ثلاث نقاط جديدة وضعها الهلاليون في رصيدهم على رأس فرق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. النقاط الثلاث كانت الأصعب هذا الموسم والأثمن كونها جاءت أمام الاتحاد وفي ظروف صعبة للفريق الأزرق سواء قبل المباراة أو أثناءها. لكن النجوم الزرق كانوا في المستوى وعند حسن ظن جماهيرهم العريضة عندما خطفوا هدف الفوز بثمانية لاعبين وحارس مرمى أمام أحد عشر لاعبا.. وهي حالة نادرة الحدوث في ملاعب كرة القدم وخصوصا حين تكون بين الفرق المتنافسة وفي المباريات الكبيرة. الهلال حقق الأهم بالأمس وخرج بنتيجة اللقاء متجاوزا الصعوبات الفنية التي واجهته قبل المباراة والمتمثلة في حداثة الجهاز الفني وعدم معرفته التامة بقدرات اللاعبين وكذلك غياب أكثر من سبعة لاعبين في صفوف المنتخب الأولمبي وهم في مراكز مهمة يحتاجها الفريق.. لتأتي الصعوبة الأكبر في تغيير السيد سيريزو لطريقة اللعب المعتادة والتي يلعب بها الفريق خلال الموسمين الماضيين.. وهو ما جعل المباراة تزداد صعوبة باللعب بطريقة 4-4-2.. حيث إن وجود مهاجمين في المقدمة مع عدم وجود لاعبين في الوسط قادرين على القيام بالدور الدفاعي المطلوب في الجهتين اليمنى واليسرى ليحتل لاعبا المحور الغامدي وعزيز عبء المباراة مع المدافعين وهو ما جعل العديد من الثغرات تظهر في الخط الخلفي للهلال وبالتالي تسبب ذلك في حالتي طرد لتفاريس والخثران ووجود بعض الفرص الخطيرة للاتحاد. الفريقان قدما مباراة جيدة ارتفع مستواها في بعض الفترات على مدار الشوطين.. حيث كان الشوط الأول كاملا هو شوط الحذر والتحفظ وعدم الاندفاع وخصوصا من جانب الاتحاد. فالسيد ديمتري حرص على تأمين وسط الملعب والمناطق الخلفية باللعب بطريقة 4-5-1 حيث كثف الوسط وعمل حاجزا دفاعيا في المنتصف ساهم في إبعاد الخطورة عن المرمى الاتحاد في أكثر من كرة فقلبا الدفاع تكر والمنتشري تناوبا على رقابة ياسر مع لاعب المحور فيصل سيف.. فيما تفرغ كريري والصقري والسويد لإغلاق المساحات أمام المدافعين في الوسط والأطراف. ولذلك وجد ياسر صعوبة في التهديد أو طلب الكرة وفي ظل قلة تحركات البرازيلي الجديد ألفين والذي بتحركه تزداد الخطورة الهلالية وتنفتح المساحات أمام ياسر ولاعبي الوسط المندفعين من الخلف. وهذا يفسر قلة الهجمات الهلالية الخطرة رغم أن الهلال هو صاحب المباراة وفي الشوط الأول والأكثر رغبة في التسجيل والوصول للمرمى. طريقة اللعب الهلالية تحتاج تحركا دائما من لاعبي المحور والمدافعين لمتابعة تحركات لاعبي الاتحاد وقطع هجماتهم قبل الوصول للمناطق الخطرة. ونجحوا في الشوط الأول في التحرك جيدا في ظل تفاعل المهاجمين ولاعبي الأطراف الهلاليين في إغلاق المساحات في الوسط.. لكن الشوط الثاني وعندما قلت تحركات المهاجمين ولاعبي الوسط التايب ونواف لأداء الواجب الدفاعي انكشف الدفاع وحدث العديد من المشاكل.. وهو ما كان متوقعا قبل المباراة في ظل تغيير طريقة اللعب قبل مباراة صعبة ومهمة في الوقت الذي لم تسنح فيه الفرصة للفريق في تجربة هذه الطريقة في مباريات أقل قوة للتأقلم معها.. لكن الهلال فاز وهذا هو الأهم للهلاليين.. الشوط الأول كما قلنا كان خاليا من الهجمات الخطرة والتهديد الحقيقي لكن التحرك الأجمل أثمر هدف الشوط الوحيد عندما مرر النجم عمر الغامدي كرة رائعة للبرازيلي ألفين الذي (لمها) بحركة رائعة متجاوزا المنتشري لكن القناص كان بالمرصاد ينتظرها على أحر من الجمر ليعالجها بيمناه عنيفة في سقف مرمى النتيف، محرزاً هدف السبق الأزرق الذي حرك الجماهير والمدرجات تفاعلا مع جمال اللعبة ومهارة منفذها.. ** في الشوط الثاني أجرى المدرب الاتحادي ديمتري تغييرا تكتيكيا في ظل تفوق الهلال وتقدمه بالنتيجة.. حين أشرك الخبير حمزة إدريس مكان لاعب الوسط