دخل الاتفاق هذه المباراة وهو يلعب بفرصتين الفوز والتعادل، وذلك لفوزه في لقاء الذهاب بالكويت بهدف مقابل لا شيء، وانتهج مدربه السيد عمار السويلح خطة 4-5-1 وقد يخيل لمن شاهد اللقاء بأن المدرب الاتفاقي يريد الخروج بالتعادل ولا يفكر بالفوز، وذلك كونه يلعب بخمسة لاعبين في خط الوسط تختلف أدوارهم وعطاؤهم ولكن ما كان يفكر فيه السويلح هو السيطرة على وسط الملعب لإدراكه أن تحقق ذلك فهو سوف يسيطر على المباراة لمعرفته أن اثنين من لاعبين خط الوسط لديه غير فعالين بالأدوار الدفاعية وهم حسين النجعي وعبدالرحمن القحطاني، ولمعرفته أيضاً أن لاعبي محور الارتكاز وجيه الصغير وعلي الشهري أدوارهما متشابهة إلى حد كبير، إضافة إلى عدم وجود القوة المطلوبة فيهما عند القيام بالأدوار الدفاعية، ومن هذا المنطلق زج باللاعب إبراهيم المغنم الذي يجيد اللعب في خط الوسط المتقدم ويجيد المساندة الدفاعية، وأيضاً يجيد التوغل داخل المناطق الخطرة وصنع وتجهيز الكرات للقحطاني أو النجعي أو صالح بالإضافة لقدرته على التسجيل ليتمكن من الجانب الأول السيطرة على وسط الملعب بوجود المغنم ليكون ثلاثياً مع وجيه الصغير وعلي الشهري وفي الجانب الآخر لإعطاء حسين النجعي وعبدالرحمن القحطاني أدواراً أكثر هجومية مع الإبقاء على نجم الفريق وهدافه صالح بشير وحيداً بالمقدمة مع الاعتراف أن صالح ليس باللاعب الذي يجيد اللعب كوحيد في خط المقدمة لأن المواصفات الخاصة باللاعب الوحيد بخط المقدمة والذي يلجأ إليه بعض المدربين تحتاج للاعب يجيد الالتحام والسرعة والمراوغة وأخذ الأماكن الجيدة إضافة للاحتفاظ بالكرة لانتظار المساندة من زملائه وبعض من هذه المواصفات غير موجودة باللاعب صالح بشير الذي يعشق اللعب بجانبه من قبل أحد المهاجمين لفك الرقابة عنه بالإضافة للعب الكرات القصيرة معه، فصالح لاعب خطير جداً في منطقة ال18، إذا ابتعد عنها تقل خطورته. واختار المدرب التشكيل الآتي ليبدأ به المباراة: اعتمد مدرب القادسية على بدر المطوع الذي وضعه في الجهة اليمنى كمهاجم يلعب على الخط وأعطى الحرية للاعب فوزي بشير كلاعب يتنقل في كل مساحات الملعب دون إلزامه بأدوار دفاعية على أن يكون اللاعب صالح الشيخ في الجهة اليسرى ومحمد فهاد كلاعب ارتكاز ولاعب الارتكاز الآخر عبدالرحمن الموسى وضعه في الجهة اليمنى وأبقى خلف السلامة كلاعب مهاجم صريح وأعطى تعليماته لعلي الشمالي بالتقدم للمساندة الهجومية وعدم التقدم للظهير الآخر نواف المطيري لكون اللاعب الذي أمامه وهو صالح الشيخ لا يجيد العودة السريعة للتغطية الدفاعية، وبذلك سوف تكون هذه الجهة ممراً سهلاً للهجمات الاتفاقية والشيء الآخر لابقاء نواف بالدفاع وذلك لكون اللاعب أصلاً لا يلعب كظهر أيسر ومع بداية اللقاء وضع التنظيم الجيد للفريق وعاب عليه في بداية اللقاء اندفاع لاعبي الدفاع للمشاركة في الكرات الثابتة دون تأمين الخط الخلفي، وأجاد اللاعبون نقل الكرة فيما بينهم بشكل سليم، ووضح الذكاء الذي يملكه بدر المطوع وفوزي بشير وخلف السلامة وصالح الشيخ وعلي الشمالي من خلال أخذ الأماكن الجيدة عند الاستلام والتسليم مع تموضع سليم لقائد الفريق محمد فهاد في وسط الملعب كلاعب محور أجاد ربط خطوط الفريق أيضاً وضح تمركز فوزي بشير الجيد في الكرات العكسية التي تكون من جهة بدر المطوع داخل 18 مع مساندة من قبل صالح الشيخ وخلف السلامة ومن خلفهم محمد فهاد للكرات خارج ال18، أيضاً شيء يحسب للفريق القدساوي هو الثقة التي لعب بها اللاعبون دون الرهبة