السياحة والوطن

إن المتتبع لما يجري على أرض عسير من منجزات حضارية يلمس الأثر السحري لجعل السياحة خياراً استراتيجياً لمنطقة عسير ، إذ تشهد منطقة عسير ازدهاراً اقتصادياً ينمو بخطى حثيثة وبشكل يبعث على الفخر والاعتزاز بقيادة هذا الوطن الغالي وأبنائه المخلصين ، فمن خلال لجنة التنشيط السياحي والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل استطاعت منطقة عسير أن تشهد تطوراً ملموساً في الفعاليات السياحية ، أضف إلى ذلك أن هذه اللجنة قد استطاعت أن تحقق نجاحاً متميزاً في رفع مستوى الجذب السياحي في المنطقة ، مما كان له أكبر الأثر في تنشيط الحركة الاقتصادية ، فما نراه من برامج سياحية متجددة في كل صيف مؤشر على تفعيل دور السياحة الاقتصادي من خلال تطوير الفعاليات بروح ابتكارية ، ومثال ذلك مستجدات فعاليات مهرجان أبها 1421ه ، مثل معرض القوات المسلحة ومعسكر الفتيان ومجال الإبداع لتطوير تلك الفعاليات ما زال رحباً جداً.
والسياحة كخيار استراتيجي لهذه المنطقة له متطلبات كثيرة ترتكز على القطاعات الاقتصادية الأخرى ، مما يجعلها تتسم بالشمولية ، فلا بد من تفعيل قطاع الصناعة وقطاع التجارة وتنشيط الحركة الفكرية والثقافية.
وقد شهدت منطقة عسير الكثير من الفعاليات التي تدخل في نطاق سياحة المؤتمرات مما سيكون له أكبر الأثر في إثراء الجانب الثقافي والاقتصادي على حد سواء.
ومتطلبات السياحة تشمل أيضاً تشييد الصروح الاستثمارية التي تفعّل الاقتصاد من خلال تفعيل مدخراته واستثمار قدرات أبناء الوطن ، فها نحن اليوم نرى صرح مؤسسة عسير للصحافة والنشر يقف شامخاً ومشيراً إلى جمال إبداع التصميم في بنائه وبما هو مأمول في مستقبل عطائه إلى ابن هذا الوطن ، وكأني بهذا الصرح يقول هاأنذا أجسد رؤية أمير منطقة عسير خالد الفيصل وأثمّن مساهمات رجال الأعمال وأعكس إبداع أبنائها في التشييد والبناء.
وما أجل دور رجال الأعمال عندما يتجسد في منشآت اقتصادية مثل مؤسسة عسير للصحافة والنشر والتي تتشرف اليوم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله لافتتاح مبناها.
هذا الصرح الذي أضاف للمنطقة معلماً معمارياً وثقافياً مميزاً، ولعل قطاع الأعمال أصبح يشكل ركيزة فاعلة في البناء ، وقد أدرك ابن هذا الوطن ذلك فانطلق يسهم في البناء كرجل أعمال ، فكان عطاؤه واضحاً للعيان ، فرجل الأعمال الإعلامي أعد الدراسة لهذا الصرح ، ورجال الأعمال المستثمرون حشدوا القوى والإمكانات المالية لتشييد البناء ولجعل هذا الكيان صرحاً فاعلاً في هذا الوطن ، ورجل الأعمال المهندس صمم بإبداع وشيد بمهارة ، فأتقن وأجاد ولعل هذا يجعلنا نشيد بالدور الذي قام به المهندس علي شار في تصميم وتنفيذ هذا البناء.
وهذا التكامل والتفاعل بين رجال الأعمال لتحقيق الانجازات لم يكن ليتحقق لولا وجود البيئة المناسبة التي ننعم بها في هذا الوطن الغالي.
وهذه البيئة التي تساعد على الانجاز والابداع وتفعيل عناصر الاستثمار ليست إلا وليدة للتوجهات الحكيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وما رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام لفعاليات مهرجان أبها 1421ه ، وافتتاح مبنى مؤسسة عسير للصحافة والنشر إلا تأكيد على التقدير الكبير الذي توليه قيادة هذا البلد للمنجزات التنموية الفعالة.