جابوها الرجال.. جابوها رغما عن كل العراقيل.. جابوها أبطال الزعيم وأعادوا الحق لأهله ولأصحابه الحقيقيين.. نعم أبطال الزعيم هم الأحق والأجدر باللقب.. هكذا أثبتوا بالأمس.. انتزعوها عنوة من براثن الاتحاد وعلى أرضه وبين جماهيره.. ردها الهلاليون ليقولوا نحن الأحق ونحن الأجدر والأفضل.. أربع سنوات متتالية وللهلال طرق ثابتة في نهائي الدوري.. لكن الرابعة هذه المرة كما الأولى زرقاء خالصة.. زرقاء طرزها نجوم الذهب نجوم الإنجاز نجوم الزعيم.. انتصار تاريخي للهلال تفوق به نجومه على كل شيء.. تفوقوا على الضغط والتقديم والتأخير وكل الحواجز التي وضعت أمامهم بقيادة العملاق عميد لاعبي العالم محمد وبرأسية القناص الحاسم أعاد الهلاليون اللقب.. أعادوه ليسعدوا جماهيرهم وليدخلوا الفرح لكل بيت ولكل طفل وكل مشجع أزرق.. هكذا هو الهلال.. من أصعب الطرق وعلى رأس الأشهاد قال أبطال الزعيم كلمتهم.. كلمة لا تعرف سوى الانتصار والإنجاز والذهب والبطولات البطولة السابعة والأربعون أدخلها نجوم الجيل الجديد الخزينة الزرقاء.. يذهب نجوم ويحضر آخرون لكن الهلال هو الأبرز والأقوى والحاضر الدائم في كل المناسبات والألقاب.. البطولة الحادية عشرة للدوري بقميص الهلال.. وفي خزائنه.. شهر واحد فقط (تقريباً) حقق خلاله الهلاليون بطولتين وتركوا الثالثة.. نعم أهم بطولتين حتى الآن في أحضان الهلاليين.. هكذا أرادها ياسر والتايب وتفاريس وزملاؤهم ونجوم الزعيم.. مباراة بطولية قدمها كل النجوم.. أداء تكتيكي على أعلى مستوى أكد عالمية المدرب الرائع كوزمين.. مدرب الأبطال ومدرب الإنجاز.. منح الاتحاديين الملعب في الشوط الأول وأشعرهم بتفوقهم لينقض عليهم في الثاني ويخطف هدف اللقب بهندسة نجم المستقبل أحمد الفريدي.. الذي مرر كرة الهدف بالمقاس على رأس حاسم النهائيات ياسر القحطاني ليضعها على يسار النتيف وداخل شباكه معلنا هداف الفوز.. هدف اللقب.. هدف رد الاعتبار.. هدف التحدي والجدارة والقوة.. نعم هدف التأكيد منح اللقب لأبطال الزعيم من أمام أنظار الاتحاديين.. ووسط جماهيرهم تماما كما فعل الاتحاد في الموسم الماضي.. لكنها هذه المرة أحق وأجدر وأقوى لأسباب عديدة. ** بالأمس كسب الهلاليون اللقب وكسبوا نجوم المستقبل.. وكسبوا البطولة الثانية هذا الموسم.. ليؤكدوا من جديد أن شمس الهلال لا تغيب عنها البطولات مهما غادر من نجوم فإن الراية الزرقاء تظل مرفوعة عاليا مرفوعة برجالات الزعيم.. بجماهيره.. بخصوصيته.. بنجومه وجيل بعد جيل وواحد بعد الآخر.. من عنق الزجاجة خرج الحوت الأزرق كاسبا ومتوجا بلقب الدوري بعد عودته لنظامه القديم بعد أن كان آخر من حققه قبل نظام المربع.. ليعود فائزا ومنتصرا ليهزم عديدين أرادوا له أن يغيب وأن يبتعد عن الواجهة لكن مكان الزعيم ونجومه وأبطال منصات التتويج دائما وأبدا في كل الظروف والأحوال هذا هو الهلال.. من أصعب الطرق.. ومن أيسرها الهلال هو البطل.. مباراة تاريخية سطرها الهلاليون على استاد الأمير عبدالله الفيصل بمدينة جدة.. قدموا للجميع درسا في كيفية تحقيق الفوز والمحافظة عليه.. قدموا للجميع تطبيقيا عمليا لفنون الكرة دفاعا وهجوما.. إبداعا وتألقا.. تنافس أبطال الهلال على التفاني والتضحية والبروز في اللقاء.. روح عالية وإصرار كبير كان عنوان أبطال الدوري.. بالإخلاص والعرق والجهد والتفوق على النفس حقق الأبطال اللقب.. رد حقيقي قدمه أبطال الزعيم على كل العراقيل والعقبات التي وضعت في طريقهم.. ليهزموا الاتحاد في عقر داره وينتزعوا اللقب ويسعدوا جماهير الزعيم في كل مكان.. ليردد الأنصار: لا يعرف اليأس من هذا فريقه.. نعم لا يعرف اليأس من هؤلاء نجومه وهذا فريقه.. ** جاءت المباراة متفاوتة المستوى.. شوط أول حذر وأداء متوسط غلب عليه التوتر والانفعال.. وشوط آخر ملتهب حيث الأعصاب والدموع والبكاء من الطرفين.. بكاء الفرح بالهدف الهلالي الثمين وبكاء الحزن على ذهاب اللقب بعد كل التسهيلات.. دموع الحسرة ذرفها الاتحاديون وهم يشاهدون الهلال ينتزع اللقب.. ذرفوها وهم يشاهدون التألق البطولي لنجومه.. تألق غير عادي لكل أبناء القافلة الزرقاء.. الدعيع يحرّم على الكرة معانقة شباكه.. وتفاريس يلعب مباراة العمر ويقف لكل الكرات.. والمرشدي يقف بشجاعة أمام كل المحاولات والفريدي يفعل ما يريد بدفاعات العميد وبجرأة غير طبيعية.. تؤكد مولد نجم حقيقي قادم للكرة السعودية.. ياسر يجدد علاقته بشباك الاتحاد بضربة رأس ماركة مسجلة باسم القناص.. وعزيز يلغي نور وتشيكو وكل كوكبة النجوم الاتحادية.. أما الخثران فقد تفوق على نفسه وأكد أنه أحد أهم اللاعبين في صفوف الأبطال.. أما الزوري فقد بدأ مشواره الحقيقي ببطولة الدوري وبنجومية كبرى تماما كما يتألق الكبار.. نجومية مطلقة تناوب أداورها أبطال الزعيم وهم يشاهدون القائد العملاق محمد الدعيع يذود ببسالة عن مرماه ليؤكد أنه ظاهرة كروية في الملاعب العربية الآسيوية.. مباراة كؤوس قدمها الهلاليون منحتهم اللقب الأهم في كرة القدم السعودية بطولة الدوري الممتاز.. الهلال بطل الدوري الممتاز هذا هو الحدث الأبرز والأزرق حتى الآن بانتظار المزيد في قادم الأيام. دخل الفريق الهلالي اللقاء بتغيير طريقة لعبه المعتادة حيث لجأ المدرب الهلالي كوزمين للعب بطريقة 4-4- 2 بدخول ليلو بجوار ياسر ورباعي الوسط عزيز والغامدي والتايب والخثران وفي الدفاع الرباعي العنقري وتفاريس والمرشدي والزوري.. وعلى الجانب الآخر لعب سواريس مدرب الاتحاد بنفس الطريقة بعد عودة ألفيس من الإصابة ليلعب بجوار كيتا وفي الوسط دخل مناف أبو شقير في الوسط الأيسر بجوار كريري ونور وشيكو.. وفي الدفاع الدوخي العائد من الإصابة وتكر والمنتشري وفلاته وفي المرميين لعب الدعيع وتيسير النتيف.. بداية المباراة جاءت اتحادية.. حيث سيطر الوسط الاتحادي على الكرة مع تقدم ظهيري الجنب وتراجع هلالي.. وحاول الاتحاديون بناء الهجمات عن طريق الكرات العرضية التي وقف لها دفاع الهلال بالمرصاد ومن خلفه الدعيع واحتاج الهلاليون حوالي عشرين دقيقة للعودة لتوازنهم والدخول في أجواء المباراة، حيث عاب الفريق ضعف التمركز وسوء التمرير والخضوع للرقابة الاتحادية التي لجأ لها سواريس.. حيث لعب بالهجوم الضاغط واللعب رجل لرجل مع كل لاعبي الهلال عند استلام الهلاليين للكرة.. ورغم نجاح الهلال في امتصاص الضغط الاتحادي إلا أن ضعف التمرير وأخطائه صعبت مهمة الفريق.. حيث يعود ليلو لاستلام الكرة والتحرك للأطراف لكن دون جدوى فكل الكرات للاتحاديين ولا مساحات يتحرك من خلالها ياسر أو ليلو.. ولذلك ظل الاتحاد هو صاحب المبادرة في معظم فترات هذا الشوط لكن الخطورة الحقيقية جاءت من قدم العنقري الذي سدد أول كرة هلالية بعد 12 دقيقة لعب في الزاوية العليا اليسرى للنتيف الذي نجح في تحويلها ركنية.. وظهر الدفاع الهلالي وخصوصاً قلبي الدفاع في قمة حضورهما مع ألفيس وكيتا.. وركز الاتحاديون على الجهة اليمنى التي تناوب عليها نور وكيتا والدوخي لكن العرضيات لم تكن دقيقة.. واستمر الأداء في هذا الشوط كثافة عددية للاتحاد في الوسط وسهولة