عن حجم التداول في الأسبوع الذي قبله، إلا أن القطاعات تفاوتت في أدائها بين الرابحة والخاسرة؛ فلم تكن جميع القطاعات تسير بنمط واحد؛ فقد جاء قطاع الكهرباء كأكثر القطاعات ارتفاعاً بعد أن حقَّق مكاسب بما نسبته 10.4%، وارتفاعاً في حجم تداول هذا القطاع بما نسبته 136%، تلاه قطاع الاتصالات الذي حقق مكاسب بما نسبته 5.5%، وزيادة في حجم التداول بما يعادل 72%، فقطاع الخدمات الذي كسب ما يعادل 5% وبزيادة في حجم التداول بما يعادل 59.3%. وجاء قطاع التأمين على رأس القطاعات الأكثر انخفاضاً بنسبة 5.8%، إلا أن حجم التداول في هذا القطاع - ورغم الانخفاض - نمت بنسبة 38.6%، تلاه قطاع البنوك الذي انخفض بما نسبته 5.4%. وبالاطلاع على أحجام التداول يستطيع المتداول معرفة تركزات التداول واتجاهها. النتائج المالية للقطاع البنكي: أعلنت عدد من البنوك المحلية المدرجة في سوق الأسهم نتائجها المالية للعام الماضي 2007م، وحقق بنك الرياض نمواً في أرباحه للعام الماضي مقارنة ب2006 بما يعادل 4%. وأعلن بنك ساب انخفاضاً في أرباحه بنسبة 14%، وأيضا أعلن بنك البلاد - وهو أحدث البنوك المدرجة - انخفاضاً في أرباحه بما نسبته 59%. ولعل الإعلانات السنوية هي ما أثرت في أداء القطاع وأداء السوق ككل، وذلك من توقع المتعاملين أن القطاع البنكي لن يحقق نمواً في أرباحه أو لن يحقق أرباحاً بنمو جيد أو ثبات، ولكن لعل المطلع على نتائج هذا القطاع وتفاصيل إعلانه يجد أن هذه البنوك باستثناء بنك البلاد استطاعت تحقيق نمو في أرباحها للربع الرابع مقارنة بالفترة المقابلة؛ فبنك الرياض حقق نمواً بما يعادل 13%، وبنك ساب حقق نمواً بما نسبته 20.5%. ولعل هذه المقارنة تُظهر أن قطاع البنوك قد بدأ في بداية دورة جديدة من النتائج والأعمال، وأنه أيضا بات قريباً من التغلب على انخفاض الأرباح بسبب انخفاض عمليات الوساطة بعد انهيار السوق في فبراير 2006م. الأداء الأسبوعي للمؤشر العام (Weakey): توقفت تداولات المؤشر العام عند مستوى 11.543 نقطة بعد عدم استطاعته الثبات أعلى من مستوى قمة سبتمبر 2006 عند المستوى 11.762 نقطة. ولعل للفترة التي يمر بها السوق من انتظار للنتائج المالية للشركات التأثير الأكبر في مجريات التداول، إلا أنه ما زال للتحليل الفني دور في تحديد مناطق الدعم والمقاومة للمؤشر العام. ووفق القراءات الفنية نجد أن المؤشر بعد عدم استطاعته الثبات أعلى من مستوى قمة سبتمبر 2006 عاد بأداء سلبي أو بهبوط تجني فيه السوق أرباحها؛ بحثاً عن نقاط دعم تحمل المؤشر العام للعودة إلى أدائه الإيجابي، وقوة أكبر لكسر مستويات المقاومة، إلا أن السوق ما زالت تسير داخل مسار صاعد، وهذا شيء إيجابي لا يدعو إلى الخوف من توجهات السوق في الأيام القادمة أو دخولها في عمليات تصحيح قوية كما يشيع في أوساط المتداولين. ويقع المؤشر الآن قريباً من مستوى الدعم الأفقي 11.420 نقطة، يليه مستوى دعم المسار الصاعد (الفرعي) عند مستوى 11.075 الذي يمثل الإغلاق أدنى منه أسبوعياً كسراً لهذا المسار. ويتوقع أن تتزايد وتيرة الهبوط أو جني الأرباح في حال أنهى هذا الأسبوع تداولاته أدنى منه حتى يصل إلى مستويات الدعم القريبة من 10.630 نقطة. وفي حال استطاع المؤشر إنهاء تداولات الأسبوع أعلى من مستوى 11.680 نقطة فسيستهدف مستويات المقاومة الأسبوعية له عند النقطة 11.762، وهي التي تسبق مستويات 12.000 نقطة على المستوى الأسبوعي؛ حيث تقع مستويات المقاومة الثانية عند 12.045 نقطة، يليها مستوى المقاومة 12.120 نقطة. وبالنسبة إلى منطقة وقف الخسارة - وهو المستوى الذي يتوقع أن تشهد السوق فيه عمليات بيع مكثفة - فيقع هذا المستوى وكما يشير مؤشر وقف الخسارة (Parabolic SAR) عند مستوى 10.630 نقطة، وبشكل أدق عند إنهاء المؤشر تداولاته أدنى من هذا المستوى. ولعل من المرشح - ووفق القراءات الفنية للسوق - أن يظل المؤشر داخل قناة أفقية تمتد بين المستويين 10.630 و11.680 إلى حين ظهور محفزات إيجابية تساهم في دفع السوق إيجابياً داخل مساره الصاعد الحالي الأساسي. المؤشرات الفنية (Indicators): مؤشر العشوائية (Stochastic): أنهى مؤشر العشوائية (الاستكاستك) تحركاته الأسبوعية باتجاهه السلبي نحو فك التشبع الحادث فيه، إلا أنه ما زال يقع أعلى من مستوى 80 وحدة. والأهم أن هذا المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع بدأ بالانكسار نحو الإيجاب، في إشارة إلى بداية موجة صاعدة جديدة فقط في حالة استطاعت متوسطات هذا المؤشر التقاطع بشكل إيجابي مع نهاية تداولات الأسبوع. - مؤشر الزخم (Momentum): استمر مؤشر الزخم في توجهه السلبي نحو منطقة الدعم له عند 125 وحدة أو حتى يصل هذا المؤشر إلى مستوى دعم مساره. ولعل هذا المؤشر يؤكد حيرة المستثمرين نحو توجه السوق أو انتظار المتعاملين لإنهاء فترة الحيرة وإعلان الشركات لنتائجها السنوية. - مؤشر الماكدي (MACD): ما زال مؤشر الماكدي محافظاً على انفراجه الإيجابي، إلا أنه بنهاية تداولات هذا الأسبوع بدأ بسلك مسار أفقي مع محافظة السوق على مساره الصاعد. ويتوجب مراقبة هذا المؤشر حين اتجاهه إلى مزيد من السلبية أو العودة إلى توجهه الإيجابي. - مؤشر الطلب (Demand): استمر مؤشر قوة الطلب في اتجاهه السلبي في دلالة على سيطرة قوى البيع في السوق واستمرارية الحيرة فيه، إلا أنه ما زال يقع أعلى من مستوى الحاجز العلوي له عند 47 وحدة. وقد يستمر هذا المؤشر في فك التشبع والعودة إلى المستويات التي تعود فيها السيطرة للقوى الشرائية في السوق عند مستوى الدعم 37 وحدة. - مؤشر القوة النسبية (RSI): استمر مؤشر القوة النسبية في توجهه السلبي نحو فك التشبع، إلا أنه ما زال يقع أعلى من مستوى 70 وحدة. ومن الواضح أن هذا المؤشر يستهدف منطقة الدعم الواقعة عند مستوى 72 وحدة، وهو المستوى الذي يتوجب مراقبته من حيث استطاعة المؤشر الارتداد منه أو عدمه، وهذا يعني مزيداً من الهبوط ومزيداً من عمليات جني الأرباح. الأداء اليومي للمؤشر العام (Daily): بالنظر إلى أداء المؤشر العام على الفاصل اليومي نجد أن السوق أنهت تداولات نهاية الأسبوع على انخفاض بلغ 252 نقطة، مشكلاً شمعة هبوط تسمى بالسحابة السوداء (Black cloud)، وهي شمعة تشاؤمية تفيد باستمرار الهبوط ومزيد من عمليات جني الأرباح الحادثة في السوق. ومن المتوقع أن يعود المؤشر - وبفعل هذه الشمعة السلبية - إلى مستوى الدعم 11.420 نقطة، وفي حال الحفاظ عليه يتوقع أن يعود المؤشر بأداء إيجابي لزيارة مقاومات المؤشر العام التي يقع أولها عند مستوى 11.685 نقطة، والتي تتوالى بعدها مستويات المقاومة عند 11.762، ويليه مستوى المقاومة اليومي عند 11.964 نقطة، وهو الحد الفاصل عن مستويات 12.000 نقطة، ونعود إلى مستويات الدعم التي يحتمل زيادتها في حال الإغلاق وبكميات كبيرة أدنى من مستوى 11.420، وهو مستوى الدعم 11.175 نقطة، وهو مستوى دعم أفقي يسبق مستوى دعم المسار الحالي عند 11.045 نقطة. والإغلاق أدنى من هذا المستوى بحجم تنفيذ عالٍ قد يعرض السوق لضغوط بيعية بسبب كسر المسار الصاعد الفرعي والبحث عن مستويات دعم أدنى من 11.000 نقطة. وقد يلغي استمرارية الهبوط وتأثير هذه الشمعة التشاؤمية حال استطاع المؤشر العام الحفاظ على مدى تداول هذا اليوم داخل مدى تذبذبات الأربعاء الماضي بين أعلاها وأدناها (11.539 نقطة و 11.796 نقطة) ليتكون لدينا ظاهرة تسمى المرأة الحامل (Harammi)، وهي ظاهرة عاكسة للاتجاه الهابط. الأسهم القيادية في السوق مجموعة سامبا: أنهى سهم مجموعة سامبا المالية تداولاته الأسبوعية عند مستوى 170 ريالا، ورغم انخفاضه القوي نهاية تداولات الأسبوع إلا أن سهم المجموعة بات قريباً من مستويات دعمه بين 168 و162 ريالاً، ويتوقع أن ينهي السهم موجة جني الأرباح الحالية دون أن يشكل مزيداً من الضغط على أداء تحركات المؤشر العام، وخصوصاً إذا دعم السهم بنتائج مالية جيدة للمجموعة، ويقع أهم مقاومات السهم عند مستوى 178 ريالا. مصرف الراجحي: أنهى سهم الراجحي تعاملاته الأسبوعية عند مستوى 130.25 ريال، وقد تعرض السهم أيضا - كما هي حال مجموعة سامبا المالية - لهبوط بسبب تأثر الشركتين بالنتائج السنوية المعلنة لبعض شركات القطاع، إلا أن السهم ما زال يقع عند مستوى دعم قريب عند مستواه الحالي ومستوى الدعم الثاني، وهو مستوى دعم المسار عند 125.5 ريال، وهو المستوى الذي يسبق ما دون 120 ريالاً. وينهي السهم موجة الهبوط الحالية متى ما استطاع إنهاء تداولاته بحجم تنفيذ عال فوق مستوى 135.25 ريال، وخصوصاً إذا دعم هذا الإغلاق بنتائج سنوية جيدة تدعم أداء السهم. شركة سابك: توقفت تداولات سابك عند مستوى 213 ريالا بعد وصولها إلى مستويات قياسية جديدة أعلى من 221 ريالا، إلا أنه عاد ليغلق أدنى من مستوياته القياسية. ويقع السهم أعلى من مستوى دعمه عند 210.25، يليه مستوى الدعم 204.5 ريال. وبكل تأكيد فإن النتائج السنوية لسابك ستمثل الدعم الأكبر لها. وفنياً يعتبر الثبات أعلى من مستوى 217 ريالاً إشارة إلى نهاية موجة جني الأرباح الحالي على السهم. شركة الكهرباء: أنهى سهم شركة الكهرباء تداولاته الأسبوعية على مستوى 16 ريالا. ويقع السهم أدنى من مستوى مقاومته عند 16.5 ريال، يليه مستوى المقاومة الثانية عند 17 ريالا. ويدعم السهم مستوى 15.75 ريال، ومستوى الدعم الثاني عند 15.25 ريال. ولا شك أن تنازل الدولة عن حقها من أرباح سهم الكهرباء سيدعم أداءها في الأيام القادمة في حال تمت الموافقة على تنازلها عن أرباح الشركة لمصلحة المساهمين. محلل أوراق مالية - عضو جمعية الاقتصاد السعودية.