أبرمت شركة التعدين العربية السعودية معادن أمس، عقود تشييد ثلاثة مصانع، بقيمة إجمالية تصل إلى 5.6 بليون ريال، ما يفتح الطريق للبدء في إقامة أكبر عمليات تصنيع متكاملة من نوعها في العالم لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية. وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لاتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي تم توقيعه أخيراً بين"معادن"والشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك لإنتاج 3 ملايين طن سنوياً من سماد فوسفات الأمونيوم الثنائي. ووقَّع رئيس شركة معادن وكبير إدارييها التنفيذيين الدكتور عبدالله بن عيسى الدباغ، عقود إنشاء مصنع فوسفات الأمونيوم الثنائي مع شركة دراقادوس الإسبانية، ومصنع حامض الفوسفوريك مع شركة لتيوين الفرنسية، ومصنع حامض الكبريتيك مع شركة أوتوكومبو الفنلندية. وصرح الدباغ عقب التوقيع بأن"البدء في تشييد هذه المصانع سيتم في الربع الرابع من العام الحالي 2007، وستكون ضمن مشاريع المدينة التعدينية الصناعية في رأس الزور في المنطقة الشرقية، وسيستكمل إنشاؤها في عام 2010"، مشيراً إلى أن المصانع ستوظف أفضل التقنيات المتوافرة وستكون الأكبر من نوعها في العالم. وقال إن مشروع إنتاج الفوسفات السعودي عند الانتهاء من تنفيذه سيكون أكبر مشروع متكامل من المنجم إلى المنتج النهائي من نوعه في العالم، وبكلفة تشغيلية تنافسية. وأفاد أن الكلفة الإجمالية لهذه العقود تصل إلى 5.6 بليون ريال، تشتمل على كلفة جميع مراحل تطور المشاريع حتى استكمالها بصورة نهائية، موضحاً أن الكلفة تعتبر مميزة إذا ما أخذنا بالاعتبار ما تشهده الأسواق العالمية من ارتفاع في الأسعار. واعتبر هذه العقود تعد دفعة قوية إلى الأمام لتطوير أحد اكبر المجمعات الصناعية لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في العالم، ما يسهم في تنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص عمل للسعوديين. ويشتمل مصنع حامض الكبريتيك على ثلاثة معامل بطاقة إنتاجية تصل إلى 4500 طن يومياً لكل منها، لتزويد مصنع حامض الفوسفوريك بمادة حامض الكبريتيك بحسب المواصفات الكيماوية المطلوبة. ويتضمن مصنع حامض الفوسفوريك ثلاثة خطوط إنتاج، تتكون من مفاعل وخطوط التصفية لإنتاج حامض الفوسفوريك بمعدل 1.371 مليون طن سنوياً، والذي سيستخدم بالكامل في مصنع فوسفات الأمونيوم الثنائي، وستنتج خطوط الإنتاج ذات القدرة المتساوية المنتج النهائي لفوسفات الأمونيوم الثنائي بطاقة تصل إلى 2.92 مليون طن سنوياً. وبحسب"معادن"فإنه سيتم تصدير فوسفات الأمونيوم الثنائي إلى الأسواق العالمية الرئيسية، إذ سيستعمل كسماد مهم في تنمية المحاصيل الزراعية، ما يسهم في توفير الغذاء لشعوب العالم لعدد من العقود المقبلة، وستنقل الخامات الصناعية من مراكز في شمال المملكة بعد تصنيعها مبدئياً إلى المدينة التعدينية في رأس الزور عبر سكة حديد الشمال ? الجنوب، التي يقوم بتنفيذها حالياً صندوق الاستثمارات العامة. ومن المتوقع أن توفر هذه المصانع حوالى 1400 وظيفة مباشرة، إضافة إلى إيجاد عدد من الوظائف غير المباشرة في الخدمات الصناعية المساندة.