مساء الثلاثاء وفي رابع ايام الملتقى كان هناك عرض مسرحي على شرف المشاركين والحضور لفعاليات الاسبوع السردي, فقد تم عرض مسرحية لعبة الكراسي وهي من تأليف فهد ردة الحارثي واخراج أحمد الزهراني وقام بتمثيل هذه المسرحية اعضاء ورشة العمل المسرحي بفرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف. بدأ عرض مسرحية لعبة الكراسي عند الساعة السابعة مساء وذلك بحضور جميع المشاركين في الملتقى والضيوف واعتمد العرض المسرحي على تلازم فكرة الحركة والضوء والذي سجل تقديم الايحاء والتركيز على الحركات التي تصدر من الممثلين في حين ان الضوء اخذ دوره تماما واعطى للعمل بعده التصويري الذي كان ينشده مؤلف هذه المسرحية ومخرجها على اقل احتمال. لم يكن نص مسرحية لعبة الكراسي شاقا او متقنا الى درجة يمكن للمشاهد معها ان يسجل حضوره الكامل,, اذ انه ومن الصعوبة بمكان ان يلتقط اهداف ومرامي الكاتب للنص حتى وان حاول المخرج وفرقة المسرحية ان يضاعفوا الجهد من أجل انقاذ النص من الايغال في ضبابيته وضموره. فالعرض هنا وفي هذا المشهد يحاول ان يرقى بالنص الى مستوى الفهم,, بل ان هناك تكلفا واضحا في محاولة ايصال فكرة المسرحية,, فهي تعتمد على جملة من الشخوص المكونين من خيال الكاتب والذي يحاول به ان يصل بين فكرين نقيضين واحد يريد الاستحواذ على الكرسي فيما يكون الآخر اكثر تطرفا ليجعله الحبيب الاوحد له مخلفاً لدى المشاهد فهماً عادياً لسر هذه العلاقة بين الرجل والكرسي. ولم يكن حضور المسرحية قد استصعبوا هذا النوع من الطرح لو ان الامر لا يخلو من مكابدة ان كان المتلقي لهذه المسرحية من الحضور العادي,, فتداخل الحضور مع المسرحية ممكن في تلك الامسية فهم على دراية كاملة بما يرمي اليه الكاتب والمخرج. في نهاية المسرحية تبادل الحضور واعضاء المسرحية الاحاديث وتجولوا في معرض الصور التي ترصد الاعمال المسرحية منذ تأسيسها في مطلع التسعينيات الهجرية والتي شهدت جهودا مسرحية عديدة اسهم بها كتاب المملكة العربية السعودية، واخرون من البلاد العربية الاخرى. الجدير ذكره ان مسرحية لعبة الكراسي شاركت بالعديد من الملتقيات العربية وحازت على اخر جائزة في مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة العام الماضي,, كما ان ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون فرع الطائف هي من انشط الورش المسرحية والتي شاركت باكثر من مناسبة، ومثلت المملكة باكثر من مهرجان. *** أسبوع السرد,, ثقافة السياحة وفي محاولة من لجنة التنشيط السياحي والتي أسهمت في هذا الملتقى الى جانب المكتبة العامة ومن اجل التعريف بمحافظة الطائف بوصفها علما سياحيا بارزا اعدت العديد من الجولات الميدانية للتعريف بالمنطقة واثارها. فمن اجل ان تكتمل صورة التعاون بين الثقافة والسياحة كان هناك العديد من اللقاءات الادبية، والثقافية التي تعرف بما لدى الاديب والباحث والمثقف في الطائف,, فكان هناك اكثر من لقاء واكثر من مقابلة في هذا المجال. مصائف الطائف كانت مسرحا لبعض المطارحات القصصية والنقدية اذ شهدت المدينة ومصائفها الرائعة اسبوعا حافلا بالنشاط السردي الذي يمثل قدرة الانسان الذي لا يشغله الا الابداع والتواصل الانساني في وقت تنزوي بعض الاسماء الى ابعد مكان خوفا من وضوح الرؤية، وحميمية اللقاء الذي يجسد صورة الوفاء للمنجز الثقافي الذي يعده المبدع الجاد هو رسالته الحقيقية. فقد أعد الدكتور عالي القرشي، والاستاذ محمد المنصور الشقحاء، والاستاذ محد قاري السيد، والاستاذ خالد اليوسف، والاستاذ خالد الخضري هذا الملتقى بشكل جديد رغم ما