في التمرير بعيداً عن الرقابة مقابل صعوبة هلالية في بناء الهجمات وإكمال التمريرات ليكون الاندفاع البدني والأخطاء هما الأبرز طوال دقائق هذا الشوط لينتهي سلبياً. الشوط الثاني شوط الأحداث والإثارة وبدأ بدخول الفريدي مع بداية هذا الشوط.. بديلاً للكونجولي ليلو حيث تغير الأداء بدخوله وتحولت الكفة لمصلحة الهلال.. والذي فاجأ الاتحاد باللعب في ملعبه وبناء هجمات حقيقية خطرة وتهديد مرمى النتيف ودفاعه مبكراً لكن كلمة السر لكل ذلك كان الفريدي الذي دخل أكثر من مرة وبجرأة كبيرة لمناطق الاتحاد ومنها حول كرة الهدف الأول.. د 49 هدف البطولة: ضمن هجمة هلالية منظمة يتبادل الهلاليون الكرة فيمرر طارق الفريدي على حافة منطقة جزاء الاتحاد ناحية اليسار فيستلم الكرة ويرفع رأسية لياسر ممرراً كرة ولا أروع من فوق المدافعين لياسر الذي تحرك طالباً للكرة ومن ثم عالجها بضربة رأس للزاوية البعيدة اليسرى للنتيف داخل شباكه هدفاً هلالياً حاسماً.. ارتبك بعده الاتحاديون وكثرت تمريراتهم المقطوعة وأجرى المدرب سواريس تغييرين بدخول الصقري مكان فلاته ثم القحطاني مكان أبو شقير بعد فاصل من الفرص المهدرة أمام مرمى الدعيع الذي تصدى لكرتين وبشكل خيالي حين أبعد رأسية كيتا بقدمه ثم تسديدة أبو شقير وبشكل لا يفعله سوى العملاق عميد لاعبي العالم.. حيث تعذر المرمى على الاتحاديين تماماً.. وتحول اللعب لتنظيم هلالي في الوسط والخلف وتقدم اتحادي متسرع وكرات مسقطة داخل منطقة الجزاء تعامل معها الدعيع والمرشدي وتفاريس والزوري بشكل أكثر من رائع.. ليمضي الوقت سريعاً على الاتحاديين حيث ضيق الوسط الهلالي المساحات أمام منطقته وعزز كوزمين ذلك بإشراك الغنام مكان الغامدي ليواجه الكرات الاتحادية في الأمام وبعيداً عن المدافعين.. فيما تفرغ عزيز للعمق أمام تفاريس والمرشدي وبذلك لم يجد الاتحاديون طريقاً نحو المرمى رغم تحويل اللعب للأطراف بتقدم الصقري ثم الدوخي الذي خرج ليدخل بدلاً منه المشعل وهو ما منح مساحات في الوسط الاتحادي لهجمات هلالية معاكسة كان يمكن استثمارها بشكل أفضل لولا اللمسة الأخيرة.. ومع مرور الوقت يزداد لاعبو الاتحاد توتراً وفوضوية في الالتزام بالواجبات والمهام ليشرك أولاريو التمياط مكان التايب ويحاول الاستفادة من تقدم الاتحاديين واندفاعهم لكن كما قلت دون جدوى لتشهد الدقائق الأخيرة استنفاراً اتحادياً واجهته جاهزية تامة من قبل كل لاعبي الهلال في الالتزام والتركيز أمام الكرات العرضية حتى أعلن الحكم نهاية اللقاء بفوز الهلال وتتويجه بطلاً للدوري. من المباراة: ** قاد اللقاء الحكم الإيطالي ماثيو تريفولين.. ومنح بطاقات صفراء لكل من فلاتة، شيكو، المنتشري، كريري من الاتحاد والزوري والقحطاني والتايب والغنام من الهلال. ** مباراة تكتيكية كبرى قدمها الهلاليون منحتهم اللقب.. بعد أداء بطولة من جميع النجوم. ** القائد محمد الدعيع كان نجم المباراة الأول لكنه ليس الأوحد حيث تألق تفاريس والمرشدي وعزيز والزوري فيما كان نجم الحسم القناص ياسر القحطاني. ** الفريدي كان إضافة هلالية رائعة في الشوط الثاني حين غير مجرى المباراة وصنع كرة الهدف الأغلى في تاريخ البطولة. ** الاتحاديون قدموا أقصى ما لديهم حيث تفوق الفريق في الشوط الأول وفوجئ بالانتفاضة الهلالية في الثاني ليسقط بالضربة القاضية. ** طارق التايب رغم عدم بروزه بالأمس إلا أنه كان أحد مفاتيح الفوز بتحركاته وقيادته لزملاء وسط الميدان. ** عمر الغامدي رغم إصابته إلا أنه كان أحد أبطال اللقاء..