ورهانات التقنية وسباقاتها متعددة, فالعلم التجريبي ، والعقل العملي والتفكير العلمي أو العقلي، انتجت حضارة مغايرة، وأقرت مفاهيم جديدة، حتى لقد اختلف المفكرون حول الفروق الرئيسة بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ولا سيما أن حركات التنوير والإصلاح الديني (علمنا) العالم، وأخرجا الدين المسيحي المحرف من متن الحياة إلى هوامشها ومن الحاكمية إلى المحكومية, هذه الأجواء المشحونة، بالتوتر والشك والتساؤل والرفض والتجريب وتوثين العلم، أعطت الآلة مزيداً من التمكن, ورحلت بها من الفعل إلى التفكير ومن الحركة إلى التخزين، وكأني بالتقنية ترى نفسها سيدة الموقف، ثم إن التفكير الديني والتفكير العلمي والفعل العاطفي والفعل العقلي، انتجت مذاهب وتيارات وقيما وتصورات مزقت الوحدة الفكرية، داخل الوحدة الإقليمية والوحدة الحضارية، وتخطت بالعالم إلى حافة الصراع والصدام, ولأن الإسلام يؤمن بالتفكير العلمي والعقلي، ويدعو الى العلم وإعداد القوة ويضع اهمية للمرجعية النصية والرجوع اليها في التنازع فإنه لن يتهمش ذاتيا، وإن همش في بعض الخطابات العلمانية الشاملة، والإسلام لا يوصف بالضعف ولا بالتخلف، وإنما يوصف المسلمون في بعض مراحل حياتهم بذلك، وتلك من سنن التداول والتدافع والتمانع: (وتلك الايام نداولها بين الناس), (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض). والتقنية أحدثت صدمة سميت بصدمة المستقبل، أو الصدمة الحضارية، وهي إذ تستدرج العالم لتهميش حضارة الأمس، تستدرجه لتهميش الانسان من خلال التحول من مركزية الإنسان إلى مركزية المادة, لقد كان الإنسان يعتمد على تفكيره لإنجاز عملية حسابية أو عمل حرفي, وكان يستخدم قلمه في رصد معلومة طارئة، ويستخدم يده لإنجاز عمل ما، ويمشي برجله للوصول إلى مكان ما, ويستعين بالمواجهة الشخصية لإبلاغ ورسالة ما، ولكنه اليوم اعتمد على الآلة لانجاز كل شيء، ولست أشك أن هناك تنافسا خفيا يعتمل في أعماق الإنسان الآلي الذي فاق قدرات الانسان البشري في الحركة والتخزين وسرعة الاستحضار والانتقال وقوة الاحتمال وتعدد المجالات والذكاء والتفكير والإدارة أزرار يدير بها الإنسان العالم، وهو متكئ على اريكته أو مسترخ على سريره يخترق بها فضاءات متعددة ويستحضر معلومات مكثفة ويقف على احداث فورية ويقضي على امم آمنة مطمئنة ويطلع على مجاهيل لم تطأها قدم إنسان، ولولا التقنية المتقدمة لما تحقق شيء من ذلك, ومن هنا لا يمكن أن نجهل علاقة التقدم العلمي بكل وجوه الحياة، وأحسبه من النوازل ذات العلاقة (بالفقه الإسلامي). وكيف لا يكون، والآلة الطبية تدخل في حياة الإنسان، وتحدد مصيره، والفقهاء اليوم لم يحسموا الامر في حالة مريض ترتبط حياته بالأجهزة، هل يظل عليها أم يترك لإمكانياته الذاتية ليموت على الفور؟ وهم يختلفون في انتهاكات الآلة الطبية وغير الاخلاقية، بل يختلفون حول نقل الأعضاء ومعالجة العقم والأرحام المستعارة والاستنساخ وما هو قادم أدهى وأمر، كل ذلك معطى تقني ، يتحدى المجمعات العلمية والفقهية، ويحفزها على البحث عن فضاءات دلالية جديدة في النص التشريعي. فالتقدم الثقافي والاجتماعي والارتقاء الحضاري والتنبؤ الدقيق بالمستقبل والتقدم التعليمي الإبداعي، كل ذلك وثيق الصلة بالتقنية ، وليس من شك، ان الثقافة مجموع المكتسبات، والتقنية هي التي تسيطر على انتاج المكتسبات, ومن ثم أصبح بين (الثقافة) و(التقنية) عموم وخصوص, ولست هنا معنيا بالمفاضلة، فالحاجة هي التي ترتب الأهميات والأولويات, إن الهدف الأول هو إحكام السيطرة وإتقان التعامل مع كل الطوراىء، وتوظيف الامكانيات لخدمة الحضارة وتأكيد حضورها وتمكينها من مواجهة الحضارات المهيمنة, الحضارة الإسلامية تواجه تحديات وحرباً شرسة منظمة، ومن مهمات النخب الغائبة التفكير الجاد في تفعيل مفردات تلك الحضارة المنتهكة لكي تأخذ وضعها الطبيعي ومكانتها، ولا يتحقق التعايش المتكافىء الا بإعداد القوة المرهبة، سواء كانت: سلمية أو حربية، وليس شرطا الدخول في مواجهة، وإنما القصد الردع والإرهاب، لقد حققت الحضارة الإسلامية انتصارات على كل الأصعدة وعبر فترات تاريخية، واكتفاؤنا بالافتخار، يضعنا رهينة للتاريخ, إننا بحاجة إلى الفعل الحضاري المنظم، لنكون أبناء حاضرنا مستبطنين ماضينا، ولكي نحقق التكافؤ، لابد من تناول الأشياء بعقلية وعلمية وتفكير سليم، والإسلام يضع للعقل مكانته، وللعلم أهميته، والتفكير فريضة إسلامية، ولأهمية العقل جعله الإسلام مناط التكليف،والعالم أنجز هذه المخترعات باستغلال الإمكانيات العقلية. ومثل هذا التناول العقلي والعلمي من متطلبات المرحلة المعاشة, فالعالم اليوم يعيش حالة استثنائية، كاد فيها الإنسان الآلي أن يهمش الإنسان البشري, وكادت الممارسات والمواضعات السائدة تخرج الإنسان العربي من متن الأداء إلى هوامشه، ليكون ثانويا أو معطلا، وهو إلى التعطيل أقرب, ومن المؤلم أنه يمارس في ظل إمكانياته الضعيفة أعمالا مصيرية، ويدفع بقوة لتوقيع اتفاقات ملزمة للأجيال القادمة، وتفكيره منصب على التفاوض دون المقاومة، وعلى التطبيع دون الاستفادة، ولو أنه قبل بالواقع، وعمل على تجاوزه بقدرات ذاتية لكان خيراً له، والعالم العربي الذي يدخل الألفية الثالثة، يتهافت على بوارق التجديد دون تصحيح لواقعه، وظاهرة القطب الواحد تحاول تثبيت الواقع وشرعنة الظلم، والعالم الثالث تبدو استجابته سريعة، لا يحكمها توقيت ولا تقدير, وما لم يتدارك المعنيون الأمر، فإن النتائج ستكون أسوأ مما هي عليه, والمؤلم ما نراه من ثقافة لا تقيل عثرة، ولا تصنع وعيا، ولا تستجيب لحاجة، ثقافة إما: ساقطة أو منحرفة أو منقطعة, ثقافة متع زائلة وغرائز حيوانية هائجة، وما يصدره الغرب لنا لا يكون منه ما تحتاجه ثقافتنا، إنه يصدر الأدب والفكر الميتافيزيقي والمدنية الاستهلاكية, يصدر لنا الآلة ولا يمنحنا