خرج به من بعض النتئاج التي قد لا تحسب لصالحه لعدم وجود الجماهيرية الكافية التي يبحث عنها أي ملتقى,, فرغم ذلك استطاعت جهود هؤلاء ان تصل بالملتقى الى المستوى المطلوب، والهدف المنشود واجمل ما في هذا اللقاء من منظمين وحضور انهم لم يلتفتوا كثيرا الى تلك المثبطات التي كانت تحاول ان تنال منه فهو في الاساس فكرة جميلة يمكن ان تنجح او تفشل لكنها وبفضل جهود القرشي، والشقحاء، والقاري، واليوسف، والخضري استطاعت ان تحقق وجودها، وتثبت القصة القصيرة انها فن انساني شامخ يكفينا فخرا ان نتعامل معه على هذه الدرجة من الصدق والتلقائية. *** اليوسف يُعَدُّ بيبليوجرافيا عن الحميدان أعد القاص والبيليوجرافي خالد أحمد اليوسف رصدا شاملا ودقيقا لحركة التأليف والنشر الادبي للعام 1999 2000م 1420 1421ه واعد كذلك بيبلوجرافيا عن القاص والروائي السعودي ابراهيم الناصر الحميدان,وقام اليوسف بإعداد هذا العمل الضبطي ليكون اسهاما علميا منه,, وتواصلا مع هذا الملتقى الذي عقد في مدينة الطائف هذا العام, وقسم اليوسف ضبطه البيبلوجرافي الى قسمين، الاول منه رصد لحالة التأليف، وحركة النشر بالمملكة بشكل عام لنقف على اجمالي ما تم نشره في العام الماضي من كتب ومؤلفات بلغت نحو (97 كتابا وبحثا) جاءت مقسمة على هذا النحو: 1) 27 كتابا اصدرتها الاندية الادبية. 2) 24 كتابا أصدرتها دور النشر المختلفة. 3) 42 كتابا لدور نشر مختلفة. 4) بحوث بيبليوجرافية في دوريات محلية. وتؤكد الدراسة على ان الشعر والقصة القصيرة هي الابرز في منطق التأليف والنشر، فيما جاءت الاعمال المسرحية ضعيفة جدا ربما لم تتعد عملا مسرحيا واحدا تمت طباعته في الداخل,وجاء القسم الثاني من هذه (البيبليوجرافيا) مخصصا للروائي والقاص ابراهيم الناصر الحميدان الذي افنى جل عمره في الكتابة الادبية وتفاني من اجل الابداع الذي توجه كما تشير هذه البيبلوجرافيا بإصدار ثلاثة عشر عملا ادبيا ابداعيا في القصة والرواية,, فضلا عن ذلك فإنه يمتلك عددا من المخطوطات الابداعية التي لم تصدر حتى الآن,وتتكون تجربة الحميدان على هذا النحو: 1) الاعمال الروائية والقصصية 12 عملا بين الرواية والقصة. 2) الدراسات التي تناولت اعماله، 30 دراسة نقدية 3) اللقاءات والمقالات 18 مقابلة ولقاء. 4) المحاضرات، محاضرة واحدة. 5) المقالات مقالتان. 6) الندوات 3 ندوات. وتعد هذه البيبليوجرافيا للاستاذ اليوسف عملا علميا مهما يسلط الضوء على حركة التأليف والنشر، وتلفت الانتباه الى ادبنا المحلي وابراز دور الجهات الثقافية والادبية التي تقوم بطباعة هذه الابداعات. بيبليوجرافيا هذا العام تستقصي كل الاعمال الادبية دون ان تميز بين لون وآخر,, بل إنها تجمع كل ما يصدر من الاندية الادبية بالمملكة وكذلك دور النشر المختلفة في الداخل والخارج,ويهدف هذا التحليل البيليومتري لهذه البيبليوجرافيا الى ان نخرج كقراء بنتائج حصرية، ونقاط موضوعية مما جاء فيها من معلومات، وارقام ومن ثم الخروج باستنتاجات قرائية اولية (حولية) لما يطرح في ساحتنا الثقافية والادبية من كتب وإصدارات يطمح فيها الكتاب والمؤلفون الى ان يصل نتاجهم الى القارىء وفق معطيات علمية تسجل انتشاره ومدى جدية التعامل معه كمنجز أدبي يفترض فيه تحقيق المتعة والفائدة,وللقاص اليوسف تجربة طويلة مع البيبليوجرافيا اذ اصدر وعلى مدى اعوام مضت العديد من البيبليوجرافيات الخاصة بالادب والثقافة,, والشخصيات الادبية والانتاج الابداعي من شعر وقصة ورواية اضافة الى اهتمامه بالادب المحلي بحصره واعداده للقراء من اجل ان تعم الفائدة وتتحقق اهداف التأليف والنشر.