توج الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الاتفاق بطلاً للأندية الخليجية أبطال الدوري والكأس بعد تعادله أمس مع القادسية الكويتي بنتيجة 1-1 في لقاء الإياب الذي جمعهما في استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام، وكان الاتفاق كسب لقاء الذهاب في الكويت بهدف من دون رد. امتلأت مدرجات استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام باكراً بالجماهير التي حضرت بكثافة لمؤازرة الفريق الاتفاقي، ما أشعل فتيل الإثارة والندية قبل صافرة البداية، وكان لنتيجة مباراة الدور الأول التي انتهت لمصلحة الاتفاق بهدف من دون رد بالغ الأثر في زيادة التفاؤل لدى محبي"فارس الدهناء"بالعودة مجدداً إلى سماء البطولات الخارجية بعد غياب طويل، كون الفوز أو التعادل يتوج الفريق بطلاً للبطولة الخليجية، كل المؤشرات التي سبقت صافرة البداية أكدت أن الجماهير على موعد مع مباراة مليئة بفنون اللعبة، ولن تخلو من الأهداف. لم يلجأ الطرفان إلى البداية التقليدية التي تعتمد على جس النبض والمناورة في منتصف الميدان، إذ جاءت الانطلاقة سريعة، وسط رغبة محمومة من الفريقين في الوصول إلى الشباك، وتبادلا الهجمات الخطرة منذ الدقيقة الأولى، عندما أرسل خلف سلامة تسديدة مباغتة تصدى لها عدنان سلمان ببراعة، يرد الاتفاقيون بعدد من الهجمات لم تستثمر كما يجب، إذ أضاع صالح بشير فرصة مواتية 3 ثم أتبعه حسين النجعي بفرصة أخرى 9، ووسط المد والجزر بين الطرفين والبحث الجاد عن الوصول إلى الشباك يفاجئ بدر المطوع أصحاب الضيافة بهدف التقدم، عندما انبرى لعكسية من منتصف الملعب وأودعها شباك عدنان السلمان 23. هذا الهدف فرض بعض الهدوء على مدرجات الملعب، خصوصاً أن الفريق الضيف سعى للمحافظة على تقدمه في الحصة الأولى، واحتواء اندفاع الاتفاقيين بالتراجع للمناطق الخلفية، ما قلل من وتيرة الأداء الفني، ولم تشهد الدقائق المتبقية كرات تستحق الذكر، باستثناء محاولة عبدالرحمن القحطاني، التي تعملق الحارس نواف الخالدي في التصدي لها 43. وفي الشوط الثاني ازدادت حدة التنافس وبدأت لعبة المدربين من خلال تغيير النهج الفني وتعليمات جديدة للاعبين، إضافة إلى الرمي بكل الأوراق الرابحة، إذ استعان مدرب الاتفاق التونسي عمار السويح باكراً بالمهاجم خالد السويهلي بدلاً من إبراهيم المغنم، ما زاد من القوة الهجومية. وتوالت الهجمات الخطرة يميناً ويساراً، وواصل مهاجمو الاتفاق الاستعجال وإهدار الفرص السهلة، حتى دخول صالح بشير الذي وضع حداً لتلك الفرص الضائعة، عندما ارتمى لكرة عكسية من عبدالرحمن القحطاني وغمزها برأسه على يسار نواف الخالدي هدف تعديل 67 ألهب كفوف الجماهير التي ملأت جنبات الملعب. وعادت جماهير"فارس الدهناء"للأهازيج وقرع طبول الاحتفال الباكر بالبطولة. ورفض حسين النجعي تسجيل هدف التعزيز، عندما فشل في استثمار تمريرة عبدالرحمن القحطاني، بعدها أدرك مدرب القادسية الكويتي محمد إبراهيم تفوق خصمه ميدانياً، خصوصاً في منطقة المناورة التي دانت بشكل كبير لأصحاب الضيافة، ما أجبره على الاستعانة بنهير الشمري وسيد تراوري بدلاً من عبدالرحمن موسى وحسين فاضل، قبل أن يرمي بآخر أوراقه بإشراك المخضرم جمال مبارك، وتشهد الدقائق ذروة الإثارة والندية وسط سباق مثير بين رغبة الاتفاق في الوصول إلى نقطة النهاية وطموحات لاعبي القادسية بتسجيل هدف الإنقاذ، الشد العصبي كان العنوان الأبرز لتلك الدقائق، وتفوق التونسي عمار السويح في التعامل المثالي مع أوقات الحسم، إذ طالب لاعبيه بعدم المبالغة في التراجع للخطوط الخلفية وزيادة عدد اللاعبين في منطقة المناورة حتى بلغ"فارس الدهناء"مراده وظفر بنقطة التعادل التي منحته كأس البطولة.