من الجمهور وتسجيل هدف السبق. الشوط الأول من الناحية الفنية: على عكس ما كان يتوقع الكثيرون من أن القادسية الكويتي سوف يتأثر بالحضور الجماهيري بل إن ذلك لم نره في أداء لاعبي القادسية فقد فاجأوا فريق الاتفاق برغبة الفوز والتقدم لخطف هدف من خلال التحركات الإيجابية التي يقوم بها صالح الشيخ وفوزي بشير في خط الوسط، وخلف السلامة وبدر المطوع في خط المقدمة يشاركهم علي الشمالي بالانطلاق من الجهة اليمنى. وكان أول تهديد للمرمى الاتفاقي في الدقيقة الأولى من خلال تسديدة صالح الشيخ التي أحسن الحارس عدنان السلمان في الاستحواذ عليها بشكل سليم، وبعدها بدقيقتين أرسل بدر المطوع تصويبة اعتلت العارضة كجرس إنذار أول على المرمى الاتفاقي، ووضح من خلال ذلك أن لاعبي الاتفاق لم يتصوروا أن القادسية سوف يبادر بالهجوم من الدقائق الأولى حيث وضح الارتباك على لاعبي الاتفاق، وحاولوا أن ينظموا صفوفهم، وبالفعل من كرة أرسلها حسين النجعي لصالح بشير انطلق بها من الجهة اليمنى وسط تردد من الحارس نواف الخالدي واعتقاد المدافعين أن صالح في وضع متسلل تمكن صالح من تجهيز الكرة لزميله إبراهيم المغنم ولكن لم يحسن التصرف بها بالشكل السليم على المرمى وأخرجها المدافع فايز بندر من على خط المرمى الخالي. وضح في هذا الشوط اعتماد الاتفاق على الكرات الطويلة المباغتة لصالح بشير وأيضاً كان لتحركات حسين النجعي دور في تحسين الأداء من خلال إمداده بالكرات لزملائه وأيضاً حيوية المغنم كان واضحة ونزعة الهجوم والتقدم عن راشد كانت حاضرة وغاب القحطاني ولم يشكل أي خطورة تذكر والتزم لاعبو المحور وجيه الشهري بالتغطية الدفاعية من خلال تواجدهم في وسط الملعب وعاب عليهم عدم تخليص الكرة من الخصم والضغط على حامل الكرة والتواجد في المساحات التي يتركها المدافعون مما أوجد نوعاً من الضغط على لاعبي الدفاع سياف وماجد العمري. أيضاً فلسفة محمد إبراهيم الغريبة من خلال وضع بدر المطوع من خلال هذا الشوط في الجهة اليمنى كمهاجم أتت ثمارها فالمطوع أزعج وليد الرجاء بتوغلاته وعكس الكرات، وأقول فلسفة غريبة كون وليد الرجاء ليس باللاعب الذي يتقدم للهجوم ويترك مساحات ليتمكن المطوع من استغلالها، هذا من جانب، ومن جانب آخر ليس وليد بالمدافع السهل بل تكمن قوة وليد في الدفاع أكثر من الهجوم أيضاً، وجد أن مدرب القادسية لا توجد لديه حلول كثيرة حيث وضع اللاعب صالح الشيخ كوسط أيسر ومن خلفه نواف المطيري كظهير أيسر وأصبحت هذه الجهة مسرحاً للعمليات الاتفاقية، ورغم هذا لم تستغل الاستغلال الأمثل ويجب أن نقول إن مدرب القادسية تعامل مع المباراة حسب الخيارات الموجودة لديه وكان تعامله ذكياً وواقعياً من خلال تأمين الخط الخلفي، ومن ثم الانطلاق بالجهات المرتدة السريعة واستغلال المساحات الشاغرة بين خط الوسط والدفاع. وكان حسين النجعي أن يباغت القدساويين بهدف من خلال تبادله لكرة مع زميله المغنم عندما واجه المرمى ولكن لعب الكرة بشكل غير جيد استطاع أن يتصدى لها بقدمه نواف الخالدي كان ذلك في الدقيقة التاسعة وبعدها بثلاث دقائق لعب حسين النجعي كرة عرضية لصالح بشير لعبها برأسه بشكل رائع ولكن كان لها بالمرصاد نواف الخالدي الذي أبعدها لضربة ركنية واستمر اللعب وسط ضياع لهجمات اتفاقية تفتقد التركيز والدقة وأيضاً كانت هناك لدغة لصالح بشير من خلال كرة حائرة داخل منطقة ال18 توقعها الجميع هدفاً ولكنها خرجت بجوار القائم الأيسر. وفاجأ نجم القادسية اللاعب بدر المطوع الاتفاقيين بهدف جميل