أكد الدكتور عبدالله بن عيسى الدباغ رئيس شركة التعدين العربية السعودية (معادن) على أن إنشاء خط سكة الحديد الجديد سيكون له مردود اقتصادي على الدخل الوطني لكونه سيحفز القطاع الخاص على الاستثمار في النشاطات الإنتاجية مثل استغلال الموارد المعدنية، كما سيسهم في قيام صناعات تحويلية جديدة، ويمهد للتوسع في نقل المنتجات البترولية والزراعية والصناعية وبالتالي فإن الهجر والقرى ستشهد نقلة تنموية كبيرة كانت تسعى إليها الدولة منذ بداية وضع الخطط التنموية للمملكة. وقال الدكتور الدباغ في تصريح خاص ب(الجزيرة) إن ربط مناطق المملكة المختلفة بوسيلة نقل فعالة يعتبر مطلباً إستراتيجيا مهماً لأغراض التنمية الاجتماعية والاقتصادية مما يتماشى مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. ونوه د. الدباغ إلى أهمية بناء سكة الحديد في تطور الصناعات التعدينية بالمملكة كونها تعتبر العمود الفقري لقيام وازدهار المنتجات التعدينية التي ستشهد قفزة كبيرة في هذا المجال، فإنشاء سكة حديد الشمال - الجنوب الذي تم توقع عقده أمس سيسهم في قيام مشاريع تعدينية باستثمارات تفوق 37 مليار ريال ستنفذها شركة معادن على مراحل في المستقبل القريب كما أنها ستعمل على تنمية الصناعات التعدينية السعودية وتشكل روافد مالية للوطن وتوفر فرص عمل جديدة أمام الشباب السعودي. وبين أن القطار يعد وسيلة نقل اقتصادية لخامات المعادن من مراكز تمعدنها في شمال ووسط المملكة إلى مناطق التصنيع النهائي في المدينة التعدينية الصناعية التي تعمل شركة معادن حالياً على تنفيذها في رأس الزور شمال مدينة الجبيل الصناعية. وأوضح د. الدباغ أن خام الفوسفات سينقل بعد تصنيعه المبدئي إلى المدينة التعدينية بواسطة سكة حديد (الشمال - الجنوب) بمسافة (1200 كم)، مشيراً إلى أن احتياطيات خام الفوسفات القابلة للتعدين في رخصة طريف بمنطقة الحدود الشمالية بالمملكة تقدر بأكثر من (1.6) بليون طن، إضافة إلى احتياطيات إضافية تقدر بأكثر من (1.5) بليون طن. موضحاً أن شركة معادن تمضي قُدُماً في تنفيذ مشروعها للفوسفات، حيث وقعت مؤخراً اتفاق الشروط الأساسية للمشاركة الإستراتيجية في مشروع معادن للفوسفات مع شركة سابك بتكلفة رأسمالية تبلغ (13) مليار ريال، بنسبة (70%) لمعادن و(30%) لسابك. ويهدف المشروع إلى استثمار احتياطيات الفوسفات في شمال المملكة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في المدينة التعدينية بمنطقة (رأس الزور). كما وقعت عقوداً لتصميم أربعة مجمعات صناعية لإنتاج حمض الكبريتيك، وحمض الفوسفوريك، والأمونيا، وثنائي فوسفات الأمونيوم بطاقة سنوية إجمالية تبلغ ثلاثة ملايين طن من مادة ثنائي فوسفات الأمونيوم، وذلك في إطار مجمع إنتاج الأسمدة بالمدينة التعدينية، المخطط لدخوله مرحلة الإنتاج منتصف عام 2010م بإذن الله، وسيكون من أكبر المجمعات العالمية المتكاملة في مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية. وأشار الدكتور الدباغ إلى أن سكة الحديد ستنقل أيضاً خام البوكسايت من موقع الزبيرة إلى المدينة التعدينية حيث تعمل شركة (معادن) حالياً على تنفيذ مشروع إنتاج الألمونيوم بتكلفة إجمالية تصل إلى 13.5 مليار ريال من خلال تطوير احتياطي البوكسايت والتي تقدر احتياطياته بحوالي 252 مليون طن. ويشتمل المشروع على عمليات تصنيع أولية في موقع تمعدن الخام بالزبيرة، تتمثل في إنشاء المنجم بطاقة إنتاجية تبلغ 3.3 ملايين طن سنوياً ومرافق البنية التحتية، كما يتضمن المشروع إقامة صناعات تحويلية في المدينة التعدينية برأس الزور تشتمل على مصفاة للألومينا بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.6 مليون طن سنوياً، ومصهر للألمونيوم بطاقة إنتاجية تبلغ 650 ألف طن سنوياً. وتوقع الدكتور عبدالله الدباغ أن تشهد المملكة خلال السنوات المقبلة نهضة كبيرة في الصناعات التعدينية ستسهم في تعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري للمملكة وبروز منتجات متقدمة تنافس في الأسواق العالمية بالإضافة إلى إيجاد وظائف مباشرة وغير مباشرة للشباب السعودي.