تقنيتها، يعطينا السمكة، ولا يعلمنا كيف نصيدها، والنخب الأدبية الفكرية انفصلت عن الأمة، حيث أجهضت الكلمة وعميت الأمور وعطل التواصل وصدمت المشاعر، واستقل الإعلام الموجه بالرأي العام يصوغه كيف يشاء، ويكفي تصوراً للخطورة: أن قرصا واحداً يجتذب من الفضاء أكثر مائة قناة فضائية. والعصر اليوم عصر العلم والتقنية والفكر والصراع والصدمة الحضارية, عصر التحولات والقطب الواحد وواحدية الحضارة, عصر الإكراه والتسلط, إنه التحدي بأبشع صوره، والامتحان بأصعب لحظاته،والإنسان العربي ريشة وسط إعصار فيه نار، تتقاذفه رياح التغيير، وتنشده ثوابت العقيدة والقيم، والمصير مجهول والطريق مظلم, ومن ثم فستكون الإخفاقات ذريعة، والنكسات موجعة، والنهايات مفجعة, والنخب الفكرية ليست على قلب رجل واحد، والتنازع داخل الحضارة الواحدة على أشده، وإشكالية العصر أن العالم فقد التجانس، في ظروف تقتضي التجانس، وبخاصة فيما يتعلق بالمدنية، وانعدام التجانس في الحضارة الواحدة والعقيدة الواحدة والقومية الواحدة يجعل الأمة لقمة سائغة، ويهيئها للقابلية الاستعمارية، وفي ظل هذا التفاوت، نجد من يدعو إلى الوحدة الاندماجية الشاملة، وكيف تتحقق، ولما نهيئ لها الأجواء الملائمة؟ وكيف تتحقق ومصلحة الحضارة المهيمنة ألا تكون؟ إن الثورات العلمية وثورة المعلومات والاتصالات المعروفة بثورة (الأنفوميديا) مكنت الرجل الأبيض من أخذ زمام المبادرة والسيطرة على ما سواه: عسكريا، واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا وحضاريا، و(التقنية) سيدة الموقف، و(العولمة) منتج الإمكانيات التقنية، والدول المنتجة للتقنية يتعجلون النتائج، ويسرفون في الاستغلال والقضاء على الفوارق، حتى ولو ترتب على ذلك نسف العقائد وسقوط القيم وفساد الأخلاق وطمس الهويات مما سيحرك النعرات، وينشط الحضارات: التاريخية والاقليمية، ويذكي القوميات، ويضخم الهويات،ومن ثم يشعل الفتن، ويؤجج الحروب, ولأن امكانيات التحدي والندية والتكافؤ في الوطن العربي غير ممكنة في ظل الامكانيات والأوضاع القائمة، وتمشيا مع رغبة الحضارة المهيمنة، فإن مواجهة الألفية الثالثة ستكون من أصعب المواجهات, ولا أستبعد ممارسة كسر العظام والأرض المحروقة لقمع الخروج من السرب، ونحن اليوم نعيش ضجة (العولمة) وهي ضجة لم تفرز ثوابت معرفية، وإنما تسعى لتعميق الخلاف, لهذا فإن الحديث عن (حوار الحضارات) و(التعايش)، أو (العولمة) من القضايا الحساسة والخطيرة, وأحسب أن خطاب التهييج وإثارة العواطف وكسب الأضواء لم يعد الخطاب الأجدى والأهدى, إننا بحاجة إلى تفهم الواقع والارتداد إلى الداخل من أجل صنع الذات وفق متطلبات المرحلة, والدولة المؤسساتية من تحاول تلافي الفوارق والاحتفاظ الحذر بالخصوصية، والإسلام دين علم وحضارة وصناعة، دين يحث على العمل والكسب ويمقت التسول والتعويل على الغير، ومن الفضل الذي آتاه الله داود عليه السلام أن ألان له الحديد، وأمره بعمل الدروع، وحثه على الإتقان بقوله: (وقدر في السرد ) إن المتغير الثقافي يحتاج إلى التفكير في تغيير التصورات والأولويات، والرسول صلى الله عليه وسلم فضل غياب المتسول عنه للاحتطاب والكسب على الملازمة، وهل يعدل ملازمة الرسول صلى الله عليه وسلم شيء آخر؟ إن العصر عصر علم وتقنية، ونحن بحاجة ماسة إلى صياغة جديدة لكل شيء، لكي نتجاوز المرحلة الحرجة, والبلاغة وترسانات الكلام لا تدفع ظلما، ولا تقيم عدلا، ولا تنتزع حقا، الخطاب الفصيح المؤثر هو هدير المصانع وطنين الآلات ودوي المدافع وأزيز الطائرات، ثم ممارسة سلام الشجعان والتعايش السلمي المتكافئ. إن من أصعب الخيارات خيار المؤاخاة والتعايش بين الشيء ونقيضه أو المصالحة بين العدو وعدوه أو التوفيق بين المتعالي والمتآنف, و(التقنية والثقافة) وسائل للمواجهة أو المعايشة، وإذا كنا نمتلك ثقافة وحضارة، فإننا بحاجة إلى تقنية، تحمي، وتؤازر، وتفرض الوجود الكريم المتكافئ، وتوفر لنا الثقافة التي نريدها والمعلومة التي نحتاج إليها، وتبلغ رسالتنا ومهمتنا في الحياة عبر قنوات فضائية وأقمار صناعية من صنع أيدينا، فالدين الإسلامي يريد منا: عمارة الكون، وعبادة الخالق، وهداية البشرية، وهذه المهمات الجسام لا يمكن أن تتحقق ونحن لا نملك إلا ترديد: (كان أبي)، ونعيش عقدة (الأبوية) والإنسان السوي هو الذي ينجز، ولا يكتفي بالافتخار بالمنجز، ونحن في النهاية أبناء حاضرنا، ولسنا أبناء تاريخنا, إن علينا ونحن نواجه التحدي الحضاري المهيمن، أن نتجاوز الاداء والركون إلى التاريخ، وأن نحاسب أنفسنا، ونقوِّم اداءنا، وما لم نفعل، فسنظل تبعيين, والتقنية المهيمنة لا يكفي معها الاستهلاك ولا إتقان التعامل ولا السيولة النقدية والترف الباذخ، وإنما لا بد من الإنتاج إنتاج التقنية، لتكون آلة في خدمة الحضارة، وإنتاج الثقافة المحققة للوجود الكريم. و(الثقافة) و(التقنية) متفاعلتان أو منفصلتان قضيتنا الأولى والأخيرة وسلاحنا الأمضى, لقد تلاشت حرب الأسلحة لوجود قوة الردع النووي، ودخل العالم في حروب العلم والاختراع والثقافة والتقنية, لقد أغمدالسيف، وسل القلم، وما وهن العالم الإسلامي إلا بالتحطيم الإعلامي والتسريب الفكري المادي، والحروب التقليدية: الحدودية والاهلية والطائفية في عالمنا الممتحن مكائد لشغل الانسان الثالثي عن التفكير السليم ومنعه من الدخول في حرب سلمية سلاحها: التقنية والثقافة وحمله على شراء الاسلحة التقليدية لتدمير ذاته وقتل اخيه وتسريب أمواله وتعطيل خططه ودعم اقتصاد أعدائه, وما (العولمة) إلا الحرب المدمرة، التي لا تراق فيها الدماء، ولا تدمر فيها البنى التحتية، وإنما تدمر فيها القيم، وتطمس فيها الهوية، وينهى فيها التاريخ، وتصبح فيها حضارة الرجل الأبيض، هي سيدة الموقف، ويصار فيها من سياسة الذبائح الى سياسة المنائح. لقد كانت هناك ممانعات واستجابات في ظل الصراع الأزلي