بعد تهيئة الكرة له من نجم الدفاع القدساوي فايز بندر حاول عدنان الحارس الاتفاقي في إبعادها، ولكن دون جدوى ويتحمل هذا الهدف ثنائي الدفاع سياف البيشي وماجد العمري لعدم إجادتهما المراقبة والتغطية السليمة حيث اتضح عدم وجود التنظيم الدفاعي في هذا الهدف ووضح بعدها أن القادسية لا يكتفي فقط بهذا الهدف وأكثر من المحاولات وكان أكثر استحواذاً على الكرة وأكثر تهديداً للمرمى الاتفاقي ووضح الفارق الكبير الذي أضافه المحترف العماني فوزي بشير في الأداء حيث كان شعلة من النشاط وكانت تحركاته إيجابية ومزعجة. ومرت الدقائق وسط سيطرة قدساوية وضياع وذهول من الفريق الاتفاقي. وقبل نهاية الشوط الأول وفي الدقيقة 44 كانت هناك فرصة خطرة للقحطاني فبعد أن هيأ الكرة لنفسه لعبها بالزاوية اليسرى ولكن بسالة ويقظة الخالدي نواف كانت لها. نقاط عن الشوط الأول: - مدرب القادسية تعامل مع الشوط الأول بطريقة ذكية وواقعية. - عبدالرحمن القحطاني غاب عن هذا الشوط وظهر بمستوى فني متواضع. - حسين النجعي قدم أداء جيداً في هذا الشوط. - فايز بندر وفوزي بشير وبدر المطوع كانوا أبرز نجوم القادسية في الشوط الأول. - عاب على لاعبي الاتفاق الاحتفاظ بالكرة واللعب الفردي والأداء البطيء وعدم الضغط على حامل الكرة. - هدف القادسية يتحمله ثنائي الدفاع سياف والعمري لعدم الرقابة والتغطية السليمة. - بعد هدف القادسية وضح الارتباك والضغط النفسي على لاعبي الاتفاق. - خلف السلامة أتعب الدفاع الاتفاقي بتحركاته الذكية وتصويباته. - يحسب لعدنان السلمان التوقيت السليم في كل كرة يصوبها الخصم. - صالح بشير قلت خطورته لابتعاده عن منطقة ال18 - عدم إجادة وجيه الصغير تنفيذ الكرات الثابتة في أكثر من مرة. - كان الفريق القدساوي الأفضل كتنظيم وأداء وانضباط وحيوية. الشوط الثاني من الناحية الفنية: دخل الفريقان دون أي تغيير وكان الجماهير تنتظر بشغف دخول المهاجم خالد السوهلي ليكون ثنائياً في خط الهجوم، ولكن السيد عمار الذي أوعز للسويهلي بالإحماء بين شوطي المباراة كان يفكر في شيء آخر ألا وهو أن يزج بالسويهلي بعد 7 دقائق من الشوط الثاني، وذلك لإعطاء اللاعب دفعة معنوية جيدة حينما تقابله هذه الجماهير بالتحية عند دخوله أرض الملعب بعكس لو دخل بين شوطي اللقاء، وهذه وجهة نظر قد تكون صائبة وقد تخطئ، إخراج اللاعب إبراهيم المغنم ونزول السويهلي كان هو نقطة التحول في سير الشوط الثاني حيث خفت الرقابة عن صالح بشير وتحرر من الرقابة وظهر القحطاني بصورة رائعة في هذا الشوط وكان مصدر قلق وخطورة وتحسن أداء وجيه الصغير ووضح رغبة اللاعبين القوية للعودة للمباراة، وذلك بعد إحساسهم بأن اللقب الخليجي قد يذهب في لمحة عين، وكان أخطر الفرص الكرة التي هيأها صالح بشير للسويهلي في الدقيقة (57) ولكن الأخير لم يعرف كيف يتعامل مع هذه الكرة السهلة وأضاع فرصة هدف محقق واستمر الاتفاق في النهج الهجومي وسط تراجع في الأداء من قبل القادسية ولاحت فرصة ثمينة للقحطاني في دقيقة (60) عندما سدد كرة قوية ذهبت على يسار نواف الخالدي بعدما تجاوز المدافع فايز بندر ثم اتبعها النجعي بتسديدة في الدقيقة (65) ووسط هذه الفرص والإصرار الاتفاقي استطاع نجم الاتفاق الرائع صالح بشير من تسجيل هدف التعادل من كرة عرضية لعبها له حسين النجعي أودعها برأسه على يسار نواف الخالدي في الدقيقة (67) واختفى القادسية الكويتي في هذا الشوط وكاد البديل السويهلي أن يسجل هدف الاتفاق الثاني بعدما هيأ له القحطاني كرة ولا أروع لم