أكثر ما يعكر صفو الإجازة السنوية لبعض الأسر هو إكمال بعض أبنائهم في عدد من الدروس مما يحول العطلة إلى هاجس يؤرقهم ويقض مضاجعهم ويجعلهم محتارين في كيفية الاستمتاع بلحظات الإجازة وبين إعداد وتجهيز الأبناء لاختبارات الدور الثاني الذي بينه وبين آخر يوم من الامتحانات الفصلية فرق شاسع قد يمتد إلى أكثر من شهرين وهي بلا شك فترة طويلة تكاد تنسي الطالب مفردات ومحتوى المادة الدراسية حيث ان شهرين فيهما ستون يوماً من الرحلات والتنقل واللهو واللعب كافية لتجعل الطالب ينسى كل مادرسه في المقرر الذي كان على اتصال به طيلة عام دراسي، ولذا يلزم أسرته في خضم هذا الوضع ان تعود إلى تدريسه من بداية المشوار ولمواد تتفاوت في صعوبتها وكثافة صفحاتها ومضمونها، وينطبق كذلك هذا الحديث على الطالبات، ولكن لو فرضنا مثلاً أن الرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة المعارف جعلتا اختبارات الدور الثاني بعد نهاية اختبارات العام الدراسي بفترة بسيطة فإن ذلك بالتأكيد سيعود على الطلبة والطالبات وكذلك على معلميهم بفوائد كثيرة أوجزها فيما يلي: 1 أن الطالب في هذا الامتحان المبكر لا يزال على ارتباط بمقرره الدراسي وفي ذهنه بقايا من شرح المعلم وفهم ولو يسير من مفردات المادة، وبالتالي سيصبح بحاجة فقط للتذكير في بعض ما ينقصه من أجزاء المقرر ودراسة ما لم يستوعبه في فترات الدراسة الماضية. 2 أن إعلان النتائج لطلاب الدور الثاني سيكون في وقت مبكر وبالتالي يتعرف الطالب وأسرته على وضع الابن في الاختبار إما ناجح وينتقل للصف الذي يليه وإما مكمل ويعيد في نفس فصله، وبالتأكيد سيتفهمون الوضع منذ البداية وينصرفون إلى إجازاتهم بنفوس راضية. 3 حصول طلاب الثانوية العامة على نتائج الدور الثاني في وقت مبكر سيكون كافياً لهم للحاق بركب زملائهم في التقدم للجامعات والمعاهد والبحث عن وظائف دون أن يضيع عليهم عام آخر. 4 استمتاع المعلمين والمعلمات بالإجازة الصيفية كاملة دون أن تكون هناك حاجة للعودة مرة أخرى للتجهيز لامتحان المكملين وتسليم نتائجهم، وبذا تصبح عودتهم فقط قبل انطلاقة العام الدراسي بأسبوع للتحضير لاستقبال الطلاب وتجهيز المدرسة والفصول لهم. محمد بن راكد العنزي مندوب جريدة الجزيرة محافظة طريف