المدافع فيصل سيف.. ليتحول الفريق لطريقة اللعب 4-4-2 وجاء تحرك نور الايجابي وتألقه خلف المدافعين ليمنح الأفضلية للاتحاد ويسبب العديد من مشاكل المناطق الخلفية للهلال.. فالتعب والارهاق وعدم التعود على التحرك مع الكرة بالنسبة للاعبي الوسط الهلالي سهل مهمة الاتحاديين ووجد لاعبو الوسط دعما قويا من نور وكيتا بتراجعه للخلف إضافة إلى تقدم خط الوسط للمنتصف.. وساهم ضعف التمرير بالنسبة للهلاليين والاحتفاظ بالكرة من قبل ياسر والتايب ونواف في تعطيل الهجمات.. وتحولها لهجمات اتحادية خطرة على مرمى الدعيع.. وجاء دخول الشلهوب تعزيزا للناحية الهجومية لكن أخطر كرة قادها الموهوب الصغير تسببت عندما ارتدت في خسارة الدفاع الهلالي لعملاقه تفاريس بالبطاقة الصفراء ومن ثم حصوله على صفراء ثانية في ظرف دقائق وفي هجمة مشابهة لتلخبط اوراق سيريزو بالقرار القاسي لحكم اللقاء الذي لم يتعامل بالمثل مع رضا تكر وهو يعيق ياسر المنفرد بالمرمى ليمنحه بطاقة صفراء كانت مثار استغراب الجميع.. وقبل ان يفيق الهلاليون ويعودون للعب بعد حالة انعدام الوزن التي عاشها الفريق لدقائق تلقى الخثران بطاقة حمراء لاعاقته نور خارج المنطقة وهو في طريقه لمواجهة الدعيع عندها بدا واضحا ان الأفضلية ستكون للاتحاد ليزج ديمتري بالنمري بديلا للسويد ويتقدم الاتحاديون لتعزيز النتيجة بعد نجاح النمري في التعديل مباشرة بعد دخوله بديلا للسويد.. وتقدم الاتحاديون للامام معتمدين اللعب عن طريق الاطراف يتحول كيتا لليمين والصقري لليسار مع تقدم نور للعمق وحمزة والنمري والطيب.. وانكمش الهلاليون ليعود سيريزو لتعديل صفوفه بدخول المرشدي في الدفاع مع تنظيم لاعبي الوسط لمواجهة الاندفاع الاتحادي خصوصا بعد نجاح الاتحاد في تسجيل هدف التعادل وبعد خروج الخثران ونقص لاعبين من الهلال تحرك البقية بشكل جيد وزاد التركيز لدى لاعبي الوسط والمدافعين أمام الهجمات الاتحادية والاندفاع الاتحادي ليستفيد الهلاليون من ذلك بهجمات مرتدة ويقوم سيريزو باشراك سلطان البرقان بعد خروج الخثران مطرودا وذلك بديلا للتايب وبعد ذلك تزداد الخطورة الهلالية وخصوصا في الجهة اليسرى التي لعب بها الشلهوب.. ومع تحرك ياسر في العمق الاتحادي ومروره الافعواني من بين المدافعين أجبر رضا تكر على اعاقته في حالة انفراد ليظهر الشلهوب في الوقت المناسب وينفذ الكرة في الشباك مستفيدا من انشغال الاتحاديين بالحديث مع الحكم ليعلن تقدم فريقه بالهدف الثاني في ظروف صعبة وفي توقيت أصعب ليفقد الاتحاديون أعصابهم ويطرد الحكم لاعب الوسط حيدر وبعد ذلك الظهير الأيمن حمد العيسى وهو ما جعل الكفة متساوية وينجح الهلاليون في الفوز بنقاط المباراة الثمينة والثمينة جدا والتي منحت الهلال مواصلة صدارته للدوري. من القمة * سيريزو حقق الفوز الثاني مع الأزرق في ثاني مباراة يقودها.. ويبدو ان لديه الكثير للأزرق وهو يحدث العديد من التغييرات الفنية في شكل الفريق ومظهره الفني داخل الملعب. * * * * ياسر سيظل رقما صعبا في صفوف الهلال وفي كل مباراة يقدم القناص ابداعا جديدا ومختلفا ليقدمه لجماهيره العاشقة. * * * * محمد نور ظهر في أفضل حالاته الفنية ومن غير المعقول ان يكون بهذا المستوى بعيدا عن التمارين طوال الفترة الماضية.. حيث ان اعداده واستعداده يؤكد انه ينتظر قرار العفو ويعلم توقيت عودته للملاعب! * * * * الحكم الاسباني ارتكب العديد من الأخطاء الفادحة وفي تصوري ان الطاقم كاملا بما فيه مساعدي الحكم هم من أسوأ من حضر للمملكة من الحكام الأجانب..! * * * * أحداث لقاء الامس بين الهلال والاتحاد أكدت ان الحاجة ماسة بالفعل للحكام الأجانب لقيادة المباراة بشرط ان لا يكونوا في مستوى حكم الأمس.. فالمباراة من الصعب أن يقودها حكم محلي بأي حال من الأحوال!.