وقعت شركة التعدين العربية السعودية معادن، والشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك أول من أمس، اتفاق المشاركة في مشروع معادن للفوسفات، الذي تبلغ كلفته الرأسمالية 21 بليون ريال بنسبة 70 في المئة ل?"معادن"و30 في المئة ل?"سابك"بعد أن كان مقرراً لها 13 بليون ريال في بيان اتفاق الشروط الأساسية للمشاركة الاستراتيجية بين الشركتين في 22 صفر الماضي، 12 آذار مارس 2007، وتعود الزيادة في كلفة المشروع إلى ارتفاع الأسعار في أسواق الإنشاءات العالمية. وقع الاتفاق عن شركة معادن رئيسها وكبير إدارييها التنفيذيين الدكتور عبدالله الدباغ، وعن شركة سابك نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي المهندس محمد الماضي. ويهدف المشروع إلى استثمار احتياطيات الفوسفات في شمال المملكة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية ضمن مشاريع المدينة التعدينية في"رأس الزور"في المنطقة الشرقية، كما سيحقق التكامل الصناعي بين الشركتين، فشركة معادن ستقدم التقنية والخبرات في مجال صناعة الفوسفات، بينما ستوفر شركة سابك التقنية والخبرات التسويقية في مجال الأسمدة النيتروجينية. وأكد الدباغ أنه عند الانتهاء من تنفيذ مشروع إنتاج الفوسفات السعودي، سيكون أكبر مشروع متكامل من نوعه في العالم، يعمل بتكاليف تشغيلية تنافسية من المنجم إلى المنتج النهائي، مشيراً أن المشروع يعد دفعة قوية لتطوير أحد أكبر المجمعات الصناعية لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية عالمياً، كما سيسهم في زيادة إجمالي الناتج الوطني، فضلاً عن خلق فرص عمل للسعوديين، يتوقع أن تصل إلى حوالى 1400 وظيفة مباشرة، إضافة إلى إيجاد عدد من الوظائف غير المباشرة في الخدمات الصناعية المساندة. وأضاف أن الخامات الصناعية للمشروع ستنقل من مراكز تعدينها في شمال المملكة بعد تصنيعها مبدئياً إلى المدينة التعدينية ب"رأس الزور"عبر سكة حديد"الشمال - الجنوب"، التي يقوم بتنفيذها حالياً"صندوق الاستثمارات العامة"، موضحاً أن المشروع سينتج 3 ملايين طن سنوياً من"فوسفات الأمونيوم الثنائي"، سيتم تصديرها إلى الأسواق العالمية الرئيسية، إذ سيستعمل كمخصب"سماد"مهم في تنمية المحاصيل الزراعية، ما يسهم في توفير الغذاء لشعوب العالم لعدد من العقود القادمة. وبيّن الدباغ أنه تحقق في المشروع تقدم كبير منذ توقيع اتفاق الشروط الأساسية للمشاركة الاستراتيجية، إذ تم توقيع عدد من العقود مع شركات عالمية لتشييد مصنع الأمونيا ومصانع إنتاج فوسفات الأمونيوم الثنائي ومصنع حامض كبريتيك ومصنع حامض الفوسفوريك، متوقعاً أن يتم توقيع عقد التعدين خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مشيراً إلى أنه عندما يصبح المشروع في مرحلة التشغيل الكامل، فإن فوسفات"معادن"سيمثل أكثر من 20 في المئة من تجارة الأسمدة الفوسفاتية في السوق العالمية. من جانبه، قال الماضي إن الاتفاق المبرم خطوة عملية رائدة وبالغة الأهمية في إطار التكامل الوطني بين كل القطاعات الصناعية لتحقيق الاستثمار الأمثل لموارد الوطن الهيدروكربونية والمعدنية، وتفعيل كل أوجه التعاون المثمر بينها لمواصلة المسيرة الصناعية إلى آفاق أرحب من الازدهار، بما يعزز نسبة الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر الدخل الوطني. وأشار إلى أن المجمع الصناعي للأسمدة الفوسفاتية الواقع في"رأس الزور"، سيشمل مصنع حامض الفوسفوريك بطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليون طن، ومصنع حامض الكبريتيك بطاقة إنتاجية تصل إلى 4.5 مليون طن، وأيضاً مصنع الأمونيا بطاقة إنتاجية تقدر ب?1.1 مليون طن، إضافة إلى حبيبات فوسفات الأمونيوم الثنائي بطاقة إنتاجية تبلغ 3 ملايين طن تقريباً. وأضاف أن شركة سابك، بالتعاون مع شركة"معادن"، ستقوم بتسويق منتجيْ حبيبات فوسفات الأمونيوم والأمونيا في الأسواق العالمية، كما سيتم توجيه جزء من إنتاج حامض الفوسفوريك إلى الشركة الوطنية للأسمدة الكيماوية ابن البيطار في الجبيل الصناعية لتلبية جزء من حاجاتها، مؤكداً أن هذا الاتفاق التاريخي بين الشركتين يمثل قيمة مضافة عالية لصناعة الأسمدة السعودية لتلبية متطلبات القطاع الزراعي الوطني، والإسهام بدور أكبر في تحقيق الأمن الغذائي العالمي. وحول إن كان دخول شركة سابك في هذا المشروع قد يودي إلى"إرهاقها"ماديا خاصة بعد دخولها في الفترة الماضية في مشاريع عملاقة، قال نائب الرئيس للمالية في"سابك"مطلق المريشد ل"الحياة"أن"الشركة لا تدخل في أي مشروع إلا بعد الدراسة الوافية". مؤكدا أن"سابك"قامت بدراسة متكاملة له.