تعرف الجماهير كيف هدرها، وكان ذلك في الدقيقة (70) بعدها حاول المدرب القدساوي أن يرمي بعض أوراقه، وكان ذلك تبديلاً قام به بدخول نهير الشهري كبديل لعبدالرحمن الموسى، وذلك لرغبته اللعب بثلاث مدافعين لإعطاء الحرية لظهيري الجنب للتقدم وأيضاً لصالح الشيخ وفوزي بشير بالتقدم، وذلك لكون التعادل لا يخدمه اطلاقاً ورغم هذا التبديل لم يتغير الأداء القدساوي في ظل تراجع أداء فوزي بشير وبدر المطوع واختفاء بدر السلامة وبعدها في الدقيقة (84) رمى المدرب القدساوي بالورقة الثانية وهو اللاعب المحترف سيدي تراوري كبديل للمدافع حسين فاضل ومن هنا يتضح تشتت أفكار محمد إبراهيم في آخر ربع ساعة من عمر اللقاء وإن كان من الأفضل له أن يكون أول خيار للتغيير هو سيدي تراوري وليس نهير الشمري للعب بثلاثة مهاجمين، وكان التغيير الأخير هو دخول المدافع جمال مبارك كبديل لخلف السلامة، وذلك للاستفادة من جمال في الكرات الهوائية كونه لاعباً مدافعاً، وفي الدقيقة الأخيرة زج مدرب الاتفاق باللاعب جمعان الجمعان كبديل للاعب عبدالرحمن القحطاني، وذلك للمساهمة في تأمين الخطوط الخلفية، وكانت أخطر الفرص في الوقت بدل الضائع عندما سدد صالح بشير الكرة للمرمى الخالي واستطاع نجم الدفاع فايز بندر من ابعاد هدف محقق ولاحت فرصة أخيرة من الفاول الذي نفذه بدر المطوع في الجهة اليمنى عندما وصلت الكرة داخل منطقة ال18 للاعب فوزي بشير ولكن الكرة اصطدت بجسمه وذهبت لخارج المرمى بعدها أعلن الحكم نهاية اللقاء بفوز الاتفاق باللقب الخليجي والكأس للمرة الثالثة في تاريخه. نقاط عامة عن الشوط الثاني: 1- دخول خالد السويهلي كبديل لإبراهيم المغنم كان نقطة التحول في المباراة. 2- برز بشكل مميز اللاعب عبدالرحمن القحطاني بعدما اختفى بالشوط الأول. 3- كان على مدرب القادسية المحافظة على الهدف بدلاً من المبالغة في التقدم واستقبال هدف. 4- تغير أداء القادسية بالشوط الثاني وكثرة الأخطاء وانخفض أداء لاعبي الوسط. 5- خلف السلامة تراجع أداؤه كثيراً في الشوط الثاني. 6- حسين النجعي وصالح بشير وراشد كانوا من نجوم الشوط الثاني والمباراة. 7- فايز بندر قدم مباراة كبيرة وكان يستحق نجومية المباراة مع زميله بدر المطوع. 8- التغييرات التي أجراها مدرب القادسية وضح عليها عدم التركيز والاستعجال. 9- عانى فريق القادسية من عدم وجود البديل الجيد في دكة الاحتياط. 10- افتقد القادسية للاعب كتيا وغيابه أثر كثيرا على أداء الفريق. 11- من جديد يثبت صالح بشير بأنه اللاعب البارز والمنقذ للفريق الاتفاقي. 12- وضع مدرب القادسية لاعب المحور الثاني عبدالرحمن كوسط أيسر في الشوط الثاني لايقاف انطلاقات حسين النجعي وراشد الرهيب. 13- خالد السويهلي لعب في هذا الشوط بروح عالية لإثبات الوجود ولإيصال رسالة للاتفاقيين بأني لاعب جيد.. فلماذا أنهيتم عقدي؟ 14- شيء يثير الدهشة كونك لديك لاعب محترف وأعني بالقادسية أي سيدي تراوري ومباراة نهائي ويلعب آخر (8) دقائق من عمر اللقاء.. ما هي فائدة وجوده إذا كان غير مفيد 15- مدرب القادسية لم يتعامل مع الشوط الثاني بشكل جيد ووضح استمرار نهج وتكتيك الشوط الأول. 16- اعتقد لو أن مدرب القادسية زج باللاعب نهير الشمري في أول ربع ساعة من هذا الشوط وأخرج خلف السلامة واللعب بثلاثة مدافعين أفضل له لتأمين الخطوط الخلفية ولكنه كان يشاهد الخطورة الاتفاقية ولم يعالج الموقف إلا بعد ولوج مرماه هدف. 17- وضح الاصرار والعزيمة ورغبة الفوز عند الفريق الاتفاقي بالشوط الثاني.