الأستاذ يوسف بن محمد العتيق المشرف على صفحة وراق الجزيرة حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, أما بعد: فقد اطلعت على المسطور في افتتاحية وراق الجزيرة يوم الأحد 23/3/1421ه التي اقترحتم فيها على جهاتنا البحثية والثقافية تقديم المشروعات التراثية من بعض الاعلام كحمد الجاسر وابن خميس والعقيلي والعبودي وابن جنيدل وغيرهم للجيل الجديد الذي تنقصه الخبرة والممارسة. وقد كان اقتراحكم جميلاً ومفيداً أرجو أن تأخذ به الجهات المعنية لما سيكون له من اثر فعال في اثراء ساحتنا الثقافية وفق اسس صحيحة، نظراً لأهمية الخبرة والممارسة في هذا المجال. والذي أراه إتماماً لاقتراحكم ومؤازرة له أن الاستفادة المثلى من هؤلاء الاعلام تكمن في وجود عدد من طلاب التاريخ ومحبيه والمهتمين به يملكون الحماسة والجد والاجتهاد، ولكنهم يفتقدون الخبرة والممارسة، فهم بحاجة إلى توجيه من اولئك الاعلام الذين اشرتم إليهم، وفق آلية محددة ترعاها بعض الجهات البحثية كدارة الملك عبدالعزيز، التي يقع عليها عبء حفظ تاريخ هذه البلاد وتراثها. وما توجيه سمو الأمير سلطان بتزويد دارة الملك عبدالعزيز بوثائق الملك عبدالعزيز سيرته وحكمه في الوثائق الأجنبية المستخلصة من عدد من الأرشيفات العالمية إلا تأكيد على أهمية رسالة دارة الملك عبدالعزيز وضرورة تفعيل مناشطها. ملخص اقتراحي هو انه بالامكان ان يرعى كل علم من اعلام تاريخنا المتميزين متدربين او ثلاثة يعملون تحت إشرافه ميدانياً وتوجيهه، وبذا نجمع بين الخبرة متمثلة في ذلك العلم وبين الحماسة والنشاط ممثلة في المتدربين الشباب. كما يمكن ان تكون هناك مشروعات علمية ميدانية بإشراف هؤلاء الاعلام للحصول على الدرجات العلمية من ماجستير ودكتوراه وترقيات علمية، لأن الاستفادة العلمية ستكون أكبر من الدراسة النظرية المجردة، بدون إشراف خبراء مثل هؤلاء الاعلام. نعم بعض الاعلام قد لا تسعفهم ظروفهم الصحية للاستجابة لهذا الاقتراح، ولكن البركة والنفع في البعض الذين يمكنهم توجيه الجيل الجديد وفق الآلية التي أشرت إليها. وختاماً أكاد اجزم بترحيب جهاتنا البحثية والثقافية والعلمية بهذا الاقتراح لأهميته، واتمنى ان يستجيب اعلامنا الافاضل له، لما فيه من عطاء يرد جميل الوطن، ويحقق فائدة للمجتمع ترتبط بأسمائهم وما بذلوه من علم وتوجيه. لقد كان المأمول ان يؤخذ بهذا الاقتراح مبكراً حتى لا تحدث فجوات مخيفة عند رحيل الرواد الممارسين وخلو الساحة إلا من جميل يملك الحماسة ولا يملك ادوات البحث الميداني باصوله الصحيحة القادرة على النقد والتحليل الموضوعي. وأؤكد الآن: أن الأوان لم يفت بعد لتحقيق هذا الاقتراح الذي سيظهر أثره في اجيال متعاقبة قادمة, هذا وبالله التوفيق،،،