السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم النجم والمحلِّل والكاتب الرياضي المهندس لؤي السبيعي، فماذا قال.. * متى أول مرة ظهرت فيها كمحلل تلفزيوني؟ وكيف تم ذلك؟ - كان ذلك في مباراة السعودية وسورية ضمن تصفيات كأس آسيا للشباب وتم ذلك عن طريق الصدفة البحتة حيث هاتفني الزميل خالد الهذلول المنسق في التلفزيون السعودي وسألني إن كان بإمكاني الحضور للتحليل فأبديت الموافقة وكانت هي البداية. * للأسف هنالك عدد من زملائك اللاعبين القدامى يصدمون المتلقي بآرائهم وتحليلاتهم غير المنطقية الأمر الذي يجعلنا نفقد الثقة في آراء وتحليلات اللاعب المحلل.. ما تعليقك؟ - دائماً ما يكون للشخص هدف معين في أي قرار يتخذه أو حديث يلقيه أو مستقبل يواجهه، وكذلك المحلل يكون له هدف من تحليله إن كان تثقيفياً وهو المهم أو إرضاء مسؤولي بعض الأندية أو هجوم على لاعب معين والتركيز عليه بمناسبة أو بدون مناسبة ولذلك ترى الكثير يحيد في تحليله للمباريات في محاولة للوصول لأهدافه. في نظري إن كان المحلل لاعباً سابقاً فيجب أن يحلل من موقعه كلاعب وأن يتطرق إلى أمور لا يراها المشاهد العادي وذلك من واقع خبرته السابقة في الملاعب. المسألة هنا هي مسألة تثقيف المشاهد فنياً لا أن تردد ما يقال في المجالس وما يردد في الصحف. الأمر الآخر يجب أن يعلم المحلل بأن الملايين تشاهده وأن الخروج عن النص والتعمق في بعض الأمور التي ليست من اختصاصه قد يعني تحريض الجماهير ولو بطريقة غير مباشرة بداعي الجرأة وعدم المجاملة التي تصل إلى درجة الوقاحة في بعض الأحيان. وقد رأينا ذلك في مناسبات عدة لذلك أرجو أن ننأى بأنفسنا وأن يكون الهدف الأكبر هو التثقيف وإيصال المعلومة بسهولة تامة وطريقة سلسة للمشاهد. * بدأت تجربتك في الكتابة الصحافية جنباً إلى جنب مع التحليل الرياضي ما الفرق برأيك بين الأمرين وأيهما أكثر تأثيراً في المتلقي؟ - الفرق كبير فالتحليل من وجهة نظري هو نظرة فنية لدقائق المباراة بدون التدخل في إطاء نصائح لاتخاذ قرارات مثل إلغاء عقد المدرب أو اللاعب خاصة إذا كان الحديث عن اللاعبين الأجانب لأن هذه ليست مهمة المحلل. أما الكتابة في تصور ورؤية لما يجري في الساحة وانتقاد هدفه دائماً الوصول لأرقى السلم وذلك بإصلاح ومعالجة الأخطاء. وما أطرحه عموماً هي هموم وقضايا عامة وهي خليط بين الأمور الاجتماعية والرياضية. * بحكم علاقتك القوية مع الكابتن سامي الجابر هل تؤيده في قرار عدوله عن الاعتزال؟ ولماذا؟ - في الحقيقة إن لاعباً بحجم سامي وخبرته وذكائه هو أفضل من يقيم نفسه. جميعنا لا نود أن نرى لاعباً بحجم سامي يعتزل ولكن يبقى سامي اعتزل أم لم يعتزل رمزاً مثل من سبقوه ويبقى الشغل الشاغل للكثيرين في حضوره وغيابه. مشكلة سامي أنه لم يبدأ مشواره الكروي مثل الآخرين فهو كروياً (ولد كبيراً وعندما يعتزل لن أقول سينتهي ولكنه سيبقى كبيراً) بينما البعض ربما لا يبقى أبداً. * ما الفرق بين القادسية في عهدك كلاعب والآن عندما تحلل مبارياته؟ - إن أردت الحقيقة فلا يوجد هناك فارق ولا أقول ذلك من باب المجاملة أبداً، ولكن مثل ما ذكرت لك فأنا أحلل (90) دقيقة هي عمر المباراة ولو تلاحظ فإن مستويات القادسية نوعاً ما ضعيفة فتجدني في أكثر الأحيان أنتقد فنياً ما يقدم الفريق. * فاز الكويتي جاسم يعقوب بلقب (أسطورة) دورات الخليج وحل السعودي ماجد عبد الله ثانياً هل كانت النتيجة عادلة من وجهة نظرك؟ - إذا تحدثنا عن دورات الخليج فأعتقد أن النتيجة عادلة بمعيار الإنجازات الشخصية لكليهما ومساهماتهما في فوز بلديهما بالكأس. أما على المستوى الفني وعبر التاريخ عموماً فأعتقد ومن وجهة نظر شخصية أن ماجد هو الأفضل. * عتب عليك الاتفاقيون إلى حد الغضب تحليلك لمباراتهم الدورية أمام الشباب ماذا تود أن تقول لهم في رسالة عبر (الجزيرة)؟ - يا عزيزي في مباراة الشباب والاتفاق لم أتحدث إلا عن أمور فنية بحتة وجميع ما ذكرت في تحليل تلك المباراة كان فنياً ولكن البعض أراد تأويل بعض النقاط الفنية إلى أمور أكبر وفق أهواء شخصية! لكن ما أود قوله هو إن كان العتب على الأمر الفني فالأمر مفروغ منه ولكل وجهة نظره لكني أتحدى أي شخص كان، أن يقول بأنني ذكرت أمور تمس نادي الاتفاق وكفى تخبطاً!! * يقول الروائي السعودي تركي الحمد: (إن التعصب انتقل إلى المجال الرياضي فأصبح الموقف من الرياضة موقفاً غير رياضي وهنا التناقض (ما رأيك)؟ - هذا الكلام فيه من الصحة الشيء الكثير ولكن يجب ألا نعمم يا أخي المشكلة أن القنوات أصبحت تفرض المتعصب وذلك تحت مسمى الجرأة والمشاكسة التي هي في الأصل تعصب أعمى وأحول وأعرج. * ماذا تقول لهؤلاء؟ - محمد البكر: مبدع في أي مجال ويبقى اعتزاله خسارة للتعليق. - عادل عصام الدين: على الجميع أن يقرأ ويتمعن فيما قاله رجل الرياضة الأول عن عمل وجهد القناة الرياضية والعاملين فيها يستاهل أبا لمى. - جاسم الياقوت: اقول له أنت رجل فاضل وإنسان محترم.. لكن يبقى لسانك حصانك! - أحمد الزامل: لم أرَ شخصاً يحب القادسية بجنون مثله.. أتمنى أن أراه في اتحاد القدم فهو طاقة هائلة من الفكر والنشاط لا يشعر بها إلا من حوله. - عيسى الجوكم: من يشاهد التطور النوعي واللافت في (الميدان الرياضي) يتأكد أن وراءه مجهود صحافي بارز ومجتهد مثله. * كلمة أخيرة؟ - أشكر أخي سامي والشكر موصول للأخ محمد العبدي ولكل الزملاء في القسم الرياضي بصحيفة (الجزيرة) التي هي من بين الصحف الأولى التي أحرص على مطالعتها صباح كل يوم جديد.