وقانون التدافع: فالممانعات السياسية دون المستوى، إذ إن تطويعها يلجأ إلى القوة والتآمر، والسياسة فن الممكن، إذ تحكمها المصالح والاستراتيجيات، اما الممانعة الثقافية، فهي وإن كانت ذات ثغرات، إلا أنها أقوى من الممانعة السياسية، لأنها تركن إلى إرادة نخبوية، ولأنها معطى تراكمي، بطيء التشكل، بطيء التغير, كما أن العالم العربي ذو حضارة دينية وأدبية ولغوية عريقة وممتدة عبر مئات السنين، تساعده على تقوية الممانعة، وذلك فضل من الله, غير أنا وإزاء التقدم العلمي والتقنية المذهلة لا نستطيع أن نقطع بأن تلك الممانعة ستظل كما هي، والدليل على ذلك ما نعايشه من مشاريع توسعية في الهيمنة، آخر تلك المشاريع (العولمة) بكل صورها وتصوراتها وتعدد مجالاتها: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية, مع ما هنالك من مواطأة وتبعية وانبهار من كثير من النخب الفكرية, أدت إلى ممارسة الإنابة لنفي الذات وتكريس الآخر، والهيمنة الحضارية كانت تقوم على وسائط الاستشراق والتبشير، ولكنها اليوم تتخذ من أبناء الحضارة المنتهكة من يمارس التشكيك والنفي والتكريس للحضارة المهيمنة، وإلى جانب المستغربين، هناك القنوات الفضائية ومراكز المعلومات ووسائل النقل والاتصال وتجانس المدنية المتمثل بالأجهزة والأزياء والمأكولات والشركات المتعددة الجنسيات، كل هذه الأشياء مكنت من الاختراق والانتهاك, وتلك من أخطر المواقف التي تواجه حضارة الأمة, والإشكالية ليست في أن نكون مثلهم في الإنتاج والانضباط والتقنية، وإنما أن نكون مثلهم في: الفكر والسلوك والعقيدة والأدب, إن حاجتنا ليست في الفن والأدب والرياضة والسلوك, حاجتنا للعلم والاتقان والانضباط والتفاني في الوصول إلى اسرار العلم ودقائق المكتشفات وفائق الصناعات, فماذا أخذنا منهم؟ وماذا تركنا؟ لقد كانت وسائل الغلبة في الحضارات السابقة تقوم على القوة العسكرية، وهي كذلك اليوم، ولكنها لم تكن الوحيدة، فالثورة العلمية والتقنية المتطورة وشبكة المعلومات وثورة الاتصالات، أضافت قوة جديدة لتحقيق الغلبة الحضارية, وإذا كنا سعداء بهذه المنجزات العلمية والتقنية والمعلوماتية والاتصالات، فإننا في الوقت نفسه مستاؤون، لأن هذا لم يتح لنا فرصة التأسيس والتأصيل لحضارة مغايرة لحضارة المنتج لهذه الامكانيات، ومن ثم فإن التقدم العلمي أدى إلى تخلف حضاري، وحولنا من مشاركين إلى مستهلكين ومن مبتدرين إلى مقلدين، ومن أنداد إلى أتباع، ومن عائلين إلى معولين، وتلك الإشكالية تحتاج إلى رؤية جماعية مؤسساتية، تستوعب الاشكالية، وتقترح الحلول، وتخطط للمواجهة، وتباشر الفعل المرحلي. والتقنية التي خدمت الإنسان بوصفه مخلوقا ماديا خالصا، اساءت إليه بوصفه مجموعة قيم اجتماعية ولغوية ودينية وحضارية, إذ الحضارة الإسلامية تحفظ التوازن بين القيم المادية والروحية، وحضارة العصر مادية خالصة، والتعامل معها لابد أن يراعي الفوارق الحضارية.