,, هل,, تستطيع ضرب الهواء؟!,, أو الصراخ في الماء؟! أو مسك السحاب؟! أو لطم الفضاء؟! فرغم هذا الكون الشاسع,, أنت مجرد بشر,, لك قدرات محدودة,, تفوح منك رائحة الضعف أمام قدرات خالق هذا الكون!! ,, أنت بشر,, مهما كانت قدراتك على التكيف مع الحياة ومهما كانت طموحاتك تصل الى قمم الجبال فأنت تخضع لطبيعتك البشرية ولحدودك التي خلقها الله,,!! كما أنك تتكيف مع محيطك الاجتماعي,, وفق إمكاناتك والطبيعة البشرية تتفاوت في الكثير من السلوكيات التي تجعلنا نفرق بين النماذج الإيجابية وفي المقابل لها النماذج السلبية!! ومع هذا فأنت تحاول التكيف رغم كل الاختلافات وتتساءل في نفسك الى أي حد أنت شخص مجامل؟! وأي نوع من المجاملة تمارسها؟! ومن يفرضها عليك؟!! مجتمعك؟! تربيتك؟! موقع عملك؟! تعليمك؟! كل الأسئلة,, تجدها أمامك حينما تشعر بأنك تحاول وضع الاعتبارات لمختلف الشخصيات التي تلتقي بها في حياتك الأسرية والعملية وفي المحيط الاجتماعي بشكل عام!! ولأن المساءات المضيئة تكثر بأفراح عديدة ومتنوعة حسب الأحداث الاجتماعية لأفراح الاعراس والتخرج ولزيارات الأقارب من مناطق أخرى ولقدوم المولود وغيرها من مناسبات تكثر بها أيام السرور في محيط مختلف الأسر، وهذه المساءات بعضها إضافة لنا في لقاء الأقارب وتبادل الزيارات وصلة الأرحام,, وتبادل أيضا الثقافات وإثراء مساحة الفكر، والبعض الآخر من هذه المساءات يشكل ثقلاً اجتماعياً يجبرنا أحياناً على احتماله (تحت بند المجاملة) واكثر الأحيان نرفضه ونضطر للحرج الاجتماعي في وضع مختلف الاعذار عند عدم رغبتنا في حضور مساءات غير مثمرة!! والأهم أننا عندما نشكل لأنفسنا هوية معينة لانحتاج لتلك القدرات في اقناع جميع المحيطين بنا بأننا قد نحتمل ما لا نريد بهدف كسب الرضا,,!! مهم جداً أن يعي المحيطون بنا ما يتناسب معنا وما يتنافر,, وأن مختلف المناسبات قد نحتمل بعضها وقد نرفض بعضها الآخر وبذلك نخفف عن انفسنا الثقل الاجتماعي وخصوصا في مناسبات الأعراس,, حيث نجبر وبالقوة على تجنيد انفسنا في الجلوس رسمياً على الكراسي وبالتالي الانصات الى شطارة ضاربات الدفوف ومتابعة حركات كل من تهوى التمايل,, لانك ايضا تضطر الى السكوت فلا مجال للحديث وضاربة الدف تمارس عملها,,!! وعندما تقرر ألاّ تحضر,, هذه المناسبات,, البعض سيقول بدافع الالتزام (ما شاء الله عليها,, متدينة) والبعض الآخر سيقول (مثقفة ولا تضيع وقتها) وآخرون سيقولون (تعلمت,, وتمركزت وتكبرت علينا) وقليل,, من يرى أن الوعي والنضج كفيل بأن يجعلنا نرى الأمور في موازينها الحقيقية فكيف نفرح بدون أن نسرف في الوقت؟! وكيف نوجه هذا الوقت ونستغله بدون ان نهدره في مناسبات صاخبة نهايتها صداع للرأس,,!! كيف نطور المفاهيم الاجتماعية لدى المرأة أولاً في كيفية الاحتفاء بمختلف المناسبات وبكل واقعية وبساطة بعيداً عن اختراق اللامعقول في ضرب الهواء أو الصراخ في المساء!! نحن بشر لنا قدرات ولنا طاقات فكيف نحتمل إيذاء أنظارنا وأسماعنا ومختلف حواسنا على مدى ساعات طويلة لمجرد حضور مناسبة اجتماعية أصحابها هواة لكل ما هو غريب وجديد وفي نفس الوقت مزعج!! حتى نصل الى مرحلة التفاعل مع أفراحنا بدون هلاميات,, بدون رتوش تجعلنا مجرد مقلدين,, منقادين,, بدون هوية!! وبدون وعي أيضا بأننا نحتاج الى توجيه ما لدينا من طاقات لخدمة العقول لا تخديرها بالقشور!!