تخلى صناع السوق أمس عن دورهم الداعم بطريقة غير متوقعة قد نتجت عن ارتفاع درجة الحذر لديهم التي استمرت لأكثر من أسبوعين منتظرين نهاية تلك الموجة بعملية تصحيح توفر لهم أسعار جديدة طال انتظارها وحُسمت أمس بتصريف مبكر لأسهم المضاربة ثم اتسع إلى أن شمل أسهم الشركات القيادية حتى تم إغراق الطلب بالعرض إلى أن توقف الطلب في أكثر من 50 شركة مع إغلاق السوق معظمها اقفلت على نسبة الحد الأعلى مستغلين وجود سيولة التدوير قبل تقليصها مع التدرج غير المحمود بالنسبة لهم حيث بلغت أمس 14.6 مليار ريال نفذ بها أكثر من 316 مليون سهم موزعة على 356 ألف صفقة غلب عليها طابع البيع الذي هوى بأسعار 83 شركة تصدرها قطاع الصناعة بنقل سلبيته ممثلاً في سابك بفقدها 6.9% خاسرة 1.75 ريال إلى 118 ريالاً وسط تعاملات تجاوزت 3.4 ملايين سهم وتبعتها جميع أسهم القطاع بمعدلات انخفاض قوية جداً مع انعدام الطلب الذي جعل القيمة السوقية تنحدر إلى نسب الحدود الدنيا بحثاً عن الشراء وشملت تلك الآلية جميع قطاعات السوق حيث مثل الراجحي قوة ثقل المصارف بنزوله 5.1% حتى 93 ريالاً وسجل أسمنت الجنوبية أقوى معدل تراجع على مستوى قطاعه 8% إلى 68.75 ريال فيما ساهمت الكهرباء بدور ملحوظ مع تدهور أسعار أسهمها 8.47% مقيدة على 13.5 ريالاً بعد أن سيطرت على نشاط السوق بكمية بلغت 38 مليوناً تجاوزت قيمتها 537 مليار ريال بالإضافة لدور الاتصالات السلبي في جميع شركاته حيث أثقله انخفاض سهم الاتصالات السعودية 6.5% إلى 68.25 ريالاً وسجل سهم موبايلي خسارة 9.8% اقفلت عند 55.25 ريالاً. هذا وقد كان من الممكن لصناع السوق الاستفادة من الحفاظ على توازن السوق بآلية الشراء والبيع عن طريق عمليات سحب يجاز تفعيلها في مثل هذا الوقت ومع ارتفاع معدلات الحذر للحفاظ على حقوق المتداولين في حدود المعقول وتنحصر في أسهم الشركات الداعمة حتى يرى الجميع الصواب والاتجاه الأمثل، وقد يُستفاد من ذلك في تحويل اتجاهاتهم إلى الأفضل بدلاً من العشوائية ومتابعة الإرشادات غير الصحية وبالتالي تتم عملية إصلاح ما يجب إصلاحه تلقائياً بمساهمة صناع السوق الحقيقيين مقابل الاستفادة من عمليات السحب الشرائية الداعمة.