سجلت أسعار أصناف (رطب) في أسواق الأحساء خلال الأسبوع الحالي تراجعاً ملحوظاً بلغ مستويات لم يصلها منذ أكثر من عام، إذ نزل سعر الكيلو جرام الواحد لبعض الأصناف إلى ريالين فقط، فيما نزل سعر أجود أنواعه إلى خمسة ريالات لصنف رطب الخلاص بعد أن تجاوز في وقت سابق ثمانية عشر ريالاً للكيلو جرام الواحد للأصناف المبكرة (البواكير) وذلك بسبب فائض الإنتاج وإغراق الأسواق ونقاط البيع المنتشرة في مدن المحافظة وقراها وهجرها بكميات ضخمة من مختلف أصناف الرطب. وأكد بعض المزارعين أن خسائرهم فادحة في محصول رطب الأصناف المتأخرة من الموسم الزراعي الحالي لجني الرطب في المزارع بواحة الأحساء مع الهبوط الكبير في السعر، وقدر بعضهم تكلفة زراعة الكيلو جرام الواحد المتوسط أصناف الرطب بعشرة ريالات. وأوضح الحاج سلمان بن صالح المكينة من سوق التمور بمحافظة الأحساء أن أبرز أسباب تدني سعر الرطب في الأحساء التسرع في بيع كميات كبيرة من الرطب خلال فترة زمنية محددة وقصيرة جداً ومخاوف تعرض المحصول للفساد نتيجة تعرضه للحرارة في حالة بقائه وعدم بيعه. موضحاً أن المزارع عادة ما يجني الرطب ويحاول بيعه في أسرع وقت دون تأخير كي لا يتعرض للفساد وعندها يضطر لبيعه بأقل الأثمان.. مشيراً إلى أنه يفترض أن يكون سعر الكيلو جرام من الرطب أعلى من سعر الضعف إلا أن ذلك لم يتحقق في الوقت الحالي، بل على العكس تماماً فقد سجلت أسعار تمور الخلاص ارتفاعاً كبيراً متأثرة بحجم الطلب الكبير بسبب جودته ونظافة تعبئته وحفظه بالطرق السليمة، وأسهمت وبشكل كبير في رفع حجم الاستهلاك المحلي إلى نسب مرتفعة عطفاً على أن تمور الخلاص الحساوي تحظى بقبول كبير لدى الجاليات الإسلامية في مختلف بلدان العالم، بالإضافة إلى تفوقها غذائياً. وأشار المكينة إلى أن الإقبال ضعيف جداً في الموسم الحالي على الرطب على الرغم من جودته وذلك بسبب سفر كثير من أبناء محافظة الأحساء إلى الخارج لقضاء العطلة الصيفية بجانب حرص كثير من أبناء الأحساء على زراعة أشجار النخيل في منازلهم، ومنها يجنون ثمارها دون الحاجة إلى الشراء. مؤكداً أن السعر الحالي غير مجدٍ للمزارعين نظير ما أنفقوه لإنتاجه طيلة موسم زراعته والعناية به، وكذلك أجور العاملين والتعبئة والنقل. وتوقع أن تشهد أسواق الأحساء زيادة في الطلب على شرائها مع قرب دخول شهر رمضان الكريم وبداية العام الدراسي. وأشار المزارع طاهر بن عبد الله العيسى إلى أنه باع إنتاجه بخسارة تصل إلى أربعين في المائة، واصفاً أسعار بعض أصناف الرطب بأنها تكاد تكون (مجانية). كما أكد عدد من الباعة والمزارعين في محافظة الأحساء على ضرورة صدور قرار ينص على تسهيل إجراءات تصديره إلى مختلف دول العالم، موضحين أن البيع في الدول العربية والدول الأجنبية والصديقة للرطب هو بمثابة المنفذ الوحيد لتصريف الكميات الفائضة من الإنتاج التي يمكن من خلالها تعويض الخسائر.. وطالبوا الجهات المعنية عن الزراعة والتصدير برفع إنتاج الرطب إلى الخارج مع مراعاة اختصار المدة التي تستغرقها إجراءات التصدير لضمان وصولها إلى مختلف دول العالم سليمة محتفظة بجودتها، ولا بأس في استخدام الطيران لتصدير كميات منها إلى الدول البعيدة. وتوقع محمد بن علي بن حسين الملا أنه في حال تطبيق تصدير الرطب، فإن السعر سيكون لصالح المزارع والمستهلك، مؤكداً أنه لا صعوبة في ذلك.. كما أن المملكة تستورد مختلف الفواكه والخضراوات من جميع أنحاء العالم وتصل إلى جميع الأسواق السعودية محتفظة بجودتها، لافتاً إلى أنه من الأولى أن تقوم الجهات المعنية في المملكة بالتعامل بالمثل، بحيث يتم التصدير إليهم بالطرق المتبعة معهم في استيراد محصولاتهم ومنتجاتهم الزراعية وخلافه. وأضاف الملا أن في تلك الخطوة تحقيق الهدف المنشود؛ وهو تنمية الاقتصاد المحلي وتنمية الاستثمارات المحلية في القطاع الزراعي وتشغيل الشباب السعودي والحد من البطالة الزائدة.