قبل أسابيع قليلة لم يكن قد تبقى من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2008) سوى ثلاث جولات، وبدا أن العديد من الفرق والقوى الكروية الكبرى ستتابع النهائيات من مقاعد المتفرجين. وأحاطت الشكوك بفرص منتخبات إنجلترا وإيطاليا بطلة العالم وإسبانيا وتركيا وكذلك البرتغال في التأهل للنهائيات التي تستضيفها النمسا وسويسرا بالتنظيم المشترك منتصف العام المقبل. وفي المقابل ارتفعت فرص منتخبات روسيا وأسكتلندا والنرويج والدنمارك وصربيا في التأهل للنهائيات على حساب هذه الفرق الكبيرة. ولكن الجولات الثلاث الأخيرة قلبت الأمور رأسا على عقب في التصفيات، حيث نجحت جميع الفرق الكبيرة في التأهل للنهائيات باستثناء المنتخب الإنجليزي الذي خرج صفر اليدين لصالح المنتخب الروسي. وكان الصراع على بطاقتي التأهل في المجموعة الخامسة هو الأكثر إثارة في هذه التصفيات حيث تنافست عليه منتخبات إنجلترا وإسرائيل وكرواتيا وروسيا. ونجح المنتخب الروسي في تحويل تخلفه بهدف إلى فوز ثمين على ضيفه الإنجليزي 2-1 في موسكو ليصبح المنتخب الروسي في الموقف الأفضل للتأهل، حيث أصبح الفريق في حاجة للفوز في مباراتيه الأخيرتين بالتصفيات على منتخبي إسرائيل وأندورا ليضمن التأهل إلى النهائيات بغض النظر عن نتائج المنتخب الإنجليزي. ولكن الموقف لم يكن كذلك فقد سقط المنتخب الروسي في فخ الهزيمة 1-2 أمام نظيره الإسرائيلي ليستعيد المنتخب الانجليزي فرصته القوية في التأهل للنهائيات، حيث أصبح في حاجة فقط إلى نقطة التعادل من مباراته الأخيرة في التصفيات أمام ضيفه الكرواتي الذي حجز بالفعل البطاقة الأولى من هذه المجموعة إلى النهائيات. ولكن تأتي الرياح أحيانا بما لا تشتهي السفن؛ حيث تقدم المنتخب الكرواتي بهدفين على نظيره الإنجليزي في المباراة التي جرت بينهما باستاد ويمبلي الجديد. ورغم نجاح المنتخب الانجليزي في تحقيق التعادل 2-2 نجح المنتخب الكرواتي في تسجيل هدف الفوز 3-2 قبل 13 دقيقة من نهاية المباراة. وفي المجموعة الثانية كان المنتخب الأسكتلندي أقرب ما يكون من التأهل للنهائيات بعدما تغلب على المنتخب الفرنسي ذهابا وإيابا، ولكن الهزيمة المفاجئة أمام مضيفه الجورجي صفر-2 أعادت المنتخب الإيطالي بطل العالم إلى المقدمة مجددا. ومن ثم أصبح المنتخب الإيطالي في حاجة إلى نقطة التعادل فقط من مباراته أمام مضيفه الأسكتلندي في الجولة الأخيرة من التصفيات ليتأهل إلى النهائيات، وبالفعل نجح أبطال العالم في التغلب على أسكتلندا 2-1 في المباراة التي أقيمت في جلاسجو ليتأهل مع المنتخب الفرنسي عن هذه المجموعة إلى النهائيات. وانتزع المنتخب البولندي البطاقة الأولى للمجموعة الأولى للنهائيات متفوقا على نظيره البرتغالي الذي لحق به إلى النهائيات، كما حجز المنتخب اليوناني حامل اللقب بطاقة تأهله للنهائيات بجدارة بعدما مني بهزيمة واحدة فقط في مشواره بالتصفيات وكانت أمام ضيفه التركي 1-4 مقابل تعادل واحد وعشرة انتصارات رفعت رصيده في نهاية التصفيات إلى 31 نقطة. ولكن البطاقة الثانية في المجموعة لم تذهب إلى المنتخب النرويجي الذي تمنى الكثيرون تأهله للنهائيات حيث كان الفريق في حاجة إلى نقطة التعادل فقط من مباراته أمام المنتخب التركي في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات، ولكن المنتخب التركي حقق الفوز 2-1 على مضيفه النرويجي في أوسلو ثم تغلب على المنتخب البوسني في الجولة الأخيرة من التصفيات ليتأهل إلى النهائيات. وتمكن المنتخب التشيكي من التغلب على مضيفه الألماني 3-صفر لينتزع صدارة المجموعة الرابعة في التصفيات بعدما ضمن المنتخب الألماني التأهل مبكرا. وسجل المنتخب الألماني 35 هدفاً في 12 مباراة خاضها بالتصفيات ليكون الأفضل هجوماً بين جميع المنتخبات المشاركة في التصفيات. أما المنتخب الإسباني فقد عانى هو الآخر في المجموعة السادسة بالتصفيات بعدما خسر مباراتين متتاليتين أمام إيرلندا الشمالية والسويد، ولكنه طوّر من أدائه في المباريات ليفوز في النهاية بصدارة المجموعة بفارق نقطتين أمام المنتخب السويدي الذي تأهل معه للنهائيات. وكان آخر الفرق المتأهلة للنهائيات التي تجرى قرعتها بعد غد الأحد في مدينة لوكيرن السويسرية هما المنتخبان الروماني الذي صعد لقمة المجموعة السابعة في التصفيات برصيد 29 نقطة والهولندي الذي احتل المركز الثاني في المجموعة نفسها برصيد 26 نقطة.