* يقول نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- والذي ما أصيبت أمة الإسلام أشد من خروج روحه الطاهرة من جسده العطر. * ياأيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيتبي. * مساء الجمعة فجعت منطقة القصيم عامة على دوي خبر الحادث المروع الذي أودى بحياة قائد المنتخب السعودي السابق وكابتن منتخب الخليج لكرة اليد وأحد أبرز من أنجبتهم أندية المنطقة على مر تاريخها الطويل الفقيد عبدالله الوهيب وزوجته وابنيهما محمد وأسامة. * وبقدر قيمة الراحل ومحبة القلوب له يكون عادة وقع الخبر على النفس أشد والمصيبة أوجع، ولذا فقد اعتلت الدهشة وخيم الحزن على وجوه كل من نمى إليه الخبر بغض النظر عن معرفته الشخصية بالوهيب أو قربه أو بعده عنه أو صلته به. * الوهيب عبدالله رحمه الله وأسكنه وزوجته وابنيه فسيح جناته له بسويداء قلوب الرياضيين مكانة لا يعلم رفعتها إلا من أوجدها ونماها ورسخها وواجب الجميع تجاه الفقيد وحرمه وولديه الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة وأن يتقبلهم رب العباد بقبول حسن ويجمعهم مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. * الفقيد ومن خلال متابعتي له بالصالات الرياضية وتحدثي إليه ولقائي به بمناسبات نادرة وعلى عجالة كان نموذجا للتواضع برغم ما حققه من إنجازات وألقاب وشهرة تعدت وتجاوزت صيت العديد من نجوم اللعبة الشعبية الأولى وكان يمثل قدوة بانتمائه الصادق وولائه لناديه ورفضه العديد من العروض والمغريات للانتقال وما زالت ذاكرة المحبين للوهيب تحتفظ بموقفه الحازم تجاه عرض الأهلي الذي تجاوزت قيمته المادية المليون وهو مبلغ خيالي قبل ما يزيد عن خمسة وعشرين عاما للاعب كرة يد فاق بكثير ما قدم للاعبي كرة القدم حينها. * الوهيب ببساطته عاش كرمز للعطاء لناديه ووطنه تعملق وأبدع وسبق عصره، امتاز بالطيبة والتلقائية والعفوية لا يجيد التصنع والتملق وتميز بعزة النفس والبشاشة وحسن التعامل سيبقى إلى ما شاء الله ذكرى جميلة بذاكرة أجيال له عليهم حق الدعاء له ولزوجته وابنيه بعد رحيلهم من حياة فانية ليستقبلوا حياة باقية وما عند الله خير وأبقى. * خالص العزاء لأبنائه وبناته وأشقائه وشقيقاته ولأسرة النادي العربي ولكل منتم لرياضة الوطن ولجل من تفاخر بمعرفته والتقرب منه من ذي صلة قربى أو زمالة فقد كان رحمه الله من الجميع بمثابة الأخ الكبير بقربه وزوجته وأبنائه من كل مسعى خير ومجاورتهم كل مسار بر رحمهم المولى وأعظم أجرهم وألهم محبيهم الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وختاماً لا نقول إلا كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عندما علم بوفاة ابنه إبراهيم: (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله).