تناولت صفحة الاقتصاد والناس في عددها الماضي يوم الجمعة الموافق 25-12- 1428ه موضوع بيع العطورات المقلدة بالرائحة وليس بالشكل، والتي شهدت إقبالاً منقطع النظير من النساء بالدرجة الأولى، وقد كانت الآراء تقول بعدم وجود فرق بين العطر الأصلي والمقلد، إلا أن تجار الأصلي كان لهم رأي مخالف فخلال جولة (الجزيرة) قمنا بزيارة عدد من معارض وكلاء العطور المعروفين في المملكة، وسألنا عن تأثير العطور المقلدة على الأصلية وقد اتفق جميع الموظفين في المعارض بأن ذلك لم يؤثر ولن يؤثر فمهما يكون فإن للأصلي جمهوره، إلا أن البائع أبو محمد - والذي رفض الإفصاح باسمه - قال: إن مبيعات المعارض بدأت تتراجع بسبب العطور المقلدة، وقال: أعترف لك أنا شخصياً بأنها تساوي درجة الأصلي في الرائحة والتركيز والثبات مع فارق السعر، وكان الأولى بوكلاء العطورات أن يستولوا على تجار التقليد هذه وتكون مصدر رزق لهم بدل من أن تكون مصدر فقر بالنسبة لهم. التجار هناك فرق التقينا برجل الأعمال ومدير مؤسسة الكوكب الكبير الأستاذ أحمد الخالدي الذي أكد لنا وجود العطور المقلدة وإقبال الناس عليها، إلا أنه لم يتفق مع الكثير الذين قالوا إن العطور الأصلية والمقلدة لا فرق بينهما، وقال: إن ذلك قد يكون من ناحية التركيز والرائحة ولكن لا يكون من خلال المواد الكيميائية المستخدمة التي تؤثر على جلد الإنسان من خلال تفاعلها كيميائياً وهذا قد لا يؤثر على المدى القريب لكنه على المدى البعيد يسبب مشاكل صحية. وأكد الخالدي في حديثه للجزيرة بأن نسبة العطور المقلدة في السوق السعودية تتعدى ل40% خصوصاً في ظل غياب الرقابة سواء على المقلدين أو وكالات العطور، فالمقلدين مخالفين للأنظمة وبعض وكلاء العطور يطرحونها بأسعار خيالية تجعل المستهلك يبحث عن الأرخص. وقسم الخالدي في حديثه للجزيرة العطور المقلدة على قسمين منها ما يصنع محلياً ومنها ما يستورد من الخارج كدبي مثلاً التي تعد محطةً للبضائع المقلدة خليجياً. وطالب أحمد النهدي أحد العاملين في مجال استيراد العطور مكافحة الغش التجاري بالتدخل لكشف بعض ماركات العطور المقلدة، داعيا إلى حماية المستهلك بالتدخل للكشف عن العطور المقلدة من ناحية التركيبات الأساسية. يذكر أن خبراء العطور قدروا حجم سوق العطور في السعودية بنحو 3.5 مليارات ريال، حيث يبلغ نصيب العطور الغربية منها ملياري ريال سنويا. الأطباء: طريق للعقم وكان للطب رأي أيد رأي تجار العطور الأصلية، ففي دراسة محلية أجراها الدكتور عبدالقادر العداقي أكد فيها على حجم الضرر الصحي الذي تنتجه العطور المقلدة من خلال الزيادة في نسبة الكحول والمواد الكيميائية، وذكرت الدراسة أن استعمال العطور المقلدة قد يؤدي إلى العقم من خلال تسرب العطر إلى الدم عن طريق الجلد أو الاستنشاق، ويؤكد الدكتور سمير سعد استشاري أمراض الجلدية على أن استخدام هذه العطور المقلدة يؤدي إلى التهابات شديدة وتشوهات في الجلد إضافة إلى ظهور البقع الحمراء والسمراء عند التعرض لأشعة الشمس وتفاعل الأشعة مع المواد الكيميائية ويكون الخطر أكبر عندما يتوقع أن تتسرب المواد الكيميائية إلى داخل الجسم من خلال الجلد وعندها من الممكن أن تؤثر على أجهزة الجسم خصوصاً على الكبد والكليتين، ويضيف الدكتور سمير سعد بقوله إنه من الممكن أن تكون العطور المقلدة سبباً في الإصابة بسرطان الجلد، وحذر الدكتور جمال محمود هاشم أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والعلاج بالليزر بأحد مستشفيات جدة من خطورة استخدام العطور المقلدة على مواد غير معالجة طبيا ولم تتم تجربتها، وفي الأغلب فإن مصنعي العطور المقلدة يستخدمون في تصنيعها مواد غير مناسبة للبشرة بسبب تركيزات غير منضبطة معمليا لتوفير الأموال وتؤدي إلى حساسية البشرة وتهيج للجلد أو حروق من الدرجة الأولى. وغالبا ما يؤثر ذلك على السيدات الأكثر استخداماً للعطور، مما يسبب آثاراً نفسية وشكلية وقد تحتاج بالليزر للعلاج. العطور المقلدة كلفتها عملية تجميلية تقول منى الشماسي: إن استعمالها للعطور المقلدة كان سبباً رئيساً في دخولها المستشفى وقيامها بعملية تجميلية للتخلص من الهالات التي أوجدتها العطور المقلدة على بشرتها محذرة من استخدام هذه العطور لأنها تضر على المدى الطويل وأضرارها لا تظهر الآن ولكن بعد فترة من استعمالها. أين الرقابة تساءل عدد من المواطنين والتجار العاملين في مجال وكالات العطور عن الدور الذي تقوم به حماية المستهلك وأين هي من سحب الكميات الهائلة من العطور المقلدة التي تملأ الأسواق ؟! **** أرقام تتحدث 20 إلى 80 ريال أسعار العطور المقلدة حسب نسبة التركيز. 1000 اسم مستعار نسائي يمارس بيع العطور المقلدة في منتديات شبكة الإنترنت. 70% نسبة أرباح تجارة العطور المقلدة. 3.5 مليار ريال حجم سوق العطور عامة في المملكة. 2 مليار ريال حجم سوق العطور الغربية في المملكة. 80% نسبة الماء والمذيب في بعض العطور المقلدة. 70% من المحلات التجارية تحتوي على عطور مقلدة. 60% من تقليد العطور يكون بالشكل والاسم. 40% من تقليد العطور يكون بالرائحة. 3000 صفحة في الإنترنت يمارس من خلالها الترويج للعطور المقلدة. 250 ماركة عطر فرنسي